Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ظاهرة "النيران الكامنة" تشكل قنبلة مناخية تفاقم الاحتباس الحراري

منذ أشهر تلتهم النيران أراضي موحلة تخالطها بقايا نباتية متخمرة في سيبيريا

تختزن أراضي الوحول العضوية كميات من الكربون تفوق ما تحويه كافة الغابات المطيرة في العالم مجتمعةً (غيتي)

يكافح رجال إطفاء متطوعون ما يسمى "النيران الكامنة" في سيبيريا. وتشكل تلك الحرائق ظاهرة وصفها أحد المدافعين عن البيئة بـ"قنبلة مناخية".

منذ أشهر عدة، بل ربما منذ العام المنصرم، تلتهم نيران كبيرة أراضٍ يكسوها وحل عضوي يحتوي بقايا نباتية متخمرة، في غابة الصنوبر "سوزونسكي" التي تشكل جزءاً من محمية طبيعية في منطقة "نوفوسيبيرسك" السيبيرية، بحسب تصريح أدلت به "غرينبيس" ("السلام الأخضر" Green Peace) المنظمة البيئية العالمية غير الحكومية، إلى صحيفة "اندبندنت".

وقد سُميت "النيران الكامنة" لأن إخماد نيرانها يُعد عملية شديدة الصعوبة، حتى في ظل الظروف المناخية القاسية في سيبيريا.

ببطء ومن غير لهب يحترق ذلك الوحل العضوي (يسمى علمياً "الخث" Peat) على عمق أربعة إنشات (10 سنتمترات) تحت سطح الأرض، ما يعني أن الحرائق في مقدورها أن تبقى مشتعلة على الرغم من أمطار الخريف، وفصول الشتاء القارسة البرودة.

وتتفاقم تلك المشكلة مع واقع أن تجمعات الوحل العضوي تحيطها مئات آلاف الهكتارات من غابات الصنوبر، التي تعاني حاضراً زيادة في الجفاف الذي باتت موجاته أكثر تواتراً في الآونة الأخيرة.

بناءً على ذلك، إذا لم تنطفئ "النيران الكامنة"، يكون في مقدورها أن تُشعل حرائق أعشاب ضخمة في الربيع، وحرائق غابات في الصيف.

وضمن تلك الصورة، تشكل "النيران الكامنة" تلك ما سُمي بـ"قنبلة مناخية" وفق وصف غريغوري كوكسين، رئيس "وحدة حرائق الغابات" التابعة لـ"غرينبيس" في روسيا الذي انخرط في التصدي للنيران المشتعلة، في حديث إلى وكالة "فرانس برس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وتلتف الغابة الشمالية حول مناطق تقع على خطوط العرض العليا، ومستنقعات وحول عضوية ومنطقة قارية تُعرف بالـ"تندرا". وتحتوي تلك المواقع جميعها تركيزات مرتفعة من الكربون، فتُطلِق عند احتراقها كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي. وتذكيراً، تسهم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، ما يجعل تأثير أزمة المناخ أكثر تواتراً وشدةً، بما في ذلك موجات الجفاف.

وتختزن أراضي الوحول العضوية في نصف الكرة الشمالي كميات من الكربون تفوق ما تحويه كافة الغابات المطيرة في العالم مجتمعةً. في حال احتراقها، فإن الكميات الهائلة من ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الغلاف الجوي ستؤدي في الحال إلى إجهاض جميع الجهود المبذولة في السيطرة على الانبعاثات الكربونية.

وذكر كوكسين، "نحارب أثر التغير المناخي والشيء الأساسي الذي يسببه". وكذلك تحدث متطوعون إلى وكالة الأنباء نفسها، مشيرين إلى أن مكافحة "حرائق الكامنة" عمل فظيع وأكثر تعقيداً من مكافحة حرائق الغابات التقليدية. وبغية إطفاء منطقة وُحول عضوية تشتعل فيها النيران، لا بد من غمرها بالماء، وتقليب التربة إلى أن تصبح عجينة سائلة، بحسب إكاترينا غرودينينا التي تعمل منسقة نشاطات في "غرينبيس".

بعد ذلك، يُصار إلى قياس درجة حرارة طبقة الوحول العضوية تحت سطح الأرض. وإذا بقيت الحرارة مرتفعة جداً، يباشر المتطوعون تنفيذ تلك العملية المنهكة مرة أخرى.

خلال الصيف الحالي، حطمت مستويات الكربون المنبعثة من حرائق الغابات في الدائرة القطبية الشمالية الرقم القياسي، الذي سجلته العام الماضي، وفق "برنامج مراقبة الأرض" التابع للاتحاد الأوروبي، فيما  المنطقة آخذة في التدهور بوتيرة فائقة السرعة.

وفي يونيو (حزيران)، بلغت درجة الحرارة في "فيرخويانسك"، وهي مدينة في الدائرة القطبية الشمالية، 100 فهرنهايت (38 درجة مئوية)، علماً أن ذلك يشكل ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة. كذلك التهمت النيران حوالي 19 مليون هكتار (منطقة أكبر من اليونان)، في روسيا منذ بداية العام الحالي.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة