Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يستعجل تعيين بديل لغينسبورغ في المحكمة العليا وبايدن وأوباما يحذرانه

الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ تتعرض لضغوط مع التحضير لعقد جلسة المصادقة

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن نيّته التحرك بسرعة لتسمية بديل في المحكمة العليا عن عميدة قضاتها، روث بادر غينسبورغ التي توفيت يوم الجمعة 18 سبتمبر (أيلول) الحالي عن عمر يناهز 87 سنة، في خيار سياسي من شأنه تأجيج ما تبقّى من الحملة الانتخابية في البلاد.


القرار الأهم


وبرّر ترمب في تغريدة نشرها السبت أن تسمية قضاة لهذه المحكمة هو "القرار الأهم" الذي يُنتخب من أجله رئيس، قائلاً "أمامنا هذا الواجب، من دون تأخير".
وبدا الرئيس الأميركي مصمّماً على تعيين قاضٍ من شأنه أن يجعل المحافظين يهيمنون على المحكمة العليا لعقود عدة.
وتوفيت روث بادر غينسبورغ، القاضية التقدمية التي تعدّ رمزاً لليسار محاطةً بعائلتها بعد معركة مع سرطان البنكرياس. وأثارت وفاتها موجة من الحزن في البلاد وقلقاً في صفوف الديمقراطيين خشية أن يسارع ترمب إلى تعيين خلف لها.


تحذيرات أوباما وبايدن

وعلى بعد 45 يوماً من الانتخابات الرئاسية، وجّه الرئيس السابق باراك أوباما والمرشح الديمقراطي جو بايدن تحذيراً فورياً لترمب، إذ قال الأخير في تصريح صحافي "يجب على الناخبين اختيار الرئيس وعلى الرئيس اختيار قاضٍ لينظر  مجلس الشيوخ في الأمر".
بدوره، دعا أوباما خلفه إلى الامتناع عن ذلك في الوقت الذي بدأت "عمليات اقتراع" في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ويعيّن القضاة التسعة في هذه المحكمة لمدى الحياة، وسبق لترمب أن سمّى اثنين هما نيل غورساتش وبريت كافانو. ويحوز فريقه السياسي على خمسة مقاعد داخل المحكمة حالياً.
وتملك المحكمة العليا الأميركية كلمة الفصل في كل القضايا الاجتماعية الكبرى التي ينقسم حولها الأميركيون مثل الإجهاض وحق الأقليات وحيازة السلاح وعقوبة الإعدام وغيرها. ولهذه المحكمة أيضاً الكلمة الفصل في النزاعات الانتخابية، على غرار ما حصل في انتخابات عام 2000 التي انتهت بفوز الرئيس السابق جورج بوش الابن.


سرعة التحرك


وبموجب الدستور، يختار الرئيس مرشحه ويطرحه على مجلس الشيوخ للمصادقة عليه. وأعلن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل منذ مساء الجمعة أنه سيجري عملية تصويت، على الرغم من أنه رفض عام 2016 تنظيم جلسة استماع إلى قاضٍ اختاره أوباما لهذا المنصب بحجة أنه كان عاماً انتخابياً.
وكان ترمب أعلن في أغسطس (آب) الماضي، أنه لن يتردد في تعيين قاضٍ في المحكمة العليا حتى قبل وقت قصير من الانتخابات. وقال متحدثاً لإذاعة محافظة "سأتحرك سريعاً".
وحرصاً منه على حشد تأييد اليمين المتديّن، وضع بعد ذلك قائمة أوّلية بمرشحين، جميعهم قضاة محافظون معارضون بمعظمهم للإجهاض ومؤيدون لحمل السلاح.
 


الوصية الأخيرة


وكانت إذاعة "إن بي آر" الأميركية ذكرت أن القاضية أفصحت عن وصيتها الأخيرة لحفيدتها كلارا سبيرا، فقالت لها قبل وفاتها "أعز أمنية لديّ هي عدم تبديلي طالما لم يؤدِّ رئيس جديد اليمين الدستورية".
وقد يتحدث ترمب مجدداً عن المسألة خلال مشاركته في حملة انتخابية في كارولاينا الشمالية. ومن المتوقع أن يلقي كلمة في ختام نهار السبت أمام مناصريه الذين يردد لهم دوماً أنه يسعى قدر الإمكان إلى تسمية قضاة محافظين في كل مستويات الجسم القضائي.
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


حسابات انتخابية

وإن كان الجمهوريون يملكون غالبية 53 مقعداً من أصل مئة في مجلس الشيوخ، فإن بعض الجمهوريين المعتدلين الذين يواجهون حملات صعبة لإعادة انتخابهم قد لا يشاركون في التصويت، ومن المتوقع أن يوظف المعسكران وسائل كبرى لمحاولة إقناعهم.
من جانبها، قالت السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترمب إن وفاة القاضية تمثّل "خسارة كبيرة"، مشيرة إلى "صلابتها وقوتها" وأيضاً "ذكائها ورأفتها".
وأمام مقرّ المحكمة العليا في واشنطن حيث نُكّس العلمان الأميركيان المرفوعان على جانبَي المبنى، حضر مئات مساء الجمعة ليعربوا عن تقديرهم لروث بادر غينسبورغ المولودة عام 1933 في بروكلين لعائلة يهودية أميركية وتوفيت يوم عيد رأس السنة اليهودية (روش هاشانا).
وتدفق صباح السبت، مزيد من الأميركيين إلى محيط المبنى، من بينهم كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية إلى منصب نائب رئيس الولايات المتحدة. وقالت إن القاضية كانت "رائدة بالنسبة لي، أيقونة، مكافِحة. كانت امرأة بكل ما للكلمة من معنى".
وعُيّنت روث بادر غينسبورغ في المحكمة العليا عام 1993 في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون وتميزت بدفاعها عن حقوق المرأة في السبعينيات واكتسبت شعبية واسعة للغاية على الرغم من جدّية منصبها.
وحتى مع مواقفها اليسارية، صدرت إشادات بها عن الجمهوريين والديمقراطيين على السواء فور إعلان نبأ وفاتها.
على الصعيد الدولي، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حزنه لرحيل "امرأة استثنائية". وقال إنها "قادت طيلة حياتها نضالاً عالمياً من أجل العدالة، المساواة بين الرجل والمرأة واحترام الحقوق الأساسية"، مضيفاً أن "تراثها الضخم سيبقى مصدر إلهام لنا".
 

نصب تذكاري

وفي حين لم تعلن بعد تفاصيل عن الجنازة، قررت ولاية نيويورك تشييد نصب يخلّد ذكرى روث بادر غينسبورغ في بروكلين حيث نشأت هذه القاضية البارزة، وفق ما ذكر الحاكم أندرو كومو السبت.
وأكد الحاكم الديمقراطي في بيان أن غينسبورغ "شخصية بارزة في النضال من أجل المساواة وكلّنا متفقون على أنها تستحق نصباً تذكارياً لتكريمها"، مضيفاً أن "نيويورك تأسف لوفاة القاضية غينسبورغ لكنها تتذكر بفخر أن رحلتها المذهلة بدأت هنا، في بروكلين".
كما أشاد رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو بهذه "الفتاة المتحدرة من بروكلين ذات الروح المثابرة التي دفعت بلادنا نحو مزيد من العدالة والمساواة والأخلاق".
وكتب في تغريدة على تويتر أن "مدينتها والعالم في حداد".
وسيعيّن الحاكم كومو لجنة لاختيار الفنان المسؤول عن تشييد هذا النصب والمكان الذي سيقام فيه.
وولدت روث بادر في 15 مارس (آذار) 1933 في هذا الحي الذي كانت تسكنه الطبقة العاملة في ذلك الوقت، وحافظت على لكنة تميّز بها سكان الحي. تخرجت من جامعة كولومبيا في نيويورك، ودرّست فيها لبضع سنوات.

المزيد من دوليات