Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تعاطي المنشطات" أغرب صيحات الصراع بين ترمب وبايدن

الجمهوريون يكثفون حملتهم ومخاوف ديمقراطية من سلوك الرئيس الأميركي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمرشح الديموقراطي جو بايدن (غيتي)

بعد أسبوعين من توجيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتهامات إلى جو بايدن بتعاطي عقاقير منشطة، وهي مزاعم عدها مراقبون الأولى من نوعها في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة، عاد سيد البيت الأبيض اليوم الأحد ليفجر جدلاً بدعوته المرشح الديمقراطي إلى إجراء اختبار الكشف عن المنشطات، قبل أيام قليلة من المناظرة الرئاسية المقبلة في أوهايو.

شكوك ومطالب

وبينما جدد ترمب مطالبه الباعثة على الجدل من خلال تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر، التزمت حملة المرشح الديمقراطي الصمت تجاه الاتهامات التي لم تكن الأولى، ولا يبدو أنها الأخيرة، في حسابات الرئيس الأميركي الذي أثار في مقابلة له الشهر الماضي مع صحيفة "واشنطن إكزامينر"، شكوكاً حول التحسن المفاجئ لأداء نائب الرئيس السابق خلال مناظرة حزبية داخلية مع بيرني ساندرز في مارس (آذار) الماضي.

وقبل أسبوعين، وبعد وقت قصير من نفي ابن ترمب الأكبر مزاعم تعاطيه الكوكايين قبيل خطابه في المؤتمر الجمهوري، أكد الرئيس الأميركي في مقابلة تلفزيونية مع جينين بيرو بثتها قناة فوكس نيوز، اعتقاده أن خصمه الديمقراطي تعاطى على الأرجح منشطات.

سوابق ترمب وسقطات بايدن

يحوم الجدل حول صحة المرشحين الرئاسيين العقلية والجسدية، لكن بايدن يحظى بنصيب وافر من النقد والترصد بسبب كثرة أخطائه أثناء المقابلات التي يجريها، كما يؤخذ عليه تجنبه الحديث الارتجالي أمام وسائل الإعلام. وإضافة إلى أسباب أخرى، فإن ترمب يعتبر المرشح الديمقراطي غير مستحق لترشيح حزبه، وأن ذلك لم يكن ليحدث لولا انسحاب إليزابيث وارين، وبيرني ساندز الذي اعتبره الأوفر حظاً.

وفي حين يعد سلاح المنشطات فريداً من نوعه في تاريخ المناظرات الأميركية، فإن العهد الحالي بات حافلاً بحوادث إشهاره، فقد وجه الرئيس الجمهوري اتهامات مماثلة إلى هيلاري كلينتون منافسته الشرسة في الانتخابات الرئاسية عام 2016، قائلاً إنها تتعاطى المنشطات.

وطلب الرئيس الأميركي حينها من المرشحة الديمقراطية الخضوع لاختبار تعاطي المنشطات قبل المناظرة، وقال أمام تجمع انتخابي في ولاية نيو هامشر، "أعتقد أنه يجب علينا أن نخضع لاختبار تعاطي المخدرات قبل المناظرة"، وأضاف، "لا أعرف ما الذي يحدث لها، في بداية مناظرتها الأخيرة كانت متنبهة للغاية، وفي نهايتها بالكاد استطاعت الوصول إلى سيارتها".

ويشتهر ترمب برفضه تعاطي المخدرات، وفي حين لم يوقف صعوده السياسي حبه للدايت كولا والوجبات السريعة، فإن التكهنات حول صحته الجسدية والعقلية لم تتوقف كذلك، إذ تزايدت الشهر الماضي على وقع أنباء أفادت بتعرضه لسلسلة من الجلطات القلبية الصغيرة، بعد زيارة غير معلنة للمستشفى في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلا أنه نفى حينها بشكل قاطع الادعاءات المتداولة.

اتهامات التعاطي تعزز حضور المرشح الديموقراطي

وفي حين ما زالت اتهامات الرئيس لبايدن بتعاطي المنشطات هائمة بلا أساس يدعمها، ذهب جمهوريون إلى الإسهام في النهج ذاته، منهم النائب من نورث كارولينا جو ميرفي الذي قال إن المرشح الديمقراطي يعاني الخرف. كما قال مدير الاتصالات في حملة ترمب تيم مورتو، "إن الناخبين يستحقون أن يكونوا قادرين على تقييم قدرات جو بايدن من خلال رؤيته والاستماع إليه وإلى كلماته، بالمقارنة إلى ما كان عليه قبل سنوات قليلة".

لكن هذه المزاعم بحسب الجمهوري بريت أودونيل، الذي عُرف بتدريبه المرشحين للمناظرات، ربما تكون هدية لبايدن. وقال أودونيل وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، إن حملة ترمب خفضت التوقعات بشأن أداء بايدن في المناظرة، بمحاولتها بعث رسالة مفادها أن بايدن قد يكون غير لائق للمنصب.

كارل روف، الذي شغل منصب كبير الاستراتيجيين للرئيس جورج دبليو بوش، اعترف هو الآخر بأن خفض التوقعات بالنسبة لبايدن ربما كان هدية غير مقصودة، لكنه يعتقد أن الأميركيين لا يعرفون المرشح الديمقراطي حق المعرفة عدا كونه نائباً للرئيس في إدارة أوباما، وهو ما يعني أن ناخب بايدن ببساطة ناخب مناهض لترمب، أكثر من كونه مؤيداً لسياساته.

مناوشات وزلات

اليوم يشعر الديمقراطيون بالقلق من أن ترمب قد ينجح في إخراج بايدن من طوره من خلال التطرق إلى ابنه هانتر، الذي تثير وسائل إعلام محلية اتهامات بالفساد حول عمله في الخارج، ومزاعم تضارب المصالح عندما كان والده نائباً للرئيس في الإدارة السابقة.

وبصورة عامة، فإن مناوشات المرشحين وشطحاتهما المتبادلة ليست جديدة، ففي مارس 2018، اعتذر بايدن عن تعليق قال فيه إن سيضرب ترمب لو كانا لا يزالان في المدرسة الثانوية، لكن ترمب لم يفوت فرصة الهجوم، ليقول إن نائب الرئيس السابق كان "ضعيفاً عقلياً وجسدياً"، ومن هنا بدأ الرئيس الجمهوري مع حملته شن هجمات تتمحور حول الحال العقلية لبايدن ولياقته للمنصب.  

ملفات ساخنة

ينتظر الأميركيون على أحر من الجمر المناظرة الأولى بين المرشحين الرئاسيين يوم الثلاثاء المقبل في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو، ومن المقرر أن يتقابل بايدن وترمب مرتين أخريين في الـ 15 من أكتوبر (تشرين الأول) بولاية تينيسي، وبعدها بأسبوع في فلوريدا.

وستناقش المناظرة الرئاسية المقبلة ملفات ساخنة، منها سجلي المرشحين والوضع الاقتصادي والعنصرية ضد السود وتفشي فيروس كورونا، واعتبرت اللجنة المنظمة أن الهدف من إعلان المواضيع هو تشجيع المناقشة العميقة للقضايا الرئيسة التي تواجه البلاد.

وستتلو المناظرة الأولى مواجهة بين المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس ونائب الرئيس مايك بنس في سولت ليك سيتي بولاية يوتا في السابع من أكتوبر المقبل.

المزيد من دوليات