Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مبادرة نسائية لمساعدة المحتاجين في القامشلي

"جميلات روجآفا" تحوّلت من مجموعة افتراضية كانت تضم سبع صديقات قبل ثلاث سنوات إلى 72 ألف مشتركة

"جميلات روجآفا" تضم نساء من شمال وشرق سوريا وعدد كبير منهنّ يقمن خارج المنطقة وفي المهجر (صفحة المجموعة على فيسبوك)

أثناء أزمة انقطاع مياه الشرب من محطة علوك عن مدينة الحسكة، وازدياد حاجة السكان للمياه، ضجت المواقع الإخبارية المحلية شمال وشرق سوريا ومواقع التواصل الاجتماعي باسم مبادرة لمجموعة من النساء اللواتي تبرعن بتوزيع مياه الشرب مجاناً، إلى جانب مبادرات أخرى خلال تلك الفترة.

جميلات روجآفا

نال اسم "جميلات روجآفا" شهرة وانتشاراً بين النساء، لاسيما في مدينة القامشلي منذ ثلاث سنوات، ففي صيف عام 2017 أنشأت هيلين عثمان (34 عاماً)، مجموعة "فيسبوك" لتتبادل مع عدد من صديقاتها بعض الأفكار والمنشورات الترفيهية والتوعوية، لتتفاجأ بعد وقت قصير بانضمام الآلاف إلى مجموعتهن الافتراضية.

"كانت فكرتي الأساسية أن نستطيع استخدام فيسبوك في شيء واقعي على الأرض". هكذا تحدثت هيلين وهي أم لطفلين ومتخرجة في قسم اللغة الإنجليزية، عن فكرة انطلاق مجموعتها التي اُقتبست من اسم المناطق الكردية في سوريا.

طرح مبادرات

وتحولت المجموعة من نشر منشورات ترفيهية وتوعوية تناسب اهتمامات الشابات والنسوة، إلى طرح مبادرات تقديم المساعدة للمحتاجين والمرضى، وفق آلية أقرب إلى العفوية وما يطرح بين الأصدقاء، ومن مجموعة افتراضية تجمع سبع صديقات قبل ثلاث سنوات، إلى 72 ألف مشتركة فقط من النساء.

وتقول هيلين التي تدير المجموعة، إن استخدام الناس وسائل التواصل الاجتماعي كان مختلفاً عام 2017، "فقد كان الترفيه والانضمام إلى المجموعات والتعرف على الأشخاص طاغياً"، واليوم استطعنا تسخير هذه الوسيلة لخدمة الناس في المجالات الإنسانية والاجتماعية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نساء من شمال وشرق سوريا

تضم المجموعة نساء من مناطق شمال وشرق سوريا، لكن عدداً كبيراً منهن يقمن خارج المنطقة وفي بلدان المهجر، وتقوم آلية العمل والنشر فيها على وصول "الطلبات" إلى هيلين، والتي تنشرها بدورها في المجموعة ليبدأ العمل على تلبيتها.

وتقول صاحبة مبادرة "جميلات روجآفا" التي يعمل معها فريق من المتطوعات غير دائم، باستثناء أختها أميرة التي تكبرها بعامين، إن التفاعل في المجموعة ازداد بعدما أخذت المنشورات والطلبات طابعها العفوي، لاسيما تلك التي تتعلق بالأحداث الشخصية أو الاهتمامات المشتركة بين الأعضاء.

التأكد من صدق الحالة

إضافة إلى حالات إنسانية مثل مريض بحاجة إلى جراحة ماسة، أو عائلة أصابها العوز، أو طالبة أو طالب لا يجد بداً من إكمال دراسته، جميع ذلك يتم التعامل معه بعد التأكد من صدق الحالة، إذ تبدأ عملية جمع التبرعات أو تأمين ما يلزم عبر المشتركات اللواتي يتواصلن مع هيلين لتأمين ما يلزم.

وأقامت المجموعة مسابقات ترفيهية عدة يتم فيها جمع التبرعات للحالات الواردة إليهن، أبرزها إقامة مسابقة لملكة جمال قامشلو أواخر عام 2018، وهي الأولى من نوعها في المنطقة، ولكنها لم تتكرر بعدما قوبلت برفض رسمي ومحلي، وانصب اهتمام الفتيات مرة أخرى على تقديم المساعدات التي باتت المجموعة تنشغل فيها بشكل يومي.

تقديم مساعدات كبيرة

وباعتماد المجموعة على التبرعات الشخصية، استطاعت تقديم مساعدات كبيرة في المنطقة، برزت أثناء نزوح سكان مدينة "سري كانيه" العام الماضي جراء العملية العسكرية التركية عليها، فاستطاعت المجموعة تأمين مستلزمات المنازل والمواد الإغاثية الطارئة، وتأمين البيوت للنازحين المشردين.

وتسعى هيلين عثمان مع مجموعتها إلى تطوير نوع المساعدات التي يتم تقديمها لذوي الحاجة، والعمل على تغيير حياة الأشخاص الذين يقصدون المجموعة، مثل تأمين أدوات عمل لحرفة يتقنها الشخص المحتاج، بدلاً من تقديم الطعام أو النقود.

وتشير هيلين إلى أن توزيع وتأمين تلك الطلبات والمساعدات يجري بشكل طوعي، "مثلما جرى في مدينة الحسكة، إذ تطوعت مجموعة من الفتيات للإشراف على توزيع المياه للسكان، ومرافقة الصهاريج حتى انتهاء الكمية المحددة".

شيء ملموس على أرض الواقع

تذكر مديرة مجموعة "جميلات روجآفا" بعضاً مما تمكنّ من إنجازه، مثل تقديم المساعدات وتأمين منح شهرية للطلاب، وكفالة الأيتام وتوزيع الكمامات الطبية بعد انتشار كورونا في المنطقة، إضافة إلى التواصل مع الأطباء لتأمين العلاج، أو إجراء جراحة مجانية أو بكلفة رمزية.

وتقول عثمان إن الهدف من تأسيس مجموعة "جميلات روجآفا" هو أن يكون هناك شيء ملموس على أرض الواقع، ليجري التنافس على تقديم ما هو أفضل بين الآخرين.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي