Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحاجة ملحة لنظم غذائية نباتية ولزراعة مستدامة لوقف خسائر الكوكب

 إخفاق في تحقيق الأهداف الـ 20 التي وضعها المجتمع الدولي قبل نحو عقد والتي تشمل خفض معدلات فقدان المَواطن الطبيعية ومنع انقراض الأجناس وزيادة الإنفاق على حماية الطبيعة

مزارع صيني يقطف الحر الأحمر في مقاطعة غوانزو (غيتي) 

استبقت الأمم المتحدة المفاوضات الدولية التي ستُجرى السنة المقبلة الهادفة إلى وضع أهدافٍ عالمية جديدة للتنوع البيولوجي، بإصدارها تقريراً تحذر فيه من الخسائر "غير المسبوقة" التي تلحق بالعالم الطبيعي موطن الأصناف المختلفة من الحيوانات والطيور والحشرات والنباتات.

تقرير المنظمة الدولية الذي نشرته "اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي"  Convention on Biological Diversity يوم الثلاثاء الماضي، وجاء تحت عنوان "التوقعات للتنوع البيولوجي العالمي" Global Biodiversity Outlook، خلص إلى أن العالم سيفشل في تحقيق معظم الأهداف الرامية إلى حماية الطبيعة، التي كان قد حددها في عام 2010 والتزم تطبيقها على مدى عقدٍ كامل من الزمن.

وتشمل الأهداف العشرون، التي كان من المفترض أن يكتمل تحقيقها بحلول عام 2020، خفض معدلات فقدان المَواطن الطبيعية ومنع انقراض الأجناس والأصناف، وزيادة الإنفاق على حماية الطبيعة.

واستناداً إلى التقرير فقد تم تحقيق سبعة عناصر فقط من أصل 60 عنصراً، تشكل في مجموعها "أهداف أيتشي للتنوع البيولوجي" Aichi Biodiversity Targets العشرين (نسبة إلى البلدة اليابانية التي جرى فيها اعتمادها في عام 2010)، بينما ظلت قرابة 13 حالة من دون تحسن، أو تفاقمت أوضاعها خلال الأعوام العشرة المنصرمة.

ويُعد تدهور حال الأراضي الرطبة ومواصلة الإنسان استخدام ممارسات الصيد غير المستدام من بين تلك العناصر الثلاثة عشر. وعلى الرغم من ذلك، تتحدث الأمم المتحدة عن بعض قصص النجاح التي تحققت على مدى الأعوام العشرة الأخيرة، بما في ذلك الأنشطة الهادفة إلى حفظ التنوع البيولوجي، التي ساعدت في إنقاذ أصناف محددة من الانقراض مثل الطيور السوداء ذات القوائم الزهرية الطويلة في نيوزيلندا، وحيوانات وحيد القرن الجاوي، وحيوانات النمس ذات القوائم السوداء في أميركا الشمالية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وينطوي التقرير الحديث الصادر عن الأمم المتحدة أيضاً على رؤيةٍ للطريقة، التي يمكن من خلالها أن يبطىء العالم تدمير الطبيعة، وأن يعتمد في السنوات المقبلة تحركًاً في الاتجاه المعاكس، مشدداً على أنه ستكون هناك ضرورة لإحداث "تغييرات تحويلية" في مجالات عدة منها النظم الغذائية.

وترى المنظمة الدولية أنه كجزءٍ من التغييرات المطلوبة، يتعين على الناس اتباع مزيد من الأنظمة الغذائية المستدامة، ما يعني تناول منتجاتٍ تقوم في معظمها على النباتات، ووجوب اعتماد ممارسات زراعية أكثر استدامة. ومن الاقتراحات الأخرى التي تقدمها الأمم المتحدة، ضرورة بذل جهود أكبر للمحافظة على الغابات والمناطق البرية وتحديد وسائل إصلاحها، في محاولةٍ لمكافحة تغير المناخ.

إليزابيث ماروما مريما الأمينة التنفيذية لـ"اتفاقية التنوع البيولوجي" CBD، قالت في معرض حديثها عن نتائج التقرير الجديد إن "كثيراً من الأمور الجيدة تحدث في مختلف أنحاء العالم، ويجب الاحتفاء بها والتشجيع عليها".

لكنها رأت في المقابل، "أن معدل فقدان التنوع البيولوجي بات في وضع حرج، لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، في ظل ارتفاع وتيرة الضغوط وتدهور النظم الإيكولوجية، وتعرض الأنظمة الحية في الأرض ككل للخطر".

وحذرت مريما من أنه "كلما استغلت البشرية الطبيعة بطرق غير مستدامة، وقوضت منافعها وإسهاماتها بالنسبة إلى البشر، كلما أسهمنا في تقويض مستوى رفاهيتنا وأمننا وازدهارنا".

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ردد صدى كلمات الأمينة التنفيذية لـ"اتفاقية التنوع البيولوجي" في المقدمة التي كتبها للتقرير، بإشارته إلى أن وباء فيروس "كورونا" يشكل "انعكاساً مروعاً" لمرض ناجم من سوء معاملة الجنس البشري لثروات العالم الطبيعي. لكن على الرغم من ذلك، رأى أنه كما أثبتت هذه السنة، يمكن إجراء تغييرات تحويلية في أوقات الأزمات.

يأتي تحذير الأمم المتحدة بعدما أعلن "الصندوق العالمي للحياة البرية" World Wide Fund وهو منظمة خيرية تُعنى بحفظ الأصناف الحياتية في الطبيعة، أن أعداد الكائنات البرية شهدت تراجعاً بنسبة 68 في المئة في أقل من نصف قرن من الزمن.

وكان من المقرر أساساً عقد مؤتمر التفاوض على أهداف الاتفاق الممتد ما بين السنة 2021 و2030 في الصين في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. إلا أنه أرجئ إلى السنة المقبلة بسبب تفشي وباء "كوفيد - 19".

منظمة "غرينبيس في المملكة المتحدة" تطرقت إلى هذه المواضيع قبيل انعقاد المحادثات الدولية، داعيةً الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى أن تكون طموحةً في ما يتعلق بأهدافها، معتبرةً أنه يتعين عليها أن تجعلها أهدافاً وطنية ملزمة من حيث القانون كي يُكتب لها النجاح.

© The Independent

المزيد من بيئة