Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إثيوبيا ما زالت في العام 2013 وهكذا تحتفل

تتكون السنة من 13 شهرا ويومها الأول في 13 سبتمبر

تزهر بالتزامن مع عيد رأس السنة الإثيوبية ورود صفراء (أ ف ب)

في إثيوبيا عادات وتقاليد خاصة لا شبيه لها في القارة الأفريقية والعالم. 80 قومية شكّلت حضارة متنوعة على مدى تاريخ طويل لا يخلو من الغرائب. والسنة الإثيوبية أم الغرائب.

في مثل هذه الأيام تستقبل إثيوبيا عامها الجديد. إذا تسنى لك الذهاب إلى أديس أبابا بعد يوم الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وما إن تحط قدمك على أرض الحبشة سينقص من عمرك سبع سنوات لأنك ستصادف حلول العام الإثيوبي 2013، وتفرح مشاركاً الحياة الإثيوبية فرحتها وفرحة ميلادك الجديد.

الثقافة المسيحية في إثيوبيا صنيعة أهلها، بدليل تميز التقويم الإثيوبي الذي يختلف عن التقويم الميلادي في دول العالم، سواء أكان عدد الشهور أو ما ارتبط بذلك من تقاليد وطقوس ظلت ديدن الحياة الدينية لمئات السنين.

تتكون السنة الإثيوبية من 13 شهراً، عدد أيام كل شهر من الـ12 شهراً الأولى ثلاثون يوماً، والشهر الأخير عبارة عن خمسة أيام فقط في السنة البسيطة، أو ستة أيام في السنة الكبيسة التي تحل مرة كل أربعة أعوام، ويسمى شهر "شروق الشمس"، أو شهر "النسي"، ويُطلق عليه أيضاً باللغة العامية الأمهرية "باغمي".

تبدأ السنة الإثيوبية بحلول فجر 29 أغسطس (آب) للسنة البسيطة، أو 30 من الشهر نفسه للسنة الكبيسة. وهو ما يوافق 11 و12 من سبتمبر، وفق التقويم الميلادي.

التقويم ديني كنسي تشرف عليه الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية. بني على اعتقاد راسخ بأن المسيح ولِد في يوم آخر غَير اليوم الذي تعتقد الكنيسة الكاثوليكية الرومانية أنه ولِد فيه. مما يُوجد فرقاً مقداره سبع أو ثماني سنوات بين التقويم الإثيوبي والتقويم الميلادي.

شهر الحوامل والزي التقليدي

يحمل الشهر الناقص (باغمي) غرائب معتقدات كما تتبعه تصرفات حبشية، فلا تُدفع فيه أجور عمل للموظفين والعمال في قطاعات الدولة، ويعتبر من شهور المعتقدات الدينية. تعتبره الأساطير الإثيوبية شهر الحوامل تُكثر فيه النساء من الصلوات ليحملن. يعتبره الإثيوبيون شهراً مقدساً لدى أتباع الكنيسة الأرثوذكسية (الشرقية، إذ يوجد في إثيوبيا مذاهب مسيحية غير الأورثوذكسية). يلتزم البعض الاستحمام فيه لستة أيام في الأنهر ومصبات المياه الدافئة رابطين بينه وبين الغسل من الذنوب، وتنزّل الرحمة ضمن ما يرسخ من معتقدات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يرتدي الإثيوبيون رجالاً ونساءً، في هذا العيد، الزي التقليدي الأبيض اللون، الذي تنسجه الأيدي يدوياً. وتُنحر فيه الذبائح لدى المقتدرين والأغنياء. ويستقبل غير المقتدرين المناسبة بذبح الدجاج، أو أكل البيض.

وإذ تزهر بالتزامن مع العيد زهور صفراء برية، يتفاءل بها الإثيوبيون، ينتشر باعتها في الطرقات وداخل الأسواق. في حين يحتفل الأطفال والصبية بدق الطبول وغناء بعض الأهازيج في الأحياء والطرقات. ويأخذون ما يتكرم به الأهل والجيران من عطايا (عيدية في الثقافة الشرقية) لشراء ما يلزمهم من طعام وحلوى.

المسلمون مشاركون

إلى جانب أتباع الديانة الأرثوذكسية، يشارك المسيحيون الآخرون في هذا العيد، وكذلك المسلمون، إذ تنشط حركتهم في الأسواق ومحال بيع "القات" ويمضون إجازة العيد يتنزهون في القرى السياحية خارج أديس أبابا، أو في البيوت التي تصنع طعاماً يتناسب والسنة الجديدة تتصدره وجبة الكتفوا (لحم مفروم بخليط من البهارات)، إلى جانب الأنجيرا (الخبز الحبشي التقليدي). ويحتفل من يتعاطون نبتة القات مجتمعين حوله يخزنون، ويتجاذبون أطراف الحديث حتى منتصف الليل.

احتفالية السنة الإثيوبية الجديدة تحمل لإثيوبيا هذا العام فرحتين: فرحة مقدم عام جديد بكل ما يعنيه من تفاؤل، وفرحة مناسبة غمر بحيرة سد النهضة بباكورة المياه كإيذان بانطلاقة السد. هل يتراشق الإثيوبيون بالماء فرحة بعامهم الجديد؟

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير