Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إرث يمني عريق ولمسات عصرية في أزياء سارة إبراهيم

ساعدتها إقامتها في ماليزيا في إطلاق العنان لموهبتها وقدراتها في عالم التصميم

تعمل سارة إبراهيم على الدمج بين الملابس التقليدية والعصرية في تصاميمها (اندبندنت عربية)

لم تكن الشابة اليمنية سارة إبراهيم تعلم أن مهنة والدتها في الخياطة ستلهمها لتقودها لاحقاً للنجومية والنجاح، في عالم تصميم الأزياء الصاخب وأضواء ألوانه البهيجة من بابه الواسع.

فمنذ طفولتها تأثرت سارة بمجال الأزياء وألوانها الزاهية، إذ تشربت حبه وشغفه من والدتها التي كانت تخيط بعض الأزياء لها وأختها وبعض قريباتهن، وكبر معها هذا الحب بعدد أيام السنين والليالي، حتى بات عالمها الزاهي الذي شقت إليه طريقها الخاصة، وبرعت في اقتحامه رغم جملة العوائق والمحاذير الاجتماعية الجامدة في اليمن.

 

وفي بلد يتمسك بعاداته، قد تكون سارة واحدة من ضمن قلائل تخصصن في مجال تصميم الأزياء، ولكنها برعت في مجالها وتميزت به من خلال التطور المستمر الذي عززته بالتأهيل العلمي المتواصل، حيث أخرجت ونفذت تصاميمها بنفسها وبيديها، وأكدت لـ"اندبندنت عربية"، اعتزازها به وعشقها لعالمه وأضوائه. كما أن إقامتها في ماليزيا ساعدتها في البروز وإطلاق العنان لموهبتها وقدراتها في عالم تصميم الأزياء.

ولم تعدم سارة أية وسائل أخرى توصلها لتحقيق حلمها "فالتحقت في عام 2017 بدورة تدريبية لدى إحدى دور الأزياء في تايلند لمصممة أزياء معروفة وتعتبر بالنسبة إلي نقلة نوعية في المجال التطبيقي".

فتحت المرحلة التي تلت التأهيل الأكاديمي أمام سارة فضاءات واسعة للإبداع وإثبات ذاتها، وأطلقت أشرعة حلمها في عالم الأزياء والتصميم لتجسد لمساتها الخاصة بعد أن شقت لنفسها طريقاً متفردة في مجال متطور وصعب، تضيف، "بعد تزودي بالخبرة اللازمة وتمكني في هذا المجال، بدأت مسيرتي في تحقيق هدفي، الذي لطالما تمنيت تحقيقه في بلدي اليمن كمدربة للنساء، بهدف نقل ثقافة تصميم الأزياء بقواعده التي كانت مبهمة وغير معترف بها ولا تزال محدودة في المجتمع اليمني، ولأني أعتبر هذا المجال بالنسبة إلي مهماً لكل إمرأة، فهو غير مرتبط بأي زمان أو مكان وهو مصدر أمان".

تطور سارة في مجالها الجديد، مكنها من تدريب مبتدئات في المجال حيث "شاركت في تأسيس مركز لتدريب وتأهيل المرأة اليمنية والعربية في ماليزيا التابع لأحد المراكز الخيرية، وتم تدريب عدد كبير من النساء اللواتي أصبحن قادرات على دعم أنفسهن وأسرهن بالعمل من خلال اكتساب الخبرة اللازمة من التدريب".

وبطبيعة الحال، كان لا بد لفتاة اليمن أن تصنع لنفسها بصمتها الخاصة في مجال يشهد تجديداً وتطوراً مستمرين. عن ذلك تفيد، "بعد هذه التجربة التي أكسبتني خبرة عملية جيدة في المجال الإداري والتدريبي، ونهلت من تجارب الآخرين لأضيفها إلى تجربتي، نجحت في بلورة تجربة جديدة وكونت بصمة خاصة بي".

تتابع، "في عام 2019 كانت هناك فعالية ضمت أكثر من 50 سفارة، من ضمنها السفارة اليمنية، فكانت فرصة رائعة بأن أشارك في الفعالية كأول عرض أزياء لي، وكانت تصاميمي تحوي لمسات من التراث اليمني بأسلوب عصري نالت إعجاب كل من شاهدها".

هذه المشاركة التي خطفت خلالها إعجاب المتلقين داخل اليمن وخارجها، وقدمتها للمهتمين والإعلام بشكل لافت، دفعتها لاستحداث تصاميم أخرى تحت مسمى "لمسة يمنية". ولهذا فقد كان واضحاً التأثر الكبير الذي استمدته من إرث بلدها المتنوع والزاخر على تصاميمها المختلفة، كتلك المستوحاة من النقاب النسائي التقليدي المسمى بالمغمق، أو الستارة الصنعانية والعقيق والمصوغات اليمنية مثل الجنيهات والمرجان، والنقوش المستوحاة من أحزمة الجنابي (الخناجر اليمنية التقليدية) كما تفيد.

وتذهب إلى أن "الثراث اليمني يعد جزءاً من هويتي وشغفي، وهي فرصة لإبراز كثير من جمالياته المستمدة من تاريخ عريق وجميل وفريد".

وتستدرك "لكني أتطلع مستقبلاً بأن أتوسع في مجالي بتصاميم نسائية مختلفة ومتنوعة".

وعلى طريق الاحترافية التي تتخذها وسيلة لإيصالها للعالمية، تشير إلى اتساع مخيلتها في مجال التصميم ووضع بصمة خاصة بها، ولكن بروح عصرية عالمية. تعلق، "وأنا في طريق مسيرتي قد أصادف بعض الأمور التي تضيف لي شيئاً جديداً يجعلني أبدع وأتوسع أكثر فأكثر في مجالي، وهذا ما يجعلني أستمر وأزداد شغفاً إلى شغفي".

كان لأسرة سارة دور في ما وصلت إليه من نجاح من خلال دعمها وتشجيعها وتعبر عن ذلك بامتنان، "كان لأسرتي دور كبير في تشجيعي وتطوير رغبتي، وكانوا وما يزالون وقودي ودافعي للنجاح، ولهذا أرجو أن أصل للمكانة التي أطمح لها كتعبير عن امتناني لعائلتي وأبناء بلدي".

المزيد من منوعات