Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غطاسات سعوديات يهربن من متاعب الحياة الى أعماق البحار

اكتشاف عمق البحر لا يختلف عن تأمل الذات

التأمل علاج سحري للباحثين عن الراحة والتخلص من التوتر، لذلك أصبح البحر ملجأً للراغبين في راحة النفس والجسد، حيث يدهشك البحر ويبهرك بدفائنه التي لا تنفذ، بينما له سر آخر يجبرك على اكتشاف أغواره برياضة الغوص أو الغطس، التي كانت مقتصرة على الرجال في السعودية.

وتحدثت غواصات سعوديات بشغف كبير عن رياضة الغوص في البحر، التي تتطلب الشجاعة والصبر والجرأة والحب أيضاً، وعن أن اكتشاف عمق البحر لا يختلف عن اكتشاف الإنسان لنفسه أو لصداقاته، فعندما يتجاوز الفرد صراعاته وأحقاده، ويتوقف عن قتال الآخر، يغوص داخله ويكتشف جوهره وقيمته، تماماً مثلما يكشف الغوص عن ثروات البحر الدفينة.

عام 2012 كان مختلفاً بالنسبة للمدربة نورة العليان، التي بدأت تحب الغطس بعد تجربة يوم واحد، وقالت إن "شعور الخوف الرهبة يصاحبني، لكن عند نزولي للبحر يتغير كل شيء، ولم أتوقع أن تجربة يوم واحد كفيلة بإشعال حماستي لاكتشاف أغوار عالم جديد كنت أجهل تفاصيله تماماً".

الهروب من متاعب الحياة

وأكدت العليان أن الغوص بالنسبة لها عالم تهرب إليه لتتخلص من متاعب الحياة، وأن عمق البحر هو المكان المثالي للاسترخاء، ويشبه الطيران أو السباحة الحرة من دون جاذبية".

موضحة أن الغوص يقلل توتر الحياة وضغوط العمل، ويجعل الإنسان يقدّر الحياة أكثر، ويتخلى عن الماديات، إضافة إلى أن الغوص يشكل متعة وشغفاً.

اضطرت نورة العليان لتعلم قوانين في الفيزياء ومعلومات عن الأحياء لاكتشاف عالم البحر أكثر، وأوضحت أن مدة رحلة الغوص ليست عشوائية، بل تعتمد على قوانين معينة تحددها نسبة استهلاك الهواء، وتتراوح عادة بين ساعة ونصف إلى ساعتين.

لافتة إلى أن الغوص نوعان، الأول هو الحر، ويعتمد فيه على طول النفَس تحت الماء، أما الثاني فباستخدام أسطوانات الهواء (سكوبا)، ويعتمد على مدة زمنية ووقت معين تحت الماء، "وأنا أفضل غوص "سكوبا" أكثر من الحر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

علاج للتوتر والقلق

أما تغريد السريع فترى أن الغطس عالمها الثاني الذي تخضع لقوانينه الخاصة. وأضافت، "أهرب من العالم المادي الذي يتسم بالضغط إلى أجواء روحانية أكون فيها وحيدة مع مخلوقات الله العظيمة تحت الماء، فعالم الأسماك والمرجان أجمل بكثير من عالم البشر".

وزادت، "يشكل الغوص عالماً مثالياً ومتنفساً وعلاجاً نفسياً من التوتر والقلق، فهذه الهواية تأخذني إلى عالم مختلف تماماً عن الواقع".

وتتابع، "أنا تحت الماء لا أفكر نهائياً في المشاغل اليومية، وأنسى ما له علاقة بالحياة فوق سطح البحر، وكل ما أقوم به التأمل والتفكير والتدبر في المخلوقات".

تجربة الغوص ليلاً

وعن تجربة الغوص ليلاً تقول السريع "إن لها إحساساً خاصاً، والسبب أن الكائنات والمخلوقات البحرية التي تظهر ليلاً تكون أكثر، ولا تهرب الكائنات البحرية منك في الليل، لأنها تكون في حال سكون، مما يعطينا فرصة الاقتراب والنظر إليها".

وتصف السريع تجربتها في الغطس ليلاً لتؤكد "أن جمال الشعب المرجانية لا يوصف، وأضواءها الساحرة تخطف البصر نتيجة انعكاس ضوء المصباح عليها، فتجدها في أزهى لون وكأنها حديقة ممتلئة بالأزهار الملونة. وهذه النقطة الأخيرة هي السر في غوص الليل الذي يجعلك تشعر وكأنك في الفضاء الخارجي".

وأضافت أن "البحر الأحمر من أفضل المناطق الساحرة والخلابة، ويعتبر من عجائب الدنيا السبع، نظراً لاحتضانه أسماكاً وشعباً مرجانية ذات ألوان خلابة وساطعة، وهو من أكثر بحار العالم سخونة وملوحة بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي تصل إلى 26 درجة مئوية في فصل الصيف و24 درجة مئوية في الشتاء، كما يتمتع بنظام بيئي غني لاحتوائه على 1200 نوع من الأسماك، وحوالى 2000 كيلومتر من الشعاب المرجانية على امتداد سواحله، تراوح أعمارها بين خمسة وسبعة آلاف سنة، ويعتبر الغوص في مياه البحر الأحمر فرصة ذهبية لرصد الحياة البحرية من أسماك القرش وشعاب الجورجنيان والدلافين والشعب الضحلة وريشة النجوم، كما توجد في أماكن أخرى شعاب تمتد بعيداً لتشكل متاهات معقدة من كهوف وهضاب وحدائق وبحيرات".

الحجر والغوص

وعن تجربة الحجر المنزلي والغطس، تقول المدربة المعتمدة دولياً وداخلياً من منظمة الغوص الاحترافي رحاب آل عباس، "إنه في أيام الحجر كنت أرتدي معدات الغطس داخل المسبح، لحاجتي إلى تنشيط إحساس الغوص".

وأضافت أن عدد المتدربين ارتفع بعد عودة الحياة الطبيعية، وأن عدد المدربات المعتمدات بالمنطقة الشرقية خمس مدربات، كما أكدت أن عدد السيدات اللاتي يمارسن رياضة الغوص في المنطقة الشرقیة قليل مقارنة بالمدن الأخرى.

وتابعت آل عباس بأنه "على كل من يقرر الالتحاق بالدورة الأولى في الغوص أن يدفع رسوماً رمزية قدرها ألفا ريال سعودي (533 دولاراً)، ويتلقى خمس محاضرات"، وذكرت أن هناك "لغة إشارة عالمية للغواصين في البحر، ويتعلم كل من يلتحق بالدورات هذه اللغة، ليتمكنوا من التواصل مع بعضهم تحت الماء".

 

الغواصة السعودية رحاب آل عباس تبدو في رحلة تأملية في قاع البحر (اندبندنت عربية)

أهم متطلبات الغوص في السعودية

وعن متطلبات الغطس ترى آل عباس، أن من أهمها "المحافظة على اللياقة الصحية والبدنية، وممارسته بشكل آمن، إضافة إلى الإلمام والمعرفة، واتباع جداول ومخططات الغوص الرياضي، والعمل في حدودها، واحترام القوانين المحلية، مع وجوب استخدام أعلام وعوامات الغوص، والحرص على ممارسة الغوص الدائم وعدم الانقطاع عنه".

ولفتت إلى أن التنفس بطريقة صحيحة عند استخدام الهواء المضغوط من أهم الأمور التي يجب التدرّب عليها عند ممارسة هذه الرياضة.

 مواقع الغوص في السعودية:

ـ أبو مدافع شمال جدة 

 ـ أبو فراش شمال غربي جدة.

ـ أبو طير جنوب غربي جدة.

ـ الكورنيش الجنوبي.

ـ الشعيبة.

ـ ينبع بجوار مصنع الأسمنت.

ـ براكودا شاطئ العقام (تسمية محلية).

ـ جنوب الوجه ما بين 20 و40 كيلومتراً.

ـ شمال ظبا ما بين 20 و40 كيلومتراً.

ـ حقل التابعة لتبوك وفيها معسكرات لمعظم الغطاسين.

ـ جزيرة فرسان في الجنوب.

أخطار الغوص

كما أكدت آل عباس "أن الغوص من الرياضات الآمنة إذا التزم الغواص بالإجراءات والمعايير المحددة والآمنة، وتمت ممارسته في حدود التدريب، لأن تجاوز عمق 100 قدم أو 30 متراً يؤدي إلى ما يسمى بـ "سكر الأعماق" الذي يسببه النيتروجين الموجود في أسطوانة الهواء".

المزيد من رياضة