Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما حجم النتائج الإيجابية الخاطئة عن كورونا وهل تمثل مشكلة حقيقية؟

كيف يمكن تعريفها؟ هل تتسبب في ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة؟ ما إشكاليتها فعلياً؟

قد تسهم عوامل عدة في الارتفاع المستمر لأعداد الإصابات بكورونا (غيتي)

فيما تعاود الإصابات بفيروس كورونا الارتفاع في المملكة المتحدة، أثيرت من جديد مسألة النتائج الإيجابية الخاطئة. وقد نبّه سياسيون ومستشارون علميون إلى أن أعداد الإصابات المرتفعة قد تُعزى، ولو جزئياً، إلى تلك المشكلة.

وفي الأسبوع الحالي، حذّر النائب المحافظ ديزموند سواين في البرلمان من أن تلك النتائج "تعطي انطباعاً مشوّهاً عن مسار المرض". وأضاف، "لا يتطلب الأمر خبيراً في الرياضيات كي يخبركم أن نسبة ضئيلة نسبياً من النتائج الإيجابية الخاطئة تترك وقعاً كبيراً على تقديراتنا بشأن عدد المصابين".

وتلقّف عدد من الصحافيين والشخصيات العامة هذا الكلام لينشروا بعدها نظرية بأن النتائج الإيجابية الخاطئة في فحوصات كورونا، مسؤولة عن أكثر من 90 في المئة من إجمالي النتائج الإيجابية في البلاد. 

إذاً، ما مشكلة النتائج الإيجابية الخاطئة تحديداً؟ كم يجب الانتباه إليها لدى تقييم استجابة المملكة المتحدة حيال الجائحة؟

 1- ما هي النتيجة الإيجابية الخاطئة؟

تتمثّل النتيجة الإيجابية الخاطئة في ظهور فحص يبيّن أن شخصاً ما لديه نتيجة إيجابية تؤكد إصابته بـ"كوفيد- 19"، على الرغم من كونه غير مصاب بالفيروس حقيقة.

ويتركّز النقاش والاحتجاج في هذه المسألة على معدّل النتائج الإيجابية الخاطئة من الفحوصات. ويُقصد بذلك معدل عدد النتائج الإيجابية الخاطئة بالنسبة إلى إجمالي عدد الأشخاص الذين يخضعون للفحص. وعلى الرغم من أن العبارة تُستخدم أحياناً للإشارة إلى وجود نسبة من النتائج الإيجابية الخاطئة عند من تُظهر فحوصاتهم نتائج سلبية (= عدم وجود الفيروس)، أو حتى نسبة النتائج الخاطئة لدى الأشخاص تُظهر فحوصاتهم نتائج إيجابية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وغالباً ما يحدّد كبار المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم وزير الصحة مات هانكوك، نسبة النتائج الإيجابية الخاطئة بـ0.8 في المئة. وقد زعم خلال مقابلة على إذاعة "توك راديو" أن "ما يعنيه وجود معدل أقل من 1 في المئة (من النتائج الإيجابية الخاطئة) بالنسبة لإجمالي الحالات الإيجابية، يُتَرجَم بأن إمكانية ظهور نتيجة إيجابية خاطئة ضئيل للغاية".

2- هل النتائج الإيجابية الخاطئة تشكّل السبب في ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة؟

تلقّفت مقدّمة البرامج الإذاعية جوليا هارتلي بروير تعليق مات هانكوك (الوارد آنفاً) وتوصلت إلى استنتاج خاطئ مفاده بأن غالبية النتائج الإيجابية للفحوصات غير دقيقة.

وتبعاً لتحليلها الشخصي، فإن 0.8 في المئة من كل الفحوصات التي تُجرى داخل المجتمع تُعطي نتائج إيجابية خاطئة، ما يعني أنه لو خضع ألف شخص للفحص العشوائي، سيحصل 8 منهم على نتيجة إيجابية خاطئة.

ولو تبيّن أن تسعة أشخاص من بين الألف هؤلاء لديهم نتيجة إيجابية، سواء كانت خاطئة أم لا، ستكون النتيجة أن 8 من أصل أولئك التسعة، أي ما يعادل 91 في المئة منهم، حصلوا على نتيجة خاطئة.

ووفق رأيها، "ما تعنيه الـ0.8 في المئة من النتائج الإيجابية الخاطئة حين تكون الإصابات متدنية في هذا الشكل، أن 91 في المئة على الأقل من "حالات الإصابة بكوفيد" تمثّل نتائج إيجابية خاطئة".

وعلى نحو مماثل، أدى هذا السوء في تحليل الوضع بالصحافي توبي يونغ إلى اتهام الحكومة بإخفاء الحجم الحقيقي لهذا الموضوع عن الرأي العام "لأسباب خبيثة"، على الرغم من أن القصة برمّتها غير صحيحة.

3- هل تمثّل النتائج الإيجابية الخاطئة مشكلة حقيقية؟

قد تثير النتائج الإيجابية الخاطئة قلقاً ومخاوف بالنسبة للأفراد، لكن الأخطر منها على مستوى المجتمع يتمثّل في النتائج السلبية الخاطئة لأنها قد تسهم في انتشار الفيروس في السر.

وفي حديثه مع "بي بي سي"، ذكر البروفيسور ديفيد شبيلغلهالتر من "جامعة كامبريدج" إن رقم 0.8 في المئة المتصل بمعدّل النتائج الإيجابية الخاطئة "يبدو مرتفعاً للغاية"، إذا نظر الإنسان إلى دراسات أخرى أجراها "مكتب الإحصاءات الوطني".

أضاف، "ثمة دراسة لـ"مكتب الاحصاءات الوطني" (في يونيو- حزيران) أجرت 112 ألف فحص لم يظهر منها سوى 50 نتيجة إيجابية"، مشيراً إلى أنه حتى لو كانت كل هذه النتائج الإيجابية خاطئة، سيبقى المعدل أقل من 0.05 في المئة.

ووصف مسألة النتائج الإيجابية الخاطئة بأنها "تهدف إلى ذر الرماد في العيون"، وتحويل الأنظار عن المشكلة الحقيقية المرتبطة بفيروس ينتشر سريعاً.

وكذلك أعرب عن اعتقاده بـ"أن معاناة مات هانكوك (وزير الصحة) الواضحة في التعامل مع هذه الأمور تُظهر بالفعل وجود حاجة إلى مزيد من العمل التثقيفي على مستويات عالية بشأن مسار هذه الأمور وتفسير مجرياتها الحقيقية".

© The Independent

المزيد من صحة