Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ثقة المستهلكين والسياح تتراجع في قطاع الضيافة البريطاني

وجهات السياحة في المدن كانت الأكثر معاناة بحسب تقييم تم تقديمه إلى لجنة في مجلس اللوردات

ضربت كورونا ثقة المستهلك والسائح وتركت الشوارع التجارية خالية وسط المدن البريطانية (أ.ف.ب وغيتي)

لم تكد المملكة المتحدة أن تشهد تعافياً لحركة السياحة خلال موسم الصيف هذه السنة، حتى نبه ممثلو قطاع الضيافة إلى أن ثقة السياح والمستهلكين بدأت تتراجع مرة أخرى بعد مدة من الانتعاش.

ففي تقييم لوضع القطاع أمام لجنة الشؤون الاقتصادية التابعة لمجلس اللوردات البريطاني، أشار جان فيليب مونو، نائب رئيس "جمعية الإقامة قصيرة الأجل في المملكة المتحدة"UK Short Term Accommodation Association، إلى أن الأرقام تظهر مرة أخرى "تراجعاً كبيراً في عمليات البحث عن الأماكن السياحية والحجوزات".

أضاف مونو "إننا نشهد انخفاضاً في الطلب بشكل ملحوظ. وقد لاحظنا أن فترة الذروة السياحية التي شهدت نوعاً من الانتعاش قصير الأجل قد انقضت الآن".

واستمع أعضاء لجنة مجلس اللوردات إلى تحليل مفاده بأن الشواطئ والوجهات الريفية المعروفة أبلت بلاء حسناً خلال فصل الصيف، في حين عانت مراكز الجذب في المدن تراجعاً ملحوظاً مع اضطرار السياح إلى التكيف مع التغييرات التي فرضتها قواعد التباعد الاجتماعي.

كايت نيكولز الرئيسة التنفيذية لاتحاد UK Hospitality (اتحاد مؤسسات الضيافة في المملكة المتحدة) أكدت أنه خلال موسم هذه السنة "كان الأفراد أكثر ميلاً إلى التوجه نحو المناطق الريفية والساحلية والوجهات التي يمكن فيها الاستمتاع بالهواء النقي، في حين كان الإقبال بدرجة أقل على المدن ومراكزها تحديداً".

أضافت نيكولز أن (الإقبال على) العاصمة لندن على وجه الخصوص كان "ضعيفاً إلى حد كارثي في هذا الوقت من السنة" بسبب تضاؤل حركة المتنقلين إلى مراكز المدن ومنها وتراجع عدد السياح الدوليين من جهة، إضافة إلى غياب الأنشطة والفعاليات الثقافية أو الرياضية فيها من جهة ثانية".

وانضم جان فيليب مونو إلى كايت نيكولز في استخدام تعبير "كارثي" لوصف الوضع السياحي في لندن، قائلاً إن "مناطق المدن قد عانت بشكل كبير، ونحن نشهد الآن انخفاضاً في الإقبال عليها بشكل واضح".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مونو لأعضاء لجنة الشؤون الاقتصادية التابعة لمجلس اللوردات إنه "كانت هناك بعض الوجهات الجيدة، لكنها كانت عبارة عن جيوب استقطابية توزعت على مناطق خارج المدن والتجمعات الكبرى". ووجه اللوم في ذلك إلى التغييرات المتكررة في النصائح من جانب الحكومة التي افتقرت إلى الشفافية ولم ترسل مقداراً كافياً من التحذيرات المسبقة إلى الناس، الأمر الذي أسهم في تقويض ثقة السياح والمستهلكين.

وأضاف نائب رئيس "جمعية الإقامة قصيرة الأجل في المملكة المتحدة" قائلاً: "أود تأكيد هذه النقطة بالذات، وهي أن عنصر الثقة لدى المسافرين شهد تراجعاً ملحوظاً. والدليل يكمن في النظام المعتمد لدينا والذي يظهر أن الحجوزات تجرى إلى حد ما ضمن إطار زمني محدد يتفاوت ما بين صفر و21 يوماً... ما يشير إلى أن المستهلكين يفتقرون إلى ذاك العنصر الأساسي من الثقة في هذا القطاع".

وتابع شرحه بالقول: "إننا نواجه وضعاً تتغير فيه باستمرار الإرشادات والتوجيهات الحكومية إلى درجة أنها أثارت حالاً من التردد لدى الأفراد في الإقدام على أي مخاطرة. ولهذا السبب نطالب الوزراء بمزيدٍ من الوضوح في شأن عملية إجراء اختبارات الفيروس والتسهيلات للوافدين إلى المملكة المتحدة، بدلاً من فرض قيود الحجر الصحي الشامل مع كل ما يترتب عليها من عواقب".

ورأى مونو أن على الحكومة أن تضع حداً لقيود الحجر الصحي الكامل على الوافدين من الدول الأخرى، "ما قد يتيح دوران عجلة حركة السوق".

وكانت المملكة المتحدة، شأنها شأن غيرها من الدول الأخرى، قد شهدت ارتفاعاً كبيراً في معدلات الإصابة بعدوى "كوفيد-19" في الأسابيع الأخيرة، بعد تراجعها في الصيف.

واعتبرت كايت نيكولز الرئيسة التنفيذية لاتحاد "يو كي هوسبيتاليتي" UK Hospitality أن خطة الحكومة التي حملت عنوان "تناول طعامك في الخارج كي تساعد"Eat Out to Help Out  لتعزيز قطاع المطاعم في بريطانيا، كانت خير مثال على الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى تعزيز عامل الثقة.

وأوضحت نيكولز لأعضاء مجلس اللوردات، أن "التأثير الإيجابي الأكبر لمخطط الحكومة ربما تمثل في تعزيز ثقة المستهلكين وإعطاء الضوء الأخضر من جانب الحكومة المركزية للناس، بأنه لا بأس بالبدء في معاودة ممارستهم لبعض تلك الأنشطة، مع التزام قيود التباعد الاجتماعي".

وختمت بالقول: "بعد انقضاء فترة من الوقت لم يتلق خلالها الناس إلا توجيهات حول ما لا يتعين عليهم القيام به، وجدوا أنفسهم في وقت لاحق في حال من الارتباك إزاء موجة الرسائل المغايرة الأخرى التي تحدد لهم ما يمكنهم القيام به بأمان. أعتقد أن بعضاً من هذا الزخم تلاشى ما أدى إلى التراجع الذي نشهده اليوم في ثقة المستهلك".

© The Independent

المزيد من منوعات