Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب وهاريس يتوجهان إلى كاليفورنيا والحرائق تشعل سجالا سياسيا

الرئيس الأميركي يشير إلى "إدارة الغابات" ومنافسوه يتحدثون عن "التغير المناخي"

يتوجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الإثنين 14 سبتمبر (أيلول)، إلى كاليفورنيا للاطلاع على حجم الأضرار الناجمة عن الحرائق الهائلة التي أودت بـ 35 شخصاً، وسط اتهامات مسؤولين في منطقة الساحل الغربي للولايات المتحدة وخصوم سياسيين له بأنه يعيش حال إنكار في ما يتعلق بالتغير المناخي.

واجتاحت الحرائق التي سجلت أرقاماً قياسيةً نحو مليوني هكتار في أنحاء الغرب الأميركي حتى الآن، أي ما يعادل تقريباً حجم ولاية نيوجيرزي، مع مخاوف من احتمال ارتفاع حصيلة الضحايا.

التغير المناخي

كذلك تقوم كامالا هاريس، التي اختارها المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن نائبة له، بجولة تفقدية للأضرار، في وقت تثير هذه الحرائق سجالاً سياسياً. وكتبت هاريس عبر تغريدة، أن ترمب "ينكر الأدلة" على أن الحرائق "فاقمتها أزمة المناخ".

وقال رئيس بلدية لوس أنجليس إريك غارسيتي، لشبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية، الأحد، "إنه التغير المناخي، وهذه إدارة تدفن رأسها في الرمال".

و27 من الضحايا الـ 35 للحرائق الذين قضوا منذ مطلع الصيف، لقوا حتفهم الأسبوع الماضي وحده. وحتى الأحد، كان العشرات لا يزالون في عداد المفقودين.

ولم يعلق ترمب كثيراً على الحرائق في الأسابيع الماضية، لكنه أقر خلال تجمع انتخابي في نيفادا السبت بهول الكارثة. وقال الرئيس الأميركي الذي يصر على التقليل من وطأة الاحتباس الحراري، "لم يشهدوا على الإطلاق مثيلاً لذلك"، مضيفاً "رجاءً تذكروا كلمتين بسيطتين جداً، إدارة الغابات".

ويعتزم ترمب لقاء مسؤولي أجهزة الطوارئ في كاليفورنيا، فيما ستقوم هاريس في اليوم التالي بجولة لمعاينة الأضرار.

ورد غارسيتي على تصريحات ترمب الأخيرة بالقول، "كل من يقيم في كاليفورنيا شعر بالإهانة جراء ذلك". وأضاف "تحدث إلى عنصر إطفاء إن كنت تعتقد أن التغير المناخي ليس حقيقياً. ليس للأمر علاقة بإدارة الغابات أو جرفها".

"إحراق المناخ"

ومع احتدام معركة الانتخابات المرتقبة في نوفمبر (تشرين الثاني)، اتهم المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، ترمب بـ"إحراق المناخ"، معتبراً أن عدم أخذه قضية الاحتباس الحراري على محمل الجد من شأنه أن يفاقم الأزمة في حال فاز بولاية رئاسية ثانية.

وقال بايدن "إن منحتم من يقوم بـ’إحراق المناخ‘ أربع سنوات إضافية في البيت الأبيض، فعلى أي شخص ألا يفاجأ إن شهدنا مزيداً من الحرائق في أميركا". ووجّه انتقادات حادة لترمب على خلفية عدم "تحمّله المسؤولية" عن أزمة الحرائق المشتعلة في غرب البلاد، قائلاً "نحن بحاجة إلى رئيس يحترم العلم، ويدرك أن الضرر الناجم عن التغيّر المناخي بات ماثلاً أمامنا".

وتابع المرشّح الديمقراطي "يمكننا الالتزام بتحقيق ذلك معاً، لأننا ندرك أن التغيّر المناخي هو تحد وجودي سيطبع مستقبل بلادنا". وأضاف "أو يمكننا أن نفعل ذلك على طريقة ترمب: نتجاهل الوقائع، وننكر الحقيقة، ما يرتقي إلى مصاف الاستسلام التام والفشل في القيادة".

وحتى الأحد، كانت مناطق واسعة من الساحل الغربي لا تزال مغطاة بالضباب الدخاني الكثيف، فيما اعتبرت بورتلاند أكثر المدن تلوثاً للهواء في العالم، وفقاً لشركة قياس نوعية الهواء "آي كيو إير".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وصرح حاكم ولاية واشنطن جاي إنسلي، لشبكة "إيه بي سي" الأميركية، "إنه أمر مروع". وتابع "من المثير للغضب أن يواجه السكان حالياً هذا التحدي الكوني مع احتراق الساحل الغربي الأميركي برمته، وأن ينكر الرئيس أن هذه ليست مجرد حرائق غابات بل حرائق جراء تغير المناخ".

وسُجلت غالبية الوفيات في كاليفورنيا وأوريغون، وأحصت أجهزة الطوارئ 34 وفاة في الولايتين.

ويشارك أكثر من 30 ألف عنصر إطفاء في جهود إخماد الحرائق التي يحذر مسؤولون من اشتدادها بعد أن تعاود درجات الحرارة ارتفاعها الإثنين مع اشتداد حدة الأجواء الجافة.

إخلاء السكان

وصدرت أوامر إخلاء لسكان آركيديا الواقعة على مشارف لوس أنجليس الأحد، في وقت امتد الحريق المجاور الذي أطلق عليه "بوبكات" جنوباً في مناطق غابات باتجاه المدينة.

وتم تأكيد وفاة شخصين جراء حريق "نورث كومبلكس"، الذي وصل بسرعة غير مسبوقة الأسبوع الماضي إلى مناطق اجتاحها قبل أقل من سنتين حريق "كامب فاير"، أعنف حرائق كاليفورنيا.

وقال قائد الشرطة المحلية كوري هونيا، "لا تزال هناك حرائق مشتعلة، خطوط الكهرباء مقطوعة والأشجار دمرت، وهناك طرق لا يمكن عبورها"، محذراً من أن الأهالي قد ينتظرون "أسابيع وأسابيع" للعودة إلى منازلهم.

وروى بول كليمنت، لوكالة الصحافة الفرنسية، كيف فرّ من منزله في بيري كريك. وقال "عندما وصلت إلى المنعطف، كان كل شيء يشتعل، سفح التل بأكمله، لذا واصلت القيادة، فيما لم تتعد الرؤية مسافة 15 متراً".

دمار هائل

وأتت الحرائق على أكثر من مليون و350 ألف هكتار من الأراضي في كاليفورنيا، وهذه خسارة قياسية مع احتساب أكثر من ثلاثة أشهر أخرى في موسم الحرائق، كما دُمر أكثر من 4100 بناء.

وقرب حريق "بيتشي كريك" شرق سالم عاصمة ولاية أوريغون، أقامت الشرطة العديد من حواجز الطرق الأحد، واصطفت طوابير سيارات بانتظار أن ينجلي الضباب الدخاني الكثيف. والعديد من أولئك السائقين كانوا مزارعين يحاولون العودة إلى منازلهم لإطعام ماشيتهم.

وقالت المواطنة إليان إرلي، لوكالة الصحافة الفرنسية، "عدنا إلى مدينة ميل هذا الصباح، لكن الشرطة نصحتنا بعدم الذهاب نظراً إلى خطورة الوضع". وأضافت "المنزل كان على ما يرام، لكننا نغادر الآن لأن الظروف غير مواتية". وتابعت المرأة البالغة 36 سنة، "ابني في السادسة وهو في حال صدمة. الأمر صعب بالنسبة إليه". وأضافت "يقول لي باستمرار، هل نعيش في فندق الآن؟".

وانتشرت اتهامات على الإنترنت بأن "متطرفين" يقومون عمداً بإضرام النار في أوريغون، وهو ما نفاه مكتب التحقيقات الفديرالي. وذكرت مجموعة "فيسبوك" أنها بصدد حذف تلك التعليقات.

الإعصار سالي

من جانب آخر، حذّرت الأرصاد الجوية الأميركية من أنّ قوّة الإعصار سالي اشتدّت مساء الإثنين بحيث بات إعصاراً من الفئة الثانية يهدّد جنوب شرق الولايات المتحدة. وقال المركز الوطني للأعاصير إنّ الإعصار يواصل تقدّمه نحو السواحل الأميركية ترافقه رياح تصل سرعتها إلى 155 كلم/ساعة، ويتوقّع أن يصل إلى اليابسة اعتباراً من الثلاثاء.

وحذّر المركز من أنّ قوّة الإعصار يمكن أن "تشتدّ" أكثر مساء الاثنين وصباح الثلاثاء ليصبح "إعصاراً خطراً عندما يتقدّم على الساحل".

وسالي، الذي لا يزال على بُعد 170 كلم من مصبّ نهر المسيسيبي، قد يتسبّب بارتفاعات فتّاكة في مناسيب المياه في ثلاث ولايات متجاورة هي لويزيانا وميسيسيبي وألاباما.

وحذّرت السلطات من أنّ مدينة نيو أورلينز التي دمّرها الإعصار كاترينا قبل 15 عاماً هي إحدى المناطق المعرّضة للخطر.

وأعلنت كاي آيفي، حاكمة ألاباما، حالة الطوارئ في ولايتها المتاخمة لفلوريدا، محذّرة من أنّ "سوء الأحوال الجوية ليس أمراً يمكن الاستخفاف به". وأضافت "نصلّي كي لا يتسبّب سالي في ضرر، لكن يجب أن نكون مستعدّين"، مطالبة سكان الولاية بتوخّي أقصى درجات الحيطة والحذر.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات