Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مئات وفيات كورونا سببها نظريات المؤامرة وجائحة معلومات مضللة

شجعت الإشاعات الناس على شرب سوائل التنظيف ومعقمات الأيدي وبول البقر للشفاء من كوفيد 19

ساهمت المعلومات المضللة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي في التذبذب الشعبي في التعامل مع كورونا (غيتي)  

أظهرت دراسة حديثة أن نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة حول كوفيد 19 ربما تسببت بوفاة 800 شخص في أقل تقدير. كما أدت الظاهرة التي عرفت بـ"جائحة المعلومات [المضللة]" infodemic إلى إدخال قرابة 5800 شخص إلى المستشفيات نتيجة اتباعهم معلومات خطأ ومضللة وصلتهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.

وفي هذا السياق قدمت الدراسة التي نشرتها "المجلة الأميركية للصحة العامة والطب المداري" American Journal of Tropical Medicine and Hygiene نماذج مفصلة مما نشر حول جائحة كورونا من إشاعات مضللة ونظريات مؤامرة وأخبار كاذبة. ووردت بين تلك الإشاعات مزاعم قالت إن شرب سوائل التنظيف، ومعقمات الأيدي، أو بول البقر، من شأنها القضاء على الفيروس. بيد أن العدد الحقيقي للأشخاص الذين توفوا نتيجة اتباعهم تلك الأضاليل قد لا يمكن أبداً التوصل إليه، إذ إن معطيات الدراسة تشير إلى تعذر تحديد عدد الأشخاص الذين تناولوا مشروبات كحولية مغشوشة وملوثة وكان هدفهم بذلك معالجة أنفسهم، أو باعتبار أن تلك المشروبات بمثابة "مطهرات" معوية، تحميهم أو تشفيهم من الإصابة بكوفيد 19.

وبحسب الدراسة الجديدة، فقد تنوعت نظريات المؤامرة الكاذبة، وتراوحت بين مخاوف رأت في كوفيد 19 سلاحاً بيولوجياً موله بيل غايتس، واتهامات اعتبرت أن كوفيد 19 صمم للإطاحة باحتمال إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب لولاية رئاسية ثانية.

في شهر مارس (آذار) الماضي وصفت منظمة الصحة العالمية المعلومات المضللة حول فيروس كورونا، المنتشرة على شبكة الإنترنت، بأنها "جائحة معلومات" infodemic، وقالت المنظمة إن "تلك الأضاليل تنتشر على نحو أسرع مما ينتشر الفيروس". وفي هذا الصدد التقى مسؤولو منظمة الصحة العالمية ممثلين عن عمالقة شركات تكنولوجيا المعلومات في العالم لمحاولة وقف انتشار الأضاليل، وذلك في وقت كان عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس حول العالم لا يتعدى 100 ألف إصابة. أما الآن، فقد تجاوز عدد المصابين بـ"كوفيد 19" عشرين مليوناً هذا الأسبوع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتوصلت الدراسة إلى أن كثيراً من الدول التي تعتبر الأشد تضرراً من ناحية ارتفاع أعداد المصابين، كالولايات المتحدة والبرازيل والهند، هي أيضاً من أكثر البلدان معاناة جراء انتشار المعلومات المضللة على الإنترنت. وقام الباحثون الذين أجروا الدراسة برصد المعلومات المضللة حول كوفيد 19 المتداولة على منصات الإنترنت، وشمل رصدهم المواقع الإلكترونية التي تدقق بالمعلومات، وفيسبوك، وتويتر، والصحف الإلكترونية، وقاموا بدراسة وتحليل تأثيرها على الصحة العامة. وتمكن الباحثون من تحديد 2313 تقريراً تضمن إشاعات وأضاليل ونظريات مؤامرة بـ25 لغة مصدرها 87 بلداً.

وعلى نحو تجاوز الأفراد الذين يتبعون المعلومات المضللة ويتأثرون بها، توصل الباحثون أيضاً إلى الكشف عن حالات أظهرت قيام منظمات باتباع نصائح وإرشادات غير ملائمة ومضللة. إذ إن إحدى الكنائس في كوريا الجنوبية، مثلاً، بحسب الدراسة، تسببت في إصابة 100 شخص بعدوى كورونا حين قامت باستخدام قنينة مصلى عليها ومليئة بمياه مالحة ملوثة، لتطهير مصليها.

وأظهرت تحقيقات أجرتها "اندبندنت" استمرار تداول تلك الإشاعات ونظريات المؤامرة وشيوعها في شبكة الإنترنت، على الرغم من الحملة التي قامت بها شركات ومنصات التواصل الاجتماعي بغية إزالتها. كما أن هناك العديد من نظريات المؤامرة الجديدة التي ظهرت ولاقت زخماً وانتشاراً منذ اكتمال الدراسة، وذاك يغطي الفترة الزمنية الممتدة بين 31 ديسمبر (كانون الأول) 2019 و5 أبريل (نيسان) 2020. ومن أكثر نظريات المؤامرة انتشاراً بين الناس، وفق ما تشير الدراسة، تلك التي تربط تفشي فيروس كورونا بتجهيزات وأعمدة شبكة اتصالات "الجيل الخامس" 5G، وهي الفكرة التي قام العلماء بدحضها كلياً. وفي هذا السياق أشار متحدث باسم فيسبوك لـ"اندبندنت" إلى أن شركته "تقوم بخطوات جذرية لوقف انتشار الأضاليل والمنشورات المؤذية في منصاتنا، وتعمل على توجيه الجمهور إلى المعلومات الدقيقة المتعلقة بفيروس كورونا".

وكشفت شركة التكنولوجيا العملاقة (فيسبوك) هذا الأسبوع عن إزالتها أكثر من 7 ملايين منشور يتضمن أضاليل مؤذية تتعلق بكوفيد 19 عن فيسبوك وإنستغرام، بين شهري أبريل ويونيو (حزيران) المنصرمين.

على أن الدراسة الأخيرة خلصت إلى الحاجة لبذل الشركات الخاصة والمنظمات العامة على حد سواء، مساعي حثيثة بغية الحؤول دون وقوع المزيد من الضحايا في الأرواح. وأوردت الدراسة في استنتاجها أن "المعلومات المضللة التي تغذيها الإشاعات والأكاذيب ونظريات المؤامرة، يمكن أن تخلف  آثاراً وخيمة على الصحة العامة إذا رجحت كفته على حساب الإرشادات العلمية". وتابع الاستنتاج قائلاً إن "الوكالات الوطنية والدولية، من بينها وكالات التدقيق بالمعلومات، ينبغي ألا تكتفي فقط برصد الإشاعات ونظريات المؤامرة ودحضها، بل عليها أيضاً حمل شركات ومنصات التواصل الاجتماعي على نشر المعلومات الصحيحة".            

© The Independent

المزيد من تقارير