Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سهم مصري يقفز 300 في المئة ومحللون يشككون بمكاسبه الصاروخية

إيرادات "فوري" أقل بنحو 20 مرة من قيمتها الاسمية والقفزة بدأت منذ مارس

تحول سهم شركة "فوري" إلى لغز محير للسوق والمحللين في البورصة المصرية (أ ف ب)

منذ مارس (آذار) الماضي فقط تمكن أحد الأسهم المدرجة في البورصة المصرية من تحقيق مكاسب صاروخية تجاوزت نحو 300 في المئة، وهو السهم الذي تحول إلى لغز محير للسوق والمحللين أيضاً.

بعض المحللين يرون أن أسعار أسهم شركة فوري للتكنولوجيا المدرجة حديثاً في البورصة المصرية مبالغ فيها، وأنها ليست لها علاقة بالسعر الحقيقي، خصوصاً أن إيرادات الشركة أقل بنحو 20 مرة من قيمتها الاسمية، وفق ما ذكره تقرير حديث لوكالة بلومبيرغ.

بينما يعتقد البعض الآخر أن تقييم منصة المدفوعات الإلكترونية "مبالغ فيه"، إذ وصلت رحلة صعود فوري بسعر السهم 27 جنيهاً (1.7 دولار)، أي ما يقرب من أربعة أضعاف قيمته البالغة سبعة جنيهات (0.4 دولار) في منتصف مارس الماضي، وهو ما جعل الشركة في أغسطس (آب) الماضي أول شركة تكنولوجية مصرية تتجاوز قيمتها السوقية مليار دولار.

ما الذي يجعل الأرقام غير منطقية؟

وفق نشرة "إنتربرايز"، فإن الجائحة الصحية التي يمر بها العالم في الوقت الحالي جاءت في مصلحة شركة المدفوعات الإلكترونية المصرية "فوري"، التي قفزت أرباحها 165.5 في المئة على أساس سنوي خلال النصف الأول من العام الحالي، لتسجل 70.5 مليون جنيه (4.46 مليون دولار)، مقارنة بنحو 26.5 مليون جنيه (1.64 مليون دولار) خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

كما ارتفعت إيرادات الشركة 47 في المئة تقريباً إلى 549.3 مليون جنيه (34.76 مليون دولار). لكن المحللين لا يعتبرون أن ذلك مبرر كافٍ لارتفاع القيمة السوقية للشركة إلى 20 مليار جنيه (ما يعادل 1.3 مليار دولار)، وهو ما يجعل فوري واحدة من أكبر عشر شركات في السوق المصرية من حيث القيمة السوقية.

وفي الوقت نفسه، فقد حققت كل من المصرية للاتصالات والسويدي إليكتريك، وكلاهما أيضاً من أكبر عشر شركات قيمة في البلاد، عوائد وأرباحاً فصلية هذا العام تفوق ما حققته فوري في النصف الأول من العام الحالي، حسب وكالة بلومبيرغ.

وتظهر البيانات أن نسبة سعر سهم فوري إلى مبيعات الشركة خلال الـ12 شهراً الماضية، تعادل نسبة سعر سهم شركة ماستر كارد العالمية للبطاقات الائتمانية. وأوضحت بلومبيرغ أن أرقاماً أخرى من بينها مؤشر القوة النسبية لشركة فوري الذي ظل مرتفعاً 14 يوماً فوق 70 خلال الأسبوعين الماضيين، ربما يشير إلى أن سهم فوري "ربما يكون قد ارتفع بصورة مبالغ فيها وبسرعة شديدة". عادة ما يعتبر السهم في منطقة ذروة الشراء إذا تجاوز مؤشر القوة النسبية حاجز الـ70.

ووصل مكرر المبيعات سهم الشركة إلى 20، وهو نفس مستوى شركات عملاقة مثل ماستركارد، التي تولد أرباحاً على نحو أكبر بكثير، كما أن هامش الربح أكبر بأربع مرات، وفقا لبيانات بلومبيرغ. كما ظل مؤشر القوة النسبية لـ14 يوماً لأسهم فوري فوق مستوى الـ70 خلال الأسبوعين الماضيين، وهو ما يرجح أن السهم قد ارتفع كثيراً وبسرعة كبيرة.

انتشار الخدمات البنكية في مصر

لكن، هل طفرة المدفوعات الرقمية التي أعقبت جائحة "كوفيد 19" كافية لتبرير تلك القفزة في سعر السهم أو القيمة السوقية للشركة؟ تقرير بلومبيرغ يشير إلى أنه من المنتظر أن تستفيد شركة فوري من زيادة معدل انتشار الخدمات البنكية في مصر من مستواها الحالي المنخفض مقارنة بدول أخرى.

وأظهرت بيانات جمعها البنك الدولي عام 2017 أن نحو ثلث المصريين فقط الذين يبلغون من العمر 15 عاماً أو أكثر، يمتلكون حسابات مصرفية، إذ لا يزال المستهلكون حتى الآن يسددون جميع مدفوعات المرافق والفواتير تقريباً نقداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يأتي ذلك في الوقت الذي يسعى فيه البنك المركزي المصري إلى توجيه البنوك إلى التركيز في استراتيجياتها على تعزيز الشمول المالي وإطلاق خدمات تكنولوجية مالية جديدة. ومن شأن الانتشار الواسع لفوري تهيئة الشركة للاستفادة من الطفرة في مجال المدفوعات الرقمية، وفق بلومبيرغ.

لكن، حتى لو كان سعر السهم مبالغاً فيه، ما المشكلة؟ ربما يشجع أداء شركة فوري على مزيد من الاستثمارات في قطاع المدفوعات الإلكترونية في مصر، وفق ما ذكره أحمد أبو السعد، العضو المنتدب لشركة أزيموت لإدارة الأصول في تصريحات جاءت ضمن تقرير بلومبيرغ.

وبالفعل، فإن البنك الأهلي المصري بصدد الاستحواذ على حصة أقلية تتراوح بين 20 إلى 25 في المئة في شركة "أمان هولدنغ" للخدمات المالية غير المصرفية، التابعة لشركة راية القابضة للاستثمارات المالية.

وربما تكون شركة "إم إم غروب" أول شركة تنفذ طرحاً عاماً بعد الجائحة في مصر، إذ تعتزم الشركة طرح حصة غير محددة من شركتها التابعة "القابضة للدفع الإلكتروني"، التي أسستها أخيراً بدمج شركتي "مصاري" و"بي" في البورصة المصرية خلال الربع الأول من 2021.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد