أزال موقع "فيسبوك" عديداً من الحسابات والصفحات المزيفة، التي تعمل من الصين والتي روجت وانتقدت الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومرشح الرئاسة الديمقراطي جو بايدن، في أول عملية إزالة للشركة للحسابات الصينية، التي تستهدف السياسة الأميركية، حسبما أعلنت عملاق التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وقالت الشركة إن عدد الحسابات كان قليلاً، وكان الوصول إليها ضئيلاً، لكن الإجراء بحسب مسؤولي المخابرات الأميركية، قد أكد على اهتمام الجهات الفاعلة عبر الإنترنت في الصين بالسياسات الانتخابية في الولايات المتحدة، الذين أشاروا أيضاً إلى سعي كل من روسيا وإيران للتأثير على الانتخابات الأميركية.
تم تشغيل الصفحات والحسابات التي أزيلت بواسطة "فيسبوك" من قبل أفراد في الصين، لكن الشركة لم تحدد ما إذا كان لدى هؤلاء أي ارتباط بالحكومة أو الحزب الحاكم هناك.
وقال ناثانيال جليشر، رئيس سياسة الأمن السيبراني في "فيسبوك"، "إنها محاولات ناشئة إلى حد ما". وأضاف أن المبادرة بدأت في الربيع، ولم تصل إلى العديد من المستخدمين، لقد رأينا أن المحتوى يحظى بالاهتمام بسرعة إلى حد ما ".
إحدى المنشورات المزيفة التي استشهدت بها "فيسبوك " كانت من يوم الجمعة، كتب فيها، "أخبرني أحد مؤيدي ترمب السابقين أن نقطة التحول بالنسبة إليهم في مغادرة حملة الرئيس الأميركي هذا الأسبوع، كانت عندما اكتشفوا أن ترمب الحقيقي كان يكذب بشأن وجود لقاح جاهز للتوزيع على الجمهور هذا العام ... إنهم يخططون الآن للتصويت لصالح بايدن".
وقال جليشر في مكالمة مع الصحافيين إن ما يقرب من 10 حسابات صينية، وخمس صفحات تستهدف السياسة الأميركية، كانت جزءاً من عملية إزالة أوسع، لأن "فيسبوك" تفرض سياستها ضد "السلوك غير الصحيح المنسق" والتدخل من قبل الحكومات الأجنبية.
إزالة 155 حساباً من "فيسبوك"
وحسب صحيفة واشنطن بوست، أزالت "فيسبوك" 155 حساباً، و11 صفحة، وتسع مجموعات تعمل من الصين من منصتها الرئيسة، وستة حسابات من "انستغرام"، وهي شركة تابعة لها، في حين استهدفت عملية إزالة سابقة لها، في أغسطس (آب) 2019، حسابات قالت الشركة إنها تابعة للحكومة الصينية، لكن تلك الحسابات كانت تركز على الاضطرابات في هونغ كونغ، وليس السياسة الأميركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد تقرير صادر عن غرافيكا، وهي شركة لتحليل الشبكات تعمل مع "فيسبوك" لدراسة المعلومات المضللة، أن الشركة استنتجت أن مقدار الجهد الموجه إلى السياسة الأميركية كان صغيراً نسبياً. في حين ركزت عملية التأثير على القضايا المتعلقة ببحر الصين الجنوبي، بما في ذلك الوجود العسكري الأميركي هناك، وكانت الجماهير المستهدفة على الأرجح في الفلبين وتايوان. في حين روجت العملية بشكل متكرر لمواضيع سياسية تتماشى مع مصالح الحكومة الصينية، وتلك الخاصة بالرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي.
بالنسبة إلى السياسة الأميركية، كانت هناك مجموعات على "فيسبوك" تدعم ترمب وبايدن والمرشح الديمقراطي السابق للرئاسة بيت بوتيجيج. وجدت غرافيكا أن المجموعات تضم أقل من 2000 عضو. إحدى المجموعات التي تدعم بايدن وزميلته في الترشح لمنصب نائب الرئيس السناتور كامالا دي هاريس (ديمقراطية من كاليفورنيا)، تظهر أنه كان لديها حوالي 1400 عضو. في حين أن المجموعة المؤيدة لترمب تضم ثلاثة أعضاء فقط.
قال بن نيمو، رئيس التحقيقات في غرافيكا، "كان المحتوى الذي يركز على الولايات المتحدة هو الجزء الأقل والأخير من العملية". وأضاف، "بعض حساباتهم المزيفة لم تتفاعل مع المحتوى السياسي على الإطلاق، والذين أبدوا إعجابهم بالمحتوى من الجيش الأميركي بدلاً من ذلك. لقد أزيلت معظم الحسابات التي تستهدف الولايات المتحدة في الأشهر الأولى من نشرها، لذلك لم يكن لديهم الوقت لبناء جمهور كبير".
وقامت "فيسبوك" بإزالة 57 حساباً، و 31 صفحة من الفلبين، استهدفت الجماهير المحلية هناك بما في ذلك الهجمات على مؤسسة الأخبار المستقلة "ربلار"، ورئيستها التنفيذية ماريا ريسا. وأزيل 20 حساباً على "انستغرام" كجزء من العملية. كان التركيز الرئيس لعملية التأثير عبر الإنترنت هو الجماهير المحلية في الفلبين.
أيضاً كانت لبعض الحسابات روابط وثيقة بالجيش الفلبيني، و رئيس "مركز الإعلام الاجتماعي للجيش"، وفقاً لتقرير صادر عن مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع للمجلس الأطلسي، الذي فحص البيانات المقدمة من "فيسبوك".
قالت زارين خرازيان، مؤلفة التقرير ومساعدة التحرير في مختبر "دي إف أر"، "تتمتع حكومة الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي بسجل حافل في إدارة حملات التحرش والتضليل المنسقة التي تستهدف المعارضين السياسيين والصحفيين". "هذا الكشف يدل على تورط الجيش والشرطة في هذا الجهد، وهو الأمر الذي شدد عليه النشطاء في البلاد منذ فترة طويلة".