Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكشف عن مؤامرة داعش لتوجيه ضربات إرهابية جديدة في أوروبا بعد أن فقد التنظيم آخر معقل سوري

دعت جماعة إرهابية أنصارها في جميع أنحاء العالم لشنّ هجمات بعد فقدان أراضيها في سوريا

تعهّدت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بمحاربة الخلايا النائمة لداعش (رويترز)

تم الكشف عن خطة داعش لشنّ هجمات إرهابية جديدة في أوروبا بعد أن فقد التنظيم آخر قطعة من "الخلافة" السابقة في سوريا.

أسقط مقاتلو داعش الذين قتلوا في معركة صحراوية، قرصًا صلبًا يحتوي على وثائق تقدّم بالتفصيل مقترحات "مكتب العلاقات الخارجية لإدارة عمليات داعش في أوروبا" لتنظيم الأعمال الوحشية وتسليحها وتمويلها.

في رسالة نُقلت إلى صحيفة صنداي تايمز، كتب أحد المتشددين البارزين، يسمي نفسه أبو طاهر الطاجيكي، إلى قادة داعش المحليين ليخبرهم أنه على اتصال بـ "أفراد يريدون العمل في مناطق بعيدة عن الدولة الإسلامية".

وعند طلب الإذن لإنشاء "المكتب" الجديد، أضاف: "قبل أن يقوموا بالعمليات، سوف يرسلون لنا الأهداف إذا كان الاتصال آمنًا. أما إذا كان خلاف ذلك، فسينجزون العملية. وبمشيئة الله سنلبي جميع احتياجاتهم، لمن يرغب في ذلك ".

تضمّنت رسائل أخرى من المرسل نفسه عروضًا لاستخدام خلايا نائمة في جميع أنحاء سوريا لاغتيال أهداف يحدّدها قادة تنظيم داعش، في أعقاب سلسلة من عمليات القتل والتفجيرات في المناطق التابعة سابقًا للتنظيم.

وتفصّل إحدى الوثائق هيكل قيادة الخلايا المخبأة في شمالي شرقي سوريا ، بما في ذلك صنّاع القنابل والمقاتلين.

ووفقًا للوثائق، فإنّ أحد الاجتماعات المخطط لها مع زعيم داعش أبو بكر البغدادي قد تأجل وأنه من غير الواضح ما إذا كانت المقترحات قد قُدمت على الإطلاق إلى القادة، أو ما إذا كانت هناك نسخ أخرى موجودة.

تعهّدت قوات سوريا الديمقراطية بمحاربة الخلايا النائمة، بعد عدة تفجيرات استهدفت مقاتليها والقوات الدولية التابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

في الواقع، لقد توقعت أجهزة الأمن الدولية منذ فترة طويلة أن يسعى داعش إلى لفت النظر والحصول على الشرعية من خلال الهجمات الإرهابية بعد أن فقد "الخلافة" السابقة في العراق وسوريا.

 

في الأسبوع الماضي، تم نشر رسالة صوتية من المتحدث باسم تنظيم داعش على قنوات البروباغندا، تحثّ مؤيدي التنظيم في جميع أنحاء العالم على شنّ مذابح انتقامًا لإطلاق النار في نيوزيلندا الذي أودى بحياة 50 مسلمًا.

وحذّر وزير الخارجية من أنّ الناس "لا يجب أن يخطئوا في فهم خسارة الأراضي من قبل داعش على انّه هزيمة نهائية".

وفي هذا السياق، كتب جيريمي هانت في صحيفة صنداي تايمز قائلاً: "بينما يعملون في الخفاء، فهم يتبنّون أساليب تمرد ويشكّلون شبكات سرية. إنّ بقاء أيديولوجيتهم القاتلة لا يعتمد على السيطرة على الأرض. لا يزال بإمكانهم استخدام الإنترنت لجمع الأموال ونشر الدعاية التي شجعت الشباب في بريطانيا مثل شميما بيجوم، مع عواقب وخيمة."

إنّ أكثر مذابح تنظيم داعش دموية شهدتها أوروبا، وهي هجمات باريس في نوفمبر 2015، كانت موجهة من قبل قيادة التنظيم ونفذتها خلية مدربة جيداً ومسلّحة، قاتلت سابقاً في سوريا.

ألقي القبض على خلايا داعش الأخرى المشتبه فيها في دول متعددة بما فيها ألمانيا، حيث تم العثور على مجموعات من طالبي اللجوء العراقيين والسوريين تخطط لتفجيرات.

وفي مقابلة مع الاندبندنت قال أحد مقاتلي داعش السابقين، إنّه بعد وصوله إلى سوريا في العام 2015 بفترة قصيرة، سأله أعضاء في الجهاز السري للتنظيم عما إذا كان مستعدًا لتنفيذ أعمال وحشية في موطنه ألمانيا.

وصرّح هاري سارفو في العام 2016: "كان يتحدث بصراحة عن الوضع، قائلاً إنّ لديهم الكثير من الأشخاص الذين يعيشون في الدول الأوروبية وينتظرون الأوامر لمهاجمة الشعب الأوروبي".

ولكن يُعتقد أنّ الهجمات الإرهابية اللاحقة في أوروبا، بما فيها تلك التي ضربت لندن ومانشستر في العام 2017 ، كانت مستوحاة من داعش ولكن غير خاضعة لإدارتها.

وعلى غرار سلفه تنظيم القاعدة، عاد تنظيم داعش إلى التمرد في العراق وسوريا، وكذلك في دول أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا حيث ينشط مقاتلوه.

وفي الأيام الأخيرة، تبنّت التحديثات على قنوات البروباغندا الرئيسة لتنظيم داعش أعمال القتل في بلدان مثل مصر ونيجيريا والصومال والعراق وأفغانستان.

وفي هذا الإطار، أشار رافايلو بانتوتشي، مدير دراسات الأمن الدولي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، إلى أنّ الهجمات الإرهابية في أوروبا ليست الأولوية الأهم بالنسبة إلى التنظيم وأنّه من غير المرجح "تكريس كمية هائلة من الموارد" لرسم الخطط والمؤامرات.

وأخبر الاندبندنت: "فكرة أنّ داعش تملك ربما شبكات في جميع أنحاء أوروبا قد تحاول القيام بشيء ما، هي فكرة معقولة، لكنّ سؤالي هو لماذا لم نرها حتى الآن؟ ما الذي ينتظرونه؟

وأضاف: "مكان تنفيذ مؤامراتهم يعكس إلى حد ما اهتمامات القيادة، والقيادة الأساسية ستكون دائمًا أكثر اهتمامًا بالشرق منه بأوروبا."

المشكلة الأكبر هي ما يحدث مع شبكات القتال الأجنبية. سيستمر البعض في القتال، ويموت البعض الآخر، وسيذهب قسم إلى ساحات القتال الأخرى ولكن هناك قسم سيبقى على اتصال ويعود إلى الديار. ثم يمكنه إلهام الجيل التالي وهذا قد يسبب مشكلات".

© The Independent

المزيد من الشرق الأوسط