Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

يجب أن نخفف معاناة المصالح التجارية الأساسية – لا أن نرهقها بمزيد من الضرائب

كريس بلاكهيرست قائلاً إن كثيراً من المؤسسات الصغيرة والحانات والمتاجر والمطاعم في المملكة المتحدة كانت تعاني موتاً بطيئاً حتى منذ ما قبل الجائحة. ولو أردنا حقاً الحفاظ على الوظائف، فقد آن الأوان لرئيس الوزراء ووزير المالية أن يخفضا الضرائب على الأعمال ويو

وزير الخزانة البريطانية ريشي سوناك (رويترز) 

وفق المناقشات الدائرة في البرلمان البريطاني، حين أبلغ وزير الأعمال آلوك شارما بوريس جونسون خلال الإغلاق (الحجر) أن ثلاثة ملايين وظيفة قد تضيع إن لم يتمكن قطاع الضيافة من معاودة العمل في الوقت المناسب خلال الصيف، يُقال إن رئيس الوزراء رد بالقول "أيها المسيح".

وبدا أن جونسون لم يكن يعرف أن عدد العاملين في الحانات والمطاعم كبير إلى هذا الحد. فقد أصاب قطاعهم جمود خلال الحجر واحتاجوا إلى إعادة فتح أبوابهم وبسرعة.

وخففت الحكومة القيود وطبقت برنامج تنزيلات لتشجيع الناس على معاودة تناول الوجبات في الخارج، وحقق الأمر نجاحاً مدوياً. وانتهت هذه المبادرة الآن، ويتجه القطاع مجدداً إلى الوضع الذي كان فيه.

ويشارف على الانتهاء أيضاً العمل ببرامج أخرى مصممة لتخفيف الضغط على الأعمال التي تعاني للتكيف مع تداعيات الجائحة أو يجري تخفيفها تمهيداً لوقفها. واليوم يدور الكلام على زيادة الضرائب لتسديد ثمن [أعباء]  الجائحة.

ومن المغري اعتبار التجارة المستهدف الرئيس– أي أن فرض عبء ضريبي هنا وهناك لن يسبب ضرراً كبيراً، وأن القطاع الخاص يستطيع تحمل بعض الألم الإضافي. لكن قبل أن يجرفنا الكلام الكثير حول الزيادات الضريبية، يجب أن ننظر في وضع القطاع الخاص قبل أن يضرب فيروس كورونا البلاد.

فلنأخذ قطاع الضيافة نفسه، ذلك القطاع الذي بدا أن رئيس الوزراء لا يعرف كثيراً عنه. في مقابل كل جنيه إسترليني (1.33 دولار) تلقته كل حانة ومطعم عاديين قبل الجائحة، كانا يسددان 55 بنساً تعرفة ضريبة ما. وأنا لا أشمل هنا ضريبة الشركات– فهي ستأتي لاحقاً وتستهدف الأرباح.

لا، أنا أتحدث عما نسبته 55 في المئة من كل شيء [الأرباح] تذهب إلى الحكومة. وشرح لي تفاصيل المدفوعات مارك ديري، الذي يدير 38 مطعماً وحانة فاخرة تقدم طعاماً مميزاً تحمل العلامة التجارية "براسيري بلان"، وذلك من خلال مجموعة "براسيري بار كو". وقال ديري "بحلول الوقت الذي نسدد فيه مساهمة صاحب العمل في نظام (ادفع فيما تكسب) (Pay As You Earn)، والتأمين الوطني، وضريبة القيمة المضافة، وضريبة الأعمال، وضريبة المشروبات، وضريبة الممتهنين، والأخيرة معقدة إلى درجة أن مؤسسات كثيرة لا تستردها، نخسر 55 بنساً في كل جنيه".

وأضاف ديري "إذا جمعتم كل الضرائب التي ندفعها، يكون الحاصل 55 في المئة. وهو يرتفع باستمرار خلال العقد الماضي من الزمن". ويؤكد أن الحاصل لا يشمل ضريبة الشركات التي تُضَاف إلى الإجمالي.

ولا يحتسب الحاصل أيضاً تكلفة الأجر الأدنى الوطني. فمنذ إطلاقه، يقول ديري، ترتفع قيمة الأجر الأدنى، وبات يضيف عبئاً يساوي 10 في المئة على مبيعاته. وازدادت فاتورة العمالة التي يدفعها من 28 في المئة من المبيعات إلى 37 في المئة الآن. ويقول ديري "كيفما نظرتم إلى الأمر، يتضح أن قطاعنا يتعرض للعصر ومزيد من العصر".

وتتلخص النتيجة في أن مجرد الصمود يتطلب من المؤسسات الشبيهة بمؤسسته أن تنمو– كل سنة وسنة بعد سنة. أما النتيجة فهي أن قيمة الأصول تنخفض. فهي تراجعت بنحو الثلثين خلال السنوات الـ10 الماضية. فلماذا يهتم؟ ولماذا يستمر؟ يقول ديري مستهجناً "الحق معكم، إنه موت لأسباب كثيرة متراكمة". "ونواصل العمل لأن الموت بطيء جداً".

ويُقدر أن نحو ألفي حانة تقدم الطعام ومطعم قد اختفت بالفعل. ولو افترضتم أن كل مؤسسة كانت تشغل 25 شخصاً في المتوسط، فقد ضاعت 50 ألف وظيفة.

ومن المتوقع أن تلحق بها مؤسسات أخرى. ومن المتعارف عليه أن هذا القطاع، ناهيكم عن غيره، توسع بأسرع من اللازم، ففتح مؤسسات في كل مكان، بتوجيه في الأغلب من مالكين طموحين لأسهم خاصة.

لكن الواقع يكشف عن مشاكل أكبر بكثير تكمن في النظام وعليها يقع اللوم الأكبر. وتتمثل المسألة الأساسية في نظر وزارة المالية البريطانية في ما يلي: إما تقاربون قطاع الضيافة كمستهدف لزيادة العوائد الحكومية وتتوقعون تعثره، وإما تعتبرونه ممولاً للوظائف الخاصة بثلاثة ملايين شخص، لكن لا يمكنكم القيام بالأمرين معاً.

ونريد أن نعزز قطاعاتنا التكنولوجية، إذ نعتبرها هي المستقبل، لكنها لا توفر كثيراً من الوظائف. ولا يزال علينا أن نستجيب لهذه القطاعات القديمة الطيبة التي توفر وظائف للملايين وأن نرعاها– وهذا ما أدركه جونسون أخيراً.

وهذا يعني، بداية، إلغاء ضرائب الأعمال والنظر في شكل ملح في الرسوم الأخرى التي تُلزم هذه المؤسسات بدفعها. ويعني مراجعة الإجراءات الإدارية والبيروقراطية لكي تسير في شكل فاعل. ويعني تعزيز المساواة مع الشركات التكنولوجية التي لا تتحمل واجبات وأعباء ضريبية مشابهة بأي شكل من الأشكال.

ويجب أن نخرج أنفسنا من دائرة التراجع في ما يخص المصالح التجارية الأساسية. فما يحصل هو التالي: تعاني مؤسساتنا التقليدية للأسباب التي ذكرها ديري، وكثير من هذه المؤسسات تستسلم، وإذ تفعل ذلك، تغرق مراكز مدننا ومتاجرنا البارزة في ركود، وتبدو هذه المناطق بائسة ولا أحد يستثمر فيها، فتبدو بائسة ومهجورة ورثة، ولا يريد أحد أن يتسوق أو يتناول وجبة هناك، فيتراجع الإقبال والدخل أكثر، وتقفل المواقع، وتختفي الوظائف، وهكذا يستمر المسار الانحداري.

وهذا يحصل منذ ما قبل وصول فيروس كوفيد-19 بكثير. وكل ما فعلته الجائحة أنها فاقمت الضعف وزادت الضغط.

ويؤمل أن يتلاشى الخطر الماثل بسبب الفيروس أو يختفي. لكن لو افترض جونسون أن ذلك سيمثل النهاية، أي أن بريطانيا توشك على التمتع بازدهار، فعليه أن يعيد النظر في الأمر. فالأعمال كانت تعاني من قبل [كورونا]، وستعاني أكثر. وعليه أن يتناقش مع وزير ماليته ويجد علاجاً يذلل المشكلة.

© The Independent

المزيد من اقتصاد