Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

آلاف الشاحنات قد تُضطر للانتظار يومين لعبور المانش بعد بريكست

"سيناريو الحالة الأسوأ" يحذر أيضاً من انتظار المسافرين لساعات حتى يركبوا القطارات العابرة للمانش متجهين إلى دول القارة الأوروبية على الضفة الأخرى

 منطقة دوفر المطلة على القناة الإنجليزية حيث مرفأ عبور الشاحنات الأكبر من وإلى فرنسا (أ.ف.ب) 

ذكر تقرير رسمي أن آلاف الشاحنات قد تبقى عالقة في أرتال لمدة ربما تصل إلى يومين، وذلك كي تجتاز بحر المانش (القناة الإنجليزية) إلى أوروبا، بعدما تنفذ بريطانيا خروجها من الاتحاد الأوروبي المقرر في 1 يناير ( كانون الثاني) المقبل.

ويحدد التقرير، الذي يقع في 46 صفحة، ورُفع الأسبوع الماضي إلى لجنة "عمليات الخروج" XO (exit operations)، إمكانية حدوث تعطيل هائل في مقاطعة كنت، سواء استطاع بوريس جونسون أن يؤمن اتفاق تجارة حرة عبر المفاوضات المتوقفة حالياً مع بروكسل، أم لم يستطع.

ويقول "السيناريو المعقول لأسوأ حالة" إن الطوابير التي قد تضم عدداً يصل إلى 7000 شاحنة، يمكن أن تسد الطرق المؤدية إلى موانئ القناة في الأسابيع الأولى من العام المقبل، بينما قد يضطر آلاف الركاب إلى الانتظار فترات ربما تستغرق ساعتين قبل الصعود إلى قطار يوروستار للسفر عبر نفق المانش.

ونبه التقرير، الذي وضعته "مجموعة الحدود بروتوكول النقل" Border and Protocol Delivery Group وحصلت صحيفة "ذا غارديان" على نسخة منه، إلى أنه من المستبعد إجراء اختبار علني لنظام تقنية المعلومات الحاسم، الذي سيستعمله الناقلون لإعداد الوثائق الخاصة بعبور القناة، حتى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وتقدر الحكومة أنه سيترتب على المصدرين أن يعبئوا 200 مليون من الأوراق الإضافية، في الأقل، كل عام بسبب بريكست، وذلك بتكلفة تُقدر هيئة "الجمارك والإيرادات الملكية" أنها قد تصل إلى 20 مليار جنيه إسترليني سنوياً. الجدير بالذكر أن المبلغ الأخير هو أكبر من مساهمة بريطانيا السنوية في ميزانيات الاتحاد الأوروبي.

وتوقع التقرير الجديد أن ما يتراوح بين 50 و70 في المئة من الشركات الكبرى ستكون مستعدة لتحمل الأعباء البيروقراطية الجديدة المفروضة على عمليات التجارة العابرة للحدود، بيد أن مالا يقل عن 20 إلى 40 في المئة من الشركات ذات الحجم المتوسط والصغير، ستطلع على ما يتوجب عليها أن تفعله بدءاً من أول أيام العام الجديد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعرض التقرير السيناريو المعقول للحالة الأسوأ للجنة المعنية "أكس أو"XO  التي يرأسها مايكل غوف، وزير شؤون مجلس الوزراء، موضحاً أن مايترواح بين 30 و 60 في المئة من الشاحنات مستعدة للترتيبات الجديدة.  

وذكر التقرير"من المتوقع أن الرتل الأضخم المؤلف من 6500 من آليات نقل البضائع الثقيلة قد يتشكل في يناير". وأشار إلى أنه بسبب تباطؤ حركة الأعمال خلال فترة عيد الميلاد رأس السنة الجديدة، فإن التعطيل يُتوقع أن يكون "أقل نسبياً في أوائل يناير". غير أنه أضاف "نتكهن أن هذه العرقلة المستمرة ستتفاقم خلال الأسبوعين الأولين (من يناير) مع ازدياد الطلب"

وتابع "إذا أخذنا في الاعتبار أن مستويات الطلب (قد ترتفع) في الأسبوع الأول من فبراير (شباط)، فإن التقديرات تفيد بأن أرتال آليات نقل البضائع الثقيلة قد تضم 7000 آلية، إذا لم تتحسن أوضاع (العمل بالنظام الجمركي الجديد)... وفي كل حالة، من الممكن أن تمضي آليات نقل البضائع الثقيلة هذه يومين لتصل إلى مقدم الرتل".

ونبه التقرير أيضاً إلى أن المسافرين على متن قطار يوروستار وفي المطارات يمكن أن يواجهوا "تعطيلاً كبيراً"، إذا لم يكن مسموحاً لمواطني المملكة المتحدة أن يستعملوا البوابات الإلكترونية.

ولفت إلى أن الضوابط الجديدة للحدود المطبقة في محطة سانت بانكراس London’s St Pancras في لندن، "يمكن أن تؤدي إلى تشكل أرتال مؤلفة من بضعة آلاف" من الراغبين بالتوجه على متن قطار يوروستار إلى باريس وبروكسل وأمستردام. وزاد أن يوروستار "ملتزمة تخفيف وطأة هذا السيناريو، بما في ذلك خدمات الإلغاء في الحالات الاضطرارية القصوى".

ووصفت الوثيقة الاستعدادات الخاصة بعمليات الحدود في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بأنها تستنزف قدراً كبيراً من الجهود، إذ تشارك فيها 26 دائرة حكومية تستعمل 100 نظام تقنية معلومات، وبعضها ممنوع قانونياً من مشاركة البيانات مع بعضها الآخر.   

ونبه التقرير إلى أن خطط "عملية فينيل" Operation Fennel للطوارئ التي رسمتها سلطات مقاطعة كنت Kent لمعالجة مشكلة طوابير الانتظار، ستواجه الإحباط مالم يكن هناك "نظام شحن ذكي" جاهزاً للعمل في الوقت المناسب.

سيوفر نظام "تصريح دخول كنت" للشاحنات التي تبرز الوثائق المطلوبة، ما سيتيح لها أن تتابع سيرها إلى موانئ مثل دوفر. غير أنه ليس واضحاً ما إذا كانت ستُمنع الشاحنات، التي لاتملك الأوراق المطلوبة، من دخول المقاطعة أو سيطلب منها التوجه إلى مرأب للشاحنات لإنجاز إجراءات التخليص.

 وأكدت الحكومة حتى الآن، وجود خطط لإنشاء مرأب للشاحنات في أشفورد بمقاطعة كنت، وإصدار تشريع يخول صلاحيات إنشاء مزيد في مناطق تابعة لأكثر من 29 مجلساً بلدياً قريبة من الموانئ والمطارات في أنحاء البلاد.

وتدعو الوثيقة الجديدة هذه إلى إقامة مراكز لتقديم النصح في المناطق التي تتوقف فيها الشاحنات، ومحطات الخدمة الموزعة على الطرق السريعة كافة، وذلك لمساعدة شركات الشحن على تحضير الأوراق المطلوبة للرحلة التي يريدون القيام بها إلى الموانئ.

وقال متحدث باسم وزارة شؤون مجلس الوزراء، "سنكون في نهاية العام خارج السوق الموحدة والاتحاد الجمركي، أياً كانت نتيجة المفاوضات. وهناك جملة من الإجراءات التي ستحتاج الشركات لاتخاذها على سبيل الاستعداد، بحيث تكون جاهزة لانتهاز الفرصة والإفادة من التغيرات التي ستجلبها".

وأضاف، "وسنواصل، كحكومة تشعر بالمسؤولية، إجراء تحضيرات واسعة النطاق تحسباً لعدد كبير من السيناريوهات، بما في ذلك الحالة الأسوأ بصورة معقولة. وهذا ليس تنبؤاً أو توقعاً لما سيحصل، ولكنه سيناريو متمدد (يغطي كافة الاحتمالات). وهو يعكس عمل حكومة مسؤولة، تسعى لضمان أن نكون مستعدين لكافة الاحتمالات".

من ناحيته، قال متحدث باسم قطارات يوروستار، "يعمل يوروستار بشكل وثيق مع شركاء المحطات، والحكومات وسلطات الرقابة في جانبي القناة لضمان تطبيق الخطط الصارمة لجملة من السيناريوهات لحماية الخدمات ولإدارة تدفق الزبائن على نحو فعال".

© The Independent

المزيد من دوليات