يبحث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فرض إجراءات العزل العام مرة أخرى لمواجهة جائحة كوفيد-19، مع تسارع وتيرتها.
وتشهد بريطانيا ارتفاعاً في معدلات الإصابات الجديدة إلى ما لا يقلّ عن ستة آلاف حالة يومياً، بحسب ما أظهرت بيانات منشورة قبل أسبوع، وتتزايد أعداد الذين يخضعون للعلاج في المستشفيات إلى الضعف كل ثمانية أيام، في حين تشهد عمليات إجراء الفحوص تخبطاً.
وضع حرج
وقال وزير النقل البريطاني غرانت شابس لشبكة "سكاي نيوز" "من المؤكد أننا نشهد وضعاً حرجاً للغاية هذا الصباح، ومن الواضح أننا متأخرون بأسابيع قليلة عما نراه في مناطق أخرى من أوروبا"، وأضاف "من المهم أن نفعل كل ما في وسعنا لنتمكن نوعاً ما من مواجهة هذا الأمر، وسنسمع من آخرين بمن فيهم رئيس الوزراء عن الخطوات التالية المقترحة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال كريس ويتي، كبير مسؤولي الصحة في الحكومة البريطانية، إن تفشي الجائحة في بريطانيا "يسير في الاتجاه الخطأ"، وإن البلاد تمر "بنقطة حاسمة" في التعامل معها، وتابع "نبحث البيانات لمعرفة الطريقة التي يمكننا من خلالها السيطرة على هذا التفشي قبل دخول موسم الشتاء المليء بالتحديات".
نقطة حاسمة
وكان وزير الصحة البريطاني مات هانكوك قال إن بلاده وصلت إلى نقطة حاسمة في مواجهتها كورونا، محذراً من احتمال فرض إجراءات عزل عام للمرة الثانية إذا لم يتبع الناس القواعد الحكومية لوقف انتشاره.
وشهدت حالات العدوى بكوفيد-19 تزايداً حاداً خلال الأسابيع الأخيرة، حيث سجلت 3899 إصابة الأحد، وطالب رئيس بلدية لندن باتخاذ إجراء سريع لمنع انتشاره في العاصمة البريطانية.
موجة ثانية
ووصف رئيس الوزراء بوريس جونسون التفشي بأنه موجة ثانية، بينما فرضت مناطق في أنحاء البلاد إجراءات وقيوداً أكثر صرامة لاحتواء انتشاره، ويحتمل أن تنتظر لندن دورها في فرض تلك الإجراءات.
وقالت متحدثة باسم رئيس بلدية العاصمة صادق خان، إنه يرغب في اتخاذ إجراء سريع لوقف تفاقم الوباء فيها، قبل اجتماعات اليوم الاثنين، حيث ستعمل سلطات العاصمة لوضع الخطوات المقبلة الموصى بها لإقرارها من قبل مجلس الوزراء.
ويبلغ إجمالي الوفيات الناجمة عن كورونا في بريطانيا 41777 وهي الأعلى في أوروبا والخامسة على مستوى العالم.
خطة إصلاح شبكة السكك الحديد
وسط هذه الأجواء، باشرت بريطانيا الإثنين إصلاحات جذرية لقطاع سكك الحديد المخصخص والذي يرزح تحت تداعيات فيروس كورونا المستجد، وتقضي باستبدال الامتيازات التجارية باتفاقيات تخضع لعمليات تدقيق أكثر صرامة ويكون فيها للدولة دور أكبر، ولن تكون خدمات القطارات بعد الآن تحت إدارة الامتيازات التجارية التي نقلت هذه الإدارة إلى شركات تشغيل خاصة ستحل مكانها اتفاقيات تشبه الامتيازات.
وقالت وزارة النقل في بيان "اليوم أنهى الوزراء العمل باتفاقيات امتياز سكك الحديد بعد 24 عاماً كخطوة أولى نحو جمع الشبكة المجزأة. والمنظومة الجديدة ستخلق بنية أكثر بساطة وفعالية ستتضح معالمها في الأشهر المقبلة".
وبينما لا تزال سكك الحديد البريطانية بيد الدولة، إلا أن القطارات تديرها على نطاق واسع شركات خاصة تحظى بمبالغ دعم حكومية كبيرة، غير أن حكومة بوريس جونسون المحافظة قررت في مارس (آذار) أن تتولى عائدات ومخاطر التكاليف خلال أزمة كوفيد-19. وجاءت تلك الخطوة في إطار تدابير طارئة بلغت كلفتها 3,5 مليار جنيه استرليني (4,5 مليار دولار) بحسب تقارير وسائل إعلام.