بعد تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع في قاعات الدراسة داخل الجامعات البريطانية، أقر وزير الصحة مات هانكوك بأن السلطات في المملكة المتحدة قد تدعو الطلاب إلى التزام حرم جامعاتهم خلال عطلة عيد الميلاد، تداركاً لإمكانية نقلهم العدوى الفيروسية إلى أفراد أسرهم.
وأخيراً، أجبر نحو 600 طالب في "جامعة غلاسكو" باسكتلندا، على عزل أنفسهم في قاعتي سكن تابعتين للجامعة، بعد تفشي فيروس "كوفيد- 19" وتسجيل 124 اختباراً إيجابياً عن وجود الفيروس بين الطلبة.
وفي ذلك الصدد، رد هانكوك، الخميس الماضي، على أسئلة بشأن مدى تمكن الطلاب من قضاء عطلة عيد الميلاد مع عائلاتهم هذه السنة، موضحاً أنه "لا أتمنى أن نضطر إلى مواجهة وضع مماثل (يكون فيه الطلاب غير قادرين على العودة إلى منازلهم في عيد الميلاد خوفاً من تعرض أهلهم لخطر العدوى)، وآمل في أن نتمكن من تجنبه".
وكذلك أكد غير مرة أثناء حديثه في برنامج "تو داي" Today الذي تبثه القناة الرابعة في "راديو بي بي سي"، أن هدف الحكومة يتمثل في السيطرة على الفيروس بالترافق مع حماية الاقتصاد والنظام التعليمي في المملكة المتحدة.
وبعد إلحاح البرنامج في الحصول على إجابة عن السؤال المتعلق بعودة الطلاب إلى منازل أسرهم خلال العطلة الشتوية، اعترف هانكوك بأنه "تعلم عدم استبعاد أي شيء"، موضحاً أن إبقاء الطلاب في المساكن الجامعية خلال فترة الأعياد لم يكن من بين ما سعت الحكومة إلى استهدافه في الأصل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف الوزير البريطاني، "لقد تعلمت عدم استبعاد أي شيء. إن أحد التحديات يتمثل في التأكد قدر الإمكان من سلامة الناس، وهذا يشمل الحرص على عدم انتشار العدوى بين الأجيال. غير أن ذلك ليس هدفنا، ولا أريدكم أن تخالوا أن ذلك أمراً متوقعاً، لكن يتعين علينا العمل على جميع الحالات الطارئة في هذه المرحلة. أعلم أن الناس يدركون أننا نمر في أزمة غير مسبوقة، ولذا يتوجب علينا أن نعمل على وضع خطط للطوارئ".
وقد صدرت تلك المواقف عن وزير الصحة البريطاني بعد ما وجه الخبراء العلميون في "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" [اختصاراً "سايج"] Scientific Advisory Group for Emergencies Sage، نصيحة إلى الحكومة بوجوب إبقاء الطلاب في عزلة داخل حرم الجامعات خلال فترة عطلة الأعياد.
واستناداً إلى محضر عن أحد اجتماعات "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" تمكنت صحيفة "آي نيوزبايبر" I Newspaper من الاطلاع عليه، فقد حذرت "سايج" من أن الطلاب الذين يعودون إلى منازلهم بعد وجودهم في قاعات سكن الطلبة والحرم الجامعي، كي يكونوا مع أفراد أسرهم، قد يصبحون مصدراً للعدوى بالفيروس بالنسبة إلى أسرهم. "قد يشكلون خطراً على المجتمعات المحلية والأسر على حد سواء، الأمر الذي يتطلب مراقبة ومتابعة واتخاذ قرارات حاسمة على المستوى الوطني"، وفق "سايج".
في ذلك الصدد، أبدت الدكتورة هيلاري جونز موافقتها على هذا الرأي في حديثها، يوم الخميس الماضي، ضمن البرنامج الصباحي Good Morning Britain الذي تبثه قناة "آي تي في". وبحسب رأيها، "لا يوجد كثير من الأخبار الجيدة في هذا المجال، ومن المؤكد أن المساكن الداخلية الجامعية تندرج ضمن الأمكنة التي تنتشر فيها حالات الإصابة بالعدوى".
وأخيراً، يشار إلى أنه إضافة إلى "جامعة غلاسكو"، جرى الإبلاغ عن تفشي فيروس "كوفيد- 19" في قاعات الطلاب في "داندي" و"ليفربول" و"آبردين"، الأمر الذي أدى إلى إجبار عدد من الطلاب على عزل أنفسهم.
© The Independent
