Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المبالغة في التراخي تحول كورونا إلى "تهديد مستمر" في بريطانيا

نائب رئيس أطباء المملكة المتحدة يحذر من تسلل حالات العدوى بين الشباب إلى مخالطيهم من الأكبر سناً والأكثر ضعفاً

"لقد تراخى الناس أكثر من اللازم. حان الوقت لكي ندرك أن ذلك يمثل تهديداً مستمراً لنا" (رويترز)

حذر البروفيسور جوناثان فان تام، نائب رئيس الأطباء في المملكة المتحدة، من أن إصابات فيروس كورونا ترتفع مجدداً في المملكة المتحدة، لأن "الناس تراخوا أكثر مما ينبغي"، بحسب رأيه. وأشار إلى أنه حري بالشعب البريطاني أن يبدأ في أخذ الوباء "على محمل الجد مرة أخرى"، أو مواجهة "رحلة وعرة خلال الأشهر القليلة المقبلة".

كذلك وصف المسؤول الصحي ارتفاع الإصابات إلى قرابة ثلاثة آلاف حالة يومياً، بصفة رئيسة في صفوف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و21 عاماً، بأنه "إشارة إلى أنه يتوجب علينا تغيير ذلك الآن".

وأضاف، "لقد تراخى الناس أكثر من اللازم. الآن، حان الوقت لكي نؤدي دوراً من جديد (في خفض عدد الحالات)، ولندرك أن ذلك (كورونا) يشكل تهديداً مستمراً لنا".

ولقد جاء كلام جوناثان فان تام، بعدما أصدر مات هانكوك، وزير الصحة البريطاني، تحذيراً للشباب بأنهم يخاطرون بتعريض حياة أحبائهم للخطر في حال لم يلتزموا إجراءات التباعد الاجتماعي. وفي تصريح إلى "بي بي سي راديو 1"، أورد "لا تقتل جدتك من طريق التقاط فيروس كورونا ثم نقله إليها".

من ناحية ثانية، يتعرض وزراء المملكة المتحدة لضغط متزايد من أجل اتخاذ إجراءات ترمي إلى منع تكرر زيادة الوفيات التي أجبرت رئيس الوزراء بوريس جونسون على فرض إغلاق على مستوى البلاد قبل زهاء ستة أشهر.

 في المقابل، صباح الاثنين الماضي، أنكر هانكوك أن الحكومة قد "فقدت السيطرة" على فيروس كورونا، مشيراً إلى "العجز عن النهوض بذلك (احتواء الفيروس) إلا كمجتمع بأكمله. لدى كل شخص دور منوط به".

بعد مضي ساعات، واجه غرانت شابس، وزير النقل البريطاني، انتقادات بسبب بطئه الشديد في التصدي للحالات المتزايدة في شتى أنحاء أوروبا، وذلك بعدما أعلن أن المسافرين إلى إنجلترا من سبع جزر يونانية، هي "ليسفوس" و"تينوس" و"سيريفوس" و"ميكونوس" و"كريت" و"سانتوريني" و"زاكينثوس"، سيُفرض عليهم حجراً صحياً بدءاً من التاسع من سبتمبر (أيلول) الجاري. وفي وقت سابق، فرضت ويلز واسكتلندا  إجراءات مماثلة الأسبوع الماضي. وفي المقابل، ذكر جيم مكمان، وزير النقل في حكومة الظل العمالية، إن تعامل الحكومة مع الأزمة لم يكن "سوى فوضوي".

وفي ذلك الصدد، أوضح مكمان إنه "طوال أشهر، حتى عندما وصل الفيروس إلى ذروته، جاء ملايين المسافرين إلى البلاد من مختلف أنحاء العالم من دون فرض أي قيود عليهم، على الإطلاق. ومع حلول الوقت الذي طُبقت فيه القيود، كنا واحداً من بضعة بلدان في العالم قد أخفقت حتى تلك اللحظة في اتخاذ إجراءات ترمي إلى فرض القيود".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

في غضون ذلك، فرضت منطقة "كيرفيلي" جنوب ويلز إغلاقاً محلياً بدأ عند الساعة السادسة مساءً من يوم الثلاثاء (الماضي)، بعدما ارتفع معدل الإصابات فيها إلى 55.4 حالة لكل مئة ألف نسمة، مع تأكيد 133 إصابة جديدة بـ"كوفيد-19" خلال الأيام السبعة الماضية.

وتالياً، سيُمنع الناس من دخول البلدة إلا في حال وجود سبب معقول، وستُحظر اللقاءات في الأماكن المغلقة، وسيتعين على كل الأشخاص الذين تخطوا 11 عاماً من العمر، ارتداء الكمامات في المتاجر. وكذلك مُددت القيود المفروضة على الزيارات المنزلية لمدة أسبوع آخر في الأجزاء الغربية من اسكتلندا، وجرى توسيع نطاقها لتشمل "إيست دونبارتونشاير" و"رينفروشاير".

في سياق متصل، فإن البروفيسور فان تام، الذي انتقد سابقاً انتهاك دومينيك كامينغز، كبير مساعدي بوريس جونسون، قواعد العزل حينما سافر إلى مقاطعة "دورهام"، شمال شرقي إنجلترا، حث السياسيين ومسؤولي الصحة العامة على التفكير "في كيفية تخطي ذلك حتى الربيع المقبل"، عوض التركيز على الإدارة القصيرة الأجل للأزمة.

وأشار أيضاً إلى أن الناس ما عادوا يأخذون الجائحة على محمل الجد نتيجة انخفاض عدد حالات الدخول إلى المستشفيات والوفيات، منذ ذروة الإغلاق في أبريل (نيسان) الماضي.

وأضاف، "كنا قادرين على الاسترخاء قليلاً خلال الصيف، إذ بلغت إصابات المرض مستويات منخفضة جداً حقاً في المملكة المتحدة. بيد أن الأرقام الأخيرة تبين لنا فعلاً أن ذلك (الوباء) لم ينتهِ بقدر رغبة الناس ربما في قول "حسناً، لقد ولى". وإذا لم نتوخ الحذر، ولم نتعامل مع ذلك بجدية عميقة فعلياً من الآن فصاعداً، فسنخوض رحلة وعِرة خلال الأشهر القليلة المقبلة. من الجيد القول إن حالات الدخول إلى المستشفيات والوفيات منخفضة جداً في المملكة المتحدة، وذلك أمر صحيح. في المقابل، إذا نظرت بتمعن أكثر إلى دول الاتحاد الأوروبي، سترى أنه حيث ترتفع الإصابات بداية بين صفوف الفئات السكانية الأصغر سناً، تشرع سلسلة
(الوباء) في الانطلاق، ثم تبدأ في إعطاء معدلات مرتفعة من المرض والدخول إلى المستشفيات بين أوساط الفئات العمرية الأكبر سناً".

وأردف، "نعلم أن ذلك يصبح حينئذ مشكلة صحية عامة خطيرة. هذا ما يشغلني، أننا إن لم نسيطر على ذلك، وإذا لم يبدأ الناس في أخذ الأمر على محمل الجد مجدداً، فثمة خطر في أن ينتهي بنا الأمر هنا (مواجهة مشكلة صحية عامة خطيرة) جميعاً".

(أسهمت "برس أسوسييشن" في إعداد التقرير)

© The Independent

المزيد من متابعات