Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حل أميركي للصراع العربي الإسرائيلي... العرب بين الاستسلام والسيف

من المتوقع أن تطرح إدارة ترمب بعد الانتخابات الإسرائيلية الخطوط العامة لخطة السلام

يعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن المقاربة التي اعتمدتها الإدارات الأميركية السابقة في شأن الصراع العربي الإسرائيلي قد فشلت (أ. ب)

تعمل واشنطن على وضع "مقاربة جديدة غير مسبوقة" لحل الصراع العربي الإسرائيلي وصوغ "أفكار إبداعية" ضمن الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط المعروفة بـ"صفقة القرن"، بحسب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

ويرفض الفلسطينيون الخطة التي لم يكشف عنها بعد، ويؤكدون أنها تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية ومنع إقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967 وعاصمتها القدس والاستعاضة عن ذلك بإقامة حكم ذاتي في الضفة العربية ودولة في قطاع غزة.

وكشف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن أن واشنطن تخلت خلال إعدادها خطة السلام عن "المعايير القديمة" المتعلقة بقضايا القدس والمستوطنات، مضيفاً أن المقاربة التي اعتمدتها الإدارات الأميركية السابقة قد فشلت.

وقال بومبيو، خلال شهادة له أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، إن الخطة الأميركية "ستستند إلى الحقائق الميدانية والتقييم الواقعي لما سيقودنا إلى تحقيق نتيجة جيدة"، في إشارة إلى بقاء المستوطنات و"الاحتياجات الأمنية لإسرائيل".

ورفض بومبيو الإجابة عن سؤال حول إذا ما كانت الخطة ستعتمد حل الدولتين على حدود العام 1976، لكنه قال إن خطة السلام ستضم أفكاراً جديدة.

ومن المتوقع أن تطرح إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد الانتخابات الإسرائيلية في التاسع من أبريل (نيسان) المقبل، الخطوط العامة لخطة السلام.

وقال بومبيو "ما جرب في السابق قد فشل، وأنا متفائل بأن ما نفعله سيوفر لنا احتمالات أفضل بأن نحقق النتائج التي ستكون أفضل للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".

أضاف بومبيو أن الولايات المتحدة تريد "توسيع النقاش"، وذلك في رد على سؤال عما إذا كان اتفاق السلام سيركز كما في الماضي على ترسيخ الحدود والاعتراف المتبادل ووضع القدس والمستوطنات في الضفة الغربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين.

وأكد بومبيو أن "هذه المعايير احتلت النقاشات سابقاً وقادتنا إلى ما نحن عليه الآن: لا حل".

وفي شأن الانتقادت الدولية والعربية الواسعة باعتراف واشنطن بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، قال وزير الخارجية الأميركي إن تلك الخطوة "ستزيد احتمال توصلنا إلى حل للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين" لأنها "تعبّر عن الوضوح اللازم لإزالة أي غموض في شأن كيف سنمضي قدماً".

الكرامة العربية 

في المقابل، قال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيدية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن واشنطن تسعى إلى ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل ثم الاعتراف بدولة غزة، وذلك عقب اعتراف واشنطن بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل.

أضاف عريقات أن "الإدارة الأميركية كأنها تقول للعرب إن كنتم لا تملكون القوة العسكرية لاسترداد ما خسرتموه في الحرب فعليكم الاستسلام، كما أن هذه القرارات هي محاولة لإسقاط الكرامة العربية، والحكم على شعبنا بأن نعيش تحت السيف الإسرائيلي، وتوسيع دائرة العنف وإراقة الدماء". 

وأشار عريقات إلى أن ترمب أسقط مبادرة السلام العربية بقراراته الأخيرة، فيما أن المنطق العربي يؤكد التمسك بالمبادرة التي أقرّت في العام 2002 في بيروت.

الحاجة الأمنية للضفة 

كشف السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان من جانبه، أن "صفقة القرن" ستضمن لإسرائيل السيطرة الأمنية الكاملة على الضفة الغربية المحتلة ووجوداً أمنياً دائماً في الأغوار بالإضافة إلى أن القدس هي عاصمة لإسرائيل. 

ويعمل فريدمان إلى جانب جاريد كوشنير كبير مستشاري الرئيس الأميركي، ومبعوثه الخاص إلى المفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، على بلورة خطة السلام الأميركية. 

وقال السفير الأميركي "إذا تغلب الإرهاب على يهودا والسامرة (الضفة) بالطريقة التي حلّت بقطاع غزة بعد انسحاب جيش الدفاع الإسرائيلي من هذه المنطقة، هل يمكن أن نترك هذا لإدارة أميركية مقبلة قد لا تفهم حاجة إسرائيل إلى الحفاظ على السيطرة الأمنية المهيمنة على يهودا والسامرة وموقع دفاع دائم في غور الأردن؟". 

أضاف السفير الأميركي "هل يمكن أن نترك هذا لإدارة قد لا تدرك أنه في ظل السيادة الإسرائيلية أصبحت القدس للمرة الأولى منذ العام 2000 مدينة ديناميكية ومزدهرة مفتوحة بالكامل لأتباع الديانات الإبراهيمية الثلاث (الإسلام والمسيحية واليهودية؟". 

وتابع فريدمان "هل يمكن أن نترك هذا لإدارة لا تفهم أن السلام في الشرق الأوسط يأتي من خلال القوة، وليس من خلال الكلمات على الورق فحسب؟". 

المزيد من الشرق الأوسط