Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها تسعى إلى تسليم الدواعش الأجانب إلى دولهم

50 دولة ترفض استلام مواطنيها من الدواعش السجناء لدى الإدارة الذاتية

أعلنت الإدارة الذاتية في شمال سوريا وشرقها الاثنين 25 مارس (آذار) تسليم ثلاثة من أطفال "داعش" الذين أجلتهم قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، إلى لجنة تمثل مجلس الدوما الروسي، في شكل رسمي من طريق مكتب العلاقات الخارجية للإدارة في مدينة القامشلي من خلال مؤتمر صحافي عقد فيه.

الأطفال الذين سلمتهم الإدارة الذاتية إلى الجانب الروسي هم من أوسيتيا الشمالية في جمهورية روسيا الاتحادية وتتراوح أعمارهم ما بين خمس وسبع سنوات، ويتامى كان آباؤهم أعضاء في تنظيم "داعش" وتوفّوا قبل سنة وفق ما ذكر الجانب الروسي في المؤتمر الصحافي.

استجابة دولية مفقودة

قال عبد الكريم عمر في المؤتمر الصحافي، إن الدول التي ينتمي إليها ما يقارب 1000 عنصر من "داعش" والبالغ عددها 50 دولة أجنبية باستثناء سوريا والعراق ما زالت ترفض استلام مواطنيها من الدواعش السجناء لدى الإدارة الذاتية، مضيفاً أن الحل الأنسب هو إنشاء محكمة برعاية دولية على الأرض التي أرتكب فيها هؤلاء العناصر جرائم حرب، وأخرى بحق الإنسانية مشيراً بذلك إلى شمال سوريا وشرقها.

دعوة إلى تحمل المسؤولية

وأفاد عبد الكريم عمر لـ "اندبندنت عربية" بأنهم كإدارة ذاتية أمام مشكلتين خطيرتين، إحداها، وجود عناصر من "داعش" داخل المعتقلات من دون محاكمة وإمكان هروبهم وتشكيلهم خطراً على مجتمعاتهم الأساسية في حال ظهور فوضى أمنية بسبب غياب الحل السياسي في سوريا، والتهديدات التركية الجدية باجتياح مناطق شمال سوريا وشرقها، والثانية، وجود الآلاف من النساء والأطفال الذين تربوا على فكر وثقافة "داعش"، وعلى الدول التي ينتمون إليها استقبالهم ومساعدتهم على الاندماج في مجتمعاتهم.

نداء عاجل

في السياق ذاته، وجهت الإدارة الذاتية نداءً عاجلاً إلى المنظمات الدولية التي تعنى بالشؤون الصحية للوقوف على حالة قاطني مخيم الهول، مشيرة إلى أن جميع الوافدين إليه مرضى أو مصابون ويعانون ظروفاً صحية سيئة، مؤكدة وقوع حالات وفاة داخله. وقال جوان مصطفى لهيئة الصحة والبيئة في الإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها في مؤتمر صحافي، إن الإدارة الذاتية لا يمكنها تقديم مساعدات صحية لما يقارب 70 ألف نازح في المخيم، مضيفاً أن رعايتهم تحتاج لإمكانات منظمات دولية ضخمة.

وأشار مصطفى، إلى أن سبع سيارات إسعاف فقط تخدم هؤلاء النازحين بالإضافة إلى أنهم مقبلون على فصل الصيف الذي تسهم فيه الظروف الجوبة بازدياد الوضع الصحي سوءاً وتكثر فيه الأمراض، كالطاعون والليشمانيا اللذين ينتشران في التجمعات السكانية الكثيفة، وفي حال انتشارهما سيكون من الصعب مكافحتهما على حد قوله، كما انتقد أداء المنظمات الإنسانية العاملة في المخيم لا سيما منظمة الصحة العالمية التي تقدم خدماتها إلى جهة أخرى مشيراً إلى الهلال العربي السوري الذي يعمل وفق توجيهات النظام السوري.

المناخ العام ساعد الإرهاب

وأكمل عبد الكريم عمر، أن الأزمة السورية وغياب الحل السياسي ساعدا على نمو الإرهاب، وأن استمرار هذا الغياب سيسهم في ظهور دواعش جديدة وبأسماء جديدة مؤكداً أن الحل يكمن في الانتقال بسوريا إلى دولة ديمقراطية تعددية لا مركزية وكوطن مشترك لكل السوريين من خلال حوار سوري سوري وبرعاية دولية وضماناتها، وأشار إلى أن على التحالف الدولي والولايات المتحدة الأميركية إشراكهم كإدارة ذاتية في العملية السياسية من خلال اجتماعات جنيف.

 

تأهيل المناطق المدمرة

الرئيس المشترك لمكتب العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية في شمال سوريا وشرقها أكد أن المناطق التي تحررت من "داعش" في حاجة لإعادة تأهيل من النواحي الخدمية والإعمار، وأن الإدارة الذاتية لا تستطيع تحمل العبء وحدها مطالباً التحالف الدولي بتقديم المساعدة لضمان عدم عودة "داعش" على حد قوله.

التهديد التركي

لم يغبْ موضوع التهديد التركي الذي وصفه عمر بـ "الجدّي"، مؤكداً أن احتلال عفرين والانتهاكات التي شهدتها خير مثال على ذلك، مضيفاً أن أي تدخل تركي سيؤدي إلى تعقيد الأزمة السورية وحرب طاحنة في المنطقة ناهيك عن هجرة الملايين من الناس، وستشكل فرصة لهروب عناصر "داعش" من المعتقلات.

 روسيا غير مهتمة

في سياق الحوار واللقاء مع النظام السوري، قال عبد الكريم عمر إن النظام غير جدي في الحوار مع الإدارة الذاتية إذ جرت لقاءات أواخر العام المنصرم، وأن النظام ما زال يفكر بذهنية قبل العام 2011، ويحاول أن يسيطر على المناطق عسكرياً مشيراً إلى أن الحل يكمن في الحوار وأنهم قدموا خريطة طريق للحل إلى الجانب الروسي ليكون وسيطاً في الحوار مع النظام، إلا أن روسيا غير مهتمة بالحوار في هذه المرحلة وأنظارها متجهة نحو إدلب واتفاقياتها مع تركيا.

المزيد من العالم العربي