Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخرطوم تستغيث وتدافع دولي لسد حاجات منكوبي الفيضان

جسور جوية إغاثية ودعوات للإسراع في توزيع المساعدات بشكل يُقلل كمية الخسائر ويحد من انتشار الأوبئة

ما إن أعلنت الحكومة السودانية حال الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر بسبب الفيضانات التي اجتاحت 16 ولاية سودانية، جراء الارتفاع غير المسبوق في مناسيب النيل، وتجاوز الأرقام القياسية التي رصدت خلال عامي 1946 و 1988، وتضرر منها أكثر من نصف مليون نسمة، فضلاً عن تسببها في وفاة 99 شخصاً، وانهيار كلي وجزئي لأكثر من 100 ألف منزل، تدافعت الدول الصديقة لمد جسور جوية صوب العاصمة الخرطوم محمّلة بكميات كبيرة من المواد الإيوائية والغذائية والطبية، ما أسهم في إعادة البسمة لآلاف الأسر والأطفال في المناطق التي تعرضت للدمار من أثار الفيضانات.

تلاحم مشترك

ويشير والي ولاية النيل الأبيض في السودان إسماعيل وراق لـ "اندبندنت عربية"، إلى أن "تجاوب وتدافع الأشقاء والأصدقاء مع الاستغاثة التي أطلقتها الحكومة السودانية كان له واقع وأثر بالغين، ما خفف المعاناة عن كثيرين من الأسر والأشخاص الذين تضرروا نتيجة خسارة منازلهم وممتلكاتهم، إذ لطالما كانت تلك الدول سنداً للعمل الإنساني بتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة عبر الجسور الجوية، وهذا ما فعلوه مع السودانيين بتخفيف أثار وأضرار الفيضانات، وتقليل معاناة المتضررين من خلال تقديم مختلف الحاجات الإيوائية والغذائية.

وبيّن أن السودان وشعبه يقدرون مثل هذه المواقف الإنسانية والجهود المتواصلة التي تجسد معنى التلاحم والروابط المشتركة، لافتاً إلى أن هذه المساعدات جاءت في وقتها وبالسرعة المطلوبة، لأن حجم الضرر كان بالغاً، وعرّض آلاف الأسر لكارثة حقيقية، لكن وقوف الأصدقاء أسهم في رفع المعاناة عن أعداد كبيرة، كانت في أمس الحاجة لمد يد العون.

تضافر الجهود

وفي سياق متصل، أوضح مسؤول العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر السوداني فؤاد عثمان في حديث إلى "اندبندنت عربية"، أن ما يواجهه السودان من كارثة طبيعية بسبب الفيضان يتطلب تكثيف المجهود الحكومي أولاً بالتضافر مع الجهد الشعبي، وهي آلية ناجحة ظل السودانيون يتبعونها كلما ألمت بالبلاد كارثة طبيعية، لكن مع إعلان الحكومة السودانية حال الطوارئ فإن التوقعات تشير لاستجابة المنظمات الإقليمية والدولية والدول الصديقة من خلال المبادرات التي أطلقوها لإغاثة المتضررين من الكارثة، وهو شيء طبيعي ومتوقع من الدول المحيطة، إذ من المتوقع أن يكون رد فعلهم واستجابتهم أفضل وأسرع من مساعداتهم السابقة، لقناعتهم أن الحكومة الانتقالية السودانية ورثت خراباً كبيراً في البنية التحتية، زاد معاناة كثير من المواطنين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحث عثمان السلطات المختصة في الدولة بأن تباشر في توزيع المساعدات المقدمة من الدول والمنظمات بشكل يُقلل كمية الخسائر، ويحد من انتشار الأوبئة والأمراض لاحقاً بسبب انهيار البنية التحتية.

مساعدات عاجلة

وتضمنت المساعدات السعودية التي سيرتها عبر جسر جوي بإشراف مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع منظمة الاغتنام للتنمية البشرية، مواد إيوائية وغذائية تزن 90 طناً من الخيم والحقائب والبطانيات والسلل الغذائية والتمور، استفاد منها 31980 متضرراً في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار.

فيما سيرت دولة الإمارات ممثلة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، طائرات إغاثة إلى السودان تحمل 100 طن، تضمنت كميات كبيرة من المستلزمات الطبية والمواد الغذائية والإيوائية كالخيم والأغطية والمشمعات، ومواد صحية تتعلق بإصحاح البيئة، وذلك لسد الحاجات الإنسانية العاجلة والضرورية لمساعدة المتأثرين من السيول والفيضانات في عدد من ولايات السودان، في حين خصصت مصر طائرتين تحملان مساعدات إنسانية تشمل خيماً ومواد غذائية بحمولة تصل إلى 23500 طن.

دولياً، قدمت المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة شحنة من الدعم الإنساني لمتضرري السيول والفيضانات تشمل 100 طن من مواد الإيواء والخيم والأغطية.

تحذير من الفيضان

وكان مجلس الأمن والدفاع السوداني قرر على ضوء توصية رفعها رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، اعتبار البلاد منطقة كوارث طبيعية، وإعلان حال الطوارئ في السودان كافة لمدة ثلاثة أشهر، وذلك على خلفية السيول والفيضانات التي ضربت البلاد نهاية أغسطس (آب) الماضي، بسبب الارتفاع القياسي لمنسوب المياه.

وكانت لجنة الفيضان في وزارة الري والموارد المائية السودانية حذرت في 28 أغسطس (آب) من تواصل ارتفاع مناسيب النيل لتسجل أرقاماً غير مسبوقة، إذ بلغ في محطة الخرطوم 17.45 متراً، متجاوزاً أعلى رقم مسجل 17.26 متراً بـ 19 سنتمتراً.

خطط استراتيجية

ويمتد موسم الأمطار في السودان في الفترة ما بين يونيو (حزيران) وأكتوبر (تشرين الأول)، وعادة ما تكون الأمطار غزيرة خلال هذه الفترة، ودائماً ما تتعرض فيها البلاد سنوياً إلى فيضانات تؤدي إلى هدم وتدمير آلاف المنازل، فضلاً عن مصرع وإصابة الآلاف، لكن معظم المتضررين من هذه الفيضانات هم من الفقراء الذين يسكنون القرى، ومعظمهم يقيمون في منازل بنيت من الطين وغير مهيأة لمواجهة السيول، وبحسب وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية لينا الشيخ، فإن معدلات الفيضانات والأمطار لهذا العام تجاوزت الأرقام القياسية التي رصدت خلال عامي 1946 و1988، مع توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع.

ويرجع المختصون في مجال البنى التحتية، أسباب تكرار وتجدد أزمة السيول والفيضانات كل عام، إلى عدم الجدية في اتخاذ الخطوات والإجراءات المناسبة قبل بدء موسم الأمطار، من خلال وضع خطط استراتيجية للحد من الآثار السلبية التي يتعرض لها المواطنون بوقوع ضحايا وانهيار منازل وفقدان ممتلكات خاصة وعامة، إضافة إلى ما تخلفه الأمطار من مشكلات صحية وبيئية، وتكاثر البعوض والذباب وغيرها من الحشرات الضارة.

المزيد من متابعات