Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"المصابون بالأنفلونزا وكورونا يواجهون خطر الموت"

هيئة "الصحة العامة في إنجلترا" تحذر من أن الـ"فلو" ليس مجرد زكام، بل مرض مزعج

اقتراب الخريف والشتاء يفرض زيادة التزام الجمهور بإجراءات الوقاية من كورونا (انفكتشواس ديز أدفايزر.كوم)

يواجه الأشخاص الذين يصابون بمرضي الأنفلونزا ("فلو" Flu) و"كوفيد- 19" في الوقت نفسه، خطراً جدياً متزايداً بالموت، وفق تنبيه من "هيئة الصحة العامة في إنجلترا". وقد ترافق هذا التحذير مع حض الباحثين جميع الأفراد على "عدم الاسترخاء أو التهاون مع صحتهم " قبيل حلول موسم مرض الأنفلونزا في المملكة المتحدة.

وفي هذا الإطار، قررت السلطات الصحية توسيع برنامج التلقيح ضد الأنفلونزا في البلاد، بهدف تمكين نحو 30 مليون شخص في جميع أنحاء إنجلترا من تلقي التطعيم ضد الأنفلونزا، وسط مخاوف من تفشي مرض الـ"فلو" إلى جانب "كوفيد- 19" في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.

وتستند خلفية هذه المخاوف إلى دراسة أجريت، أخيراً، أظهرت أن الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروسين كليهما خلال فترة الذروة الأولى لجائحة كورونا، ارتفع معدل الوفيات بينهم في شكل ملفت.

في المقابل، لم يصب بالمرضين معاً سوى عدد قليل نسبياً من المصابين، مع تلاشي موسم الأنفلونزا في المملكة المتحدة عادةً في شهر مارس (آذار) الذي بدأ فيروس كورونا فيه بالانتشار. إذ تبين أن خطر الوفاة بين المصابين بالفيروسين معاً فاق بست مرات تقريباً المعدل الذي يسجل بين عموم السكان في البلاد.

وفي وقت سابق، عمل باحثون تابعون لـ"هيئة الصحة العامة في إنجلترا" على تقييم بيانات قرابة 20 ألف شخص أجريت لهم اختبارات الأنفلونزا و"سارس-كوفيد- 2" في الفترة الممتدة بين 20 يناير (كانون الثاني) و25 أبريل (نيسان) 2020.

وتوصل التقييم إلى أنه من بين أولئك الأشخاص، أصيب 58 شخصاً بالفيروسين كليهما. وقد توفي في الإجمال 43 في المئة من المصابين بالمرضين، بالمقارنة مع 27 في المئة من الذين أصيبوا بفيروس "كوفيد- 19". واستناداً إلى نتائج البحث، ذكرت "هيئة الصحة العامة في إنجلترا" أيضاً أن الكبار في السن شكلوا غالبية بين المتوفين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي العادة، يتسبب مرض الأنفلونزا في وفاة قرابة 11 ألف شخص في إنجلترا كل سنة، الأمر الذي يزيد من تدفق الحالات على المستشفيات فيجد المتخصصون في الرعاية الصحية أنفسهم منهمكين في الاستجابة إلى أعداد متصاعدة من المرضى. ويوضح بعض المسؤولين الصحيين أيضاً أن الأشخاص المعرضين للإصابة بأعراض الأنفلونزا ترتفع لديهم إمكانية الإصابة بفيروس "كوفيد- 19".

وفي ذلك السياق، أشارت المديرة الطبية في "هيئة الصحة العامة في إنجلترا" البروفيسورة إيفون دويل، إلى "أننا نشجع كل شخص مؤهل لتلقي لقاح الأنفلونزا هذه السنة أن يقدم على ذلك، ولا سيما مع اقتراب فصل الشتاء". وأضافت، "لا يزال الناس يعتقدون أن مرض الـ(فلو) يشبه الزكام، لكنه مختلف. إن الأنفلونزا حالة مرضية مزعجة للغاية".

وأضافت دويل، "إذا كنتم ضمن مجموعة الأفراد المعرضين للإصابة بالأنفلونزا، فقد تكونون أمام خطر يمكن أن يتسبب في وفاتكم. إن لقاح الأنفلونزا جيد وآمن ويحمي الناس. لذا، يستحق الأمر أن نأخذه".

وفي ما يتعلق بالنظريات عن تداخل تلك الفيروسات ببعضها بعضاً، أوضحت البروفيسورة دويل، أن الذروة الأولى لجائحة كورونا تزامنت مع نهاية موسم الأنفلونزا العام الماضي، لذا، لم يُصر بعد إلى التعرف على التفاعل الكامل بين الفيروسين.

واستطردت، "إذا أصبتم بكليهما [كورونا والأنفلونزا]، فأنتم أمام مشكلة خطيرة. وقد يكون الأشخاص الذين من المرجح أن يصابوا بالفيروسين من بين الأكثر عرضة للخطر بسبب صعوبة تحمل جهازهم المناعي [أمر مواجهة الفيروسين معاً]، ما يعرضهم لعواقب خطيرة".

وكذلك خاطبت الجمهور، "أرجوكم، احموا أنفسكم من الأنفلونزا هذه السنة. إذ ستعزز هذه الحملة أهمية أخذ مرض الأنفلونزا على محمل الجد، وعدم التهاون أو الاستخفاف به".

في مسار متصل، أوضح البروفيسور جوناثان فان تام نائب رئيس الأطباء في إنجلترا، "[أننا] نريد وضع برنامج ونشره على أوسع نطاق محتمل لمواجهة داء الأنفلونزا. وسيتوافر لدينا ما يكفي من اللقاحات هذه السنة كي نطعم قرابة 30 مليون شخص. وبالطبع، يكتسب هذا الأمر أهميةً قصوى، خصوصاً في سنة نواجه فيها احتمال انتشار مرضي الأنفلونزا و"كوفيد- 19"، وترافقهما معاً في الوقت نفسه، خلال مرحلة ما من هذا الشتاء".

وكذلك أوضح فان تام أنه إلى جانب البيانات التي قدمتها "هيئة الصحة العامة في إنجلترا"، فقد تبين عبر دراسات أجريت على الفئران، أن "النتائج كانت سيئة" لدى من أصيبوا بمرضي الأنفلونزا و"كوفيد- 19".

وخلص فان تام إلى أنه "ثمة أسباب عدة ووافية تشير إلى أن إصابة شخص بـ"كوفيد- 19" والأنفلونزا في الوقت نفسه، تؤدي إلى وضع صحي سيئ للغاية. بالطبع، تشكل تلك الإمكانية حقيقة فعلية يتعين أن نراقبها أثناء هذا الشتاء".

© The Independent

المزيد من متابعات