عاودت أسعار الذهب صعودها اليوم الاثنين مدعومة بضعف الدولار، بينما يتطلع المستثمرون إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الأميركي هذا الأسبوع لاستقاء المؤشرات بشأن إجراءات التحفيز ومعدل التضخم المستهدف.
وارتفع الذهب في السوق الفورية 0.2 في المئة إلى 1944.69 دولار للأوقية (الأونصة) وزاد الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.3 في المئة إلى 1953.20 دولار.
وقال ستيفن إينس، كبير استراتيجيي السوق لدى أكسي كورب، "سوق الذهب تعول على (سياسة) مجلس الاحتياطي"، مضيفاً أن البنك المركزي الأميركي قد لا يحيد عن نبرته الحالية، لكن ثمة اعتقاداً قوياً داخل السوق بأنه سيكون قادراً على إيقاد شرارة التضخم.
وهبط مؤشر الدولار 0.2 في المئة أمام منافسيه، وسط تركيز على إعلان سياسة المجلس يوم الأربعاء. وضعف الدولار يزيد من تكلفة الذهب لحائزي العملات الأخرى.
ولكن حدّ من تقدم الذهب إقبال المستثمرين على الأصول عالية المخاطر مع عودة الآمال حيال لقاح محتمل لمرض كوفيد-19 بعد استئناف أسترا زينيكا التجارب السريرية.
وزاد السعر الفوري للفضة 0.3 في المئة إلى 26.82 دولار للأوقية، وقفز البلاتين 1.3 في المئة إلى 936.91 دولار، بينما فقد البلاديوم 0.5 في المئة ليسجل 2309.14 دولار للأوقية.
صعود أسهم أوروبا
في البورصات الأوروبية استهلت الأسهم تعاملات الأسبوع على نحو إيجابي، حيث طغت الآمال حيال لقاح لفيروس كورونا وموجة من أنشطة الدمج والاستحواذ على بواعث القلق من خروج بريطاني غير منظم من الاتحاد الأوروبي.
وكان المؤشر ستوكس 600 الأوروبي مرتفعاً 0.7 في المئة، ليسجل أعلى مستوياته في أكثر من أسبوع، وسط مكاسب مماثلة للأسهم الألمانية والفرنسية.
وأوقدت الأنباء الواردة مطلع الأسبوع بأن أسترا زينيكا قد استأنفت التجارب السريرية على عقارها لمرض كوفيد-19 بعد تعليقها الأسبوع الماضي شرارة موجة من عمليات الشراء في شتى الأسهم. وصعدت أسهم صانع الدواء البريطاني 0.5 في المئة.
في غضون ذلك، قالت إنفيديا الأميركية لصناعة الرقائق إنها ستشتري مصمم الرقائق البريطاني آرم من مجموعة سوفت بنك اليابانية، بمقابل يصل إلى 40 مليار دولار، وفي صفقة ستعيد تشكيل قطاع أشباه الموصلات العالمي، مما رفع مؤشر القطاع الأوروبي 1 في المئة.
وقفز سهم إيمونوميدكس المدرجة في فرانكفورت 109.7 في المئة بعد تقارير بأن جيلياد ساينسز ستستحوذ على شركة العقاقير الحيوية الأميركية مقابل 21 مليار دولار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الدولار يعاود الهبوط
تراجع الدولار مقابل العملات الرئيسة الأخرى حيث رفعت موجة من صفقات الدمج والاستحواذ المعنويات في أسواق الأسهم العالمية، بينما يتطلع المستثمرون إلى أسبوع مزدحم بمناسبات تشمل اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي وتعيين رئيس وزراء جديد لليابان.
وتركز الانتباه على الجنيه الإسترليني، بينما يستعد البرلمان البريطاني لمناقشة مسودة قانون تقر الحكومة بأنها ستنتهك بنود اتفاق الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. وارتفعت العملة 0.4 في المئة أمام الدولار، بعد أن تكبدت أسوأ أسابيعها منذ مارس (آذار).
وترجع المكاسب جزئياً إلى انخفاض مؤشر الدولار 0.2 في المئة بعد صعوده لأسبوعين متتاليين.
وسيكون اجتماع مجلس الاحتياطي الأميركي هذا الأسبوع، هو الأول منذ كشف رئيسه جيروم باول عن تحول في السياسة صوب مزيد من التسامح مع معدلات التضخم المرتفعة، مما يعني عملياً إبقاء أسعار الفائدة منخفضة لفترة أطول.
وقال لي هاردمان المحلل الإستراتيجي في ميتسوبيشي يو إف جيه "سيكون هناك ضغط على مجلس الاحتياطي لدعم أهداف السياسة الجديدة بتحرك ما"، مشيراً إلى أن التضخم مازال دون المستهدف بكثير. وارتفع اليورو إلى 1.186 دولار، بينما صعد الين 0.13 في المئة إلى حوالي 105.9 ين، أعلى مستوى له في خمسة أيام.
لا تساهل في معركة التعافي
من جانبها أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، أنه لا يمكن أن يكون هناك "أي تساهل" في معركة التعافي من الركود الاقتصادي الناجم عن كوفيد-19، داعية الحكومات لدعم جهود المصرف عبر خطط الإنفاق العام.
وعلى الرغم من رفع تدابير الإغلاق في منطقة اليورو، التي شكلت ضربة للنشاط الاقتصادي في وقت سابق من العام، لاحظت لاغارد أن التعافي لا يزال "غير متساوٍ" و"ضبابياً" في وقت تواجه عدة دول ارتفاعاً جديداً في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
وقالت لاغارد في خطاب ألقته عبر الإنترنت خلال اجتماع لمسؤولي المصارف المركزية العربية، إن البنك المركزي الأوروبي "مستعد لتكييف جميع أدواته" لمساعدة دول منطقة اليورو الـ19 على تجاوز الأزمة.
لكنها شددت على ضرورة أن تتقاسم حكومات منطقة اليورو العبء عبر الإنفاق العام والاستثمار.
وقالت إن "مواصلة السياسات المالية التوسعية أساسية، لتجنّب الخسارة المفرطة للوظائف ودعم مداخيل العائلات إلى حين تعافي الاقتصاد بشكل أقوى".
وحضت الحكومات على الاتفاق سريعاً على بقية التفاصيل المرتبطة بصندوق الاتحاد الأوروبي البالغة قيمته 750 مليار يورو حوالي 889.2 مليار دولار للتعافي من أزمة كوفيد-19 "ليكون من الممكن بدء تدفق الأموال في موعدها في يناير (كانون الثاني) 2021".
وقام البنك المركزي الأوروبي بخطوات غير مسبوقة في الأشهر الأخيرة للتخفيف من حدة تداعيات الوباء، فأطلق خطة شراء سندات طارئة بقيمة 1.35 تريليون يورو (1.6 ترليون دولار)، بينما أبقى معدلات الفائدة عند مستويات منخفضة لدرجة قياسية وقدّم قروضاً زهيدة للغاية للبنوك. وتهدف الإجراءات لإبقاء تكاليف الاستدانة منخفضة من أجل دعم الاقتصاد ورفع معدلات التضخم.
لكن جهود البنك المركزي الأوروبي تعقّدت في الأسابيع الأخيرة جراء ارتفاع قيمة اليورو بشكل متسارع مقابل الدولار.
وكلما كان اليورو أقوى، انخفض ثمن الواردات وهو ما يبقي الأسعار على مستوياتها بينما تصبح الصادرات أقل تنافسية وهو ما يضر بآفاق النمو.
وسجّل التضخم معدلات سلبية في أغسطس (آب) للمرة الأولى منذ أربع سنوات فبلغت 0.2 في المئة، وهو رقم بعيد جداً من هدف التضخم الذي حدده المصرف وبلغ نحو 2.0 في المئة.
وأقرت لاغارد بالمخاوف مشيرة إلى أن "ضغوط الأسعار لا تزال ضعيفة على الأمد القريب جرّاء ارتفاع معدل سعر صرف اليورو أخيراً". لكنها تداركت "عندما يتعلق الأمر بتحقيق هدفنا في استقرار الأسعار، لن يكون هناك أي تساهل".
أسهم اليابان تغلق مرتفعة
وفي طوكيو أغلقت الأسهم اليابانية مرتفعة اليوم الاثنين بينما كان المستثمرون يرقبون نتائج انتخابات الحزب الحاكم، لاختيار خلف لرئيس الوزراء شينزو آبي، في حين قفز سهم مجموعة سوفت بنك بفعل صفقة قيمتها 40 مليار دولار من إنفيديا.
وارتفع المؤشر نيكي القياسي 0.74 في المئة ليغلق على 23479.48 نقطة، وتقدم المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.93 في المئة مسجلاً 1651.91 نقطة، ليبلغ أعلى مستوى منذ 21 فبراير (شباط).
وقال هيديوكي إشيجورو، كبير الإستراتيجيين في دايوا للأوراق المالية، "السوق قوية اليوم. يوجد توقع لأسعار أعلى"، مضيفاً أن شهية المستثمرين للشراء طغت على ضغوط البيع.
وقفز سهم سوفت بنك 8.96 في المئة في أقوى مكاسبه اليومية منذ 25 مارس، بعد أن قالت الشركة إنها اتفقت على بيع آرم لتصميم الرقائق إلى إنفيديا بمقابل يصل إلى 40 مليار دولار في صفقة ستعيد رسم خريطة قطاع أشباه الموصلات.