Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما زالت البيئة تتلقى الضربات والعالم يقف متفرجا

تسرب النفط وحرائق الغابات والانفجارات المتكررة لمواد تسبب السرطان حوادث تنذر بكوارث

على مر عقود ظلت البيئة تتلقى الضربة تلو الأخرى مما ينذر بكوارث بيئية (رويترز)

يشهد العالم كوارث بيئية متتابعة في مختلف المناطق، بداية من حرائق الغابات في أستراليا وتسرب النفط من الناقلات البحرية وتكرار انفجارات ميناء بيروت التي خلفت غازات ملوثة وخصوصاً غاز ثاني أكسيد النيتروجين، كما أدى الانفجار إلى انتشار مادة الأسبوستوس التي تسبب سرطان الرئة، وهي مادة كانت تستخدم في بناء البيوت القديمة التي انهارت في بعض مناطق الانفجار.

التاريخ يحذر والعبرة لمن يعتبر

على مر عقود ظلت البيئة تتلقى الضربة تلو الأخرى لتشكل التسربات النفطية تاريخاً بيئياً حافلاً بالكوارث النفطية، كان أبرزها كارثة "إكسون فالديز" التي وقعت في مضيق الأمير ويليام بألاسكا عام 1989، بحمولة شكلت أكثر من  36 ألف طن من النفط الخام، الذي استغرقت عمليات تنظيفه أكثر من ثلاث سنوات. وأثر التلوث البيئي في المنطقة على أكثر من 250 ألف طائر بحري، وآلاف الحيوانات البحرية.

وبحسب تقرير منظمة تعزيز الاستجابة السريعة للانسكاب النفطي لعام 2019 فقد بلغت إجمالي كمية النفط المتسرب من الناقلات والخزانات النفطية خلال الخمسين عائماً الماضية أكثر من 86.5 مليون طن من إجمالي 20 حادثة تسرب، بينما سجل أكبر تسرب نفطي من ناقلة في عام 1979 بكمية أكثر من 287 ألف طن في حادثة "أتلانتك إمبريس" التي اصطدمت آنذاك بناقلة "أيجان كابتن" في البحر الكاريبي.

وبالنظر للأسباب الأكثر شيوعاً بحسب ذات التقرير، فإن الارتطام بالأرض يشكل نسبة 26 في المئة من الحوادث المسجلة، والاصطدام يمثل ما نسبته 31 في المئة، ومثل الفشل في بدن الناقلة ما نسبته 13 في المئة وفشل المعدات بنسبة 11 في المئة، وشكلت الحرائق والانفجارات نسبة 4 في المئة من مسببات التسرب.

 

حوادث الناقلات تتابع يوماً تلو الآخر

تدهورت حالة الناقلة السيرلانكية العملاقة "نيو دايموند" المقبلة من الكويت في وقت سابق من سبتمبر (أيلول) الحالي والمحملة بمليوني برميل من النفط، وهو ما أكدته البحرية السيرلانكية في بيان أصدرته في وقت مبكر هذا الأسبوع حول إخمادها حريقاً جديداً على متن الناقلة التي تحاول سحبها حالياً إلى مياه أعمق، خشية حدوث كارثة بيئية في منطقتها الاقتصادية.

وأكدت البحرية السيرلانكية رصدها بقعة نفطية على بعد كيلو متر من الناقلة، مما تسبب بتلوث على امتداد كيلومترين في المحيط الهندي.

وكشفت دارشاني لاهاندابور، رئيسة هيئة حماية البيئة البحرية في سيرلانكا عن عدم قدرة سيرلانكا على مكافحة هذه الكارثة الهائلة لعدم توفر الموارد أو القدرات وناشدت دول المنطقة تقديم المساعدة.

وسبق ذلك، ارتطام سفينة البضائع اليابانية "إم.في واكاشيو" بشعاب مرجانية قرابة سواحل موريشوس في يوليو (تموز) الماضي مما تسبب في تسرب أكثر من ألف طن من الوقود إلى المحيط الهندي، كانت قد أعلنت السلطات في موريشوس عن انشطار الناقلة إلى نصفين في أغسطس (آب) الماضي.

ورجح مختصون، بحسب رويترز، أن عملية إزالة السفينة قد تستغرق شهوراً، وهو الأمر الذي سيؤثر على بيئة واقتصاد موريشوس كونها تعتمد بشكل أساسي على السياحة البحرية.

 

كنوز البحر الأحمر تقترب من ساعة الصفر

يعرف البحر الأحمر بكنوز الثروة البحرية التي يستفيد منها أكثر من 30 مليون شخص بمن فيهم على الأقل 125 ألف صياد يمني، بحسب وكالة الأمم المتحدة البيئية، لكن خزان النفط العائم قبالة ميناء رأس عيسى "صافر"، يهدد بتسرب قد يدمر الأنظمة البيئية في المنطقة.

وقد خرج الخزان عن الخدمة منذ انقلاب الميليشيا الحوثية على الحكومة الشرعية في 2014م هو ذات العام الذي توقفت فيه أعمال الصيانة الدورية عن الخزان الذي يحمل أكثر من مليون و100 ألف برميل من النفط الخام مما أدى إلى تآكل هيكل الخزان بسبب ملوحة مياه البحر.

وفي ذات السياق، حملت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان الحوثيين مسؤولية حدوث أي تسرب نفطي، في بيان سابق قائلة "يتوجب على السلطات الحوثية في اليمن أن تسمح فوراً لخبراء الأمم المتحدة بالوصول إلى ناقلة نفط عملاقة راسية قبالة الساحل اليمني، بسبب خطر تسرب ملايين البراميل من النفط الخام في البحر الأحمر".

المزيد من تقارير