Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غموض الموقف الصيني يزيد أوجاع النفط والخسائر تلاحق الأسعار 

 خام "برنت" في تراجع عند مستوى 42 دولارا وتراكم المخزون يضغط على الأسواق 

مضخة نفط في الصين  (رويترز)

استبعد مسؤول في وكالة الطاقة الدولية أن يتجه الاقتصاد العالمي صوب أي تباطؤ كبير بسبب جائحة كورونا، لكن تراكم المخزونات وحالة عدم اليقين إزاء طلب الصين على النفط يفرضان ضبابية تغلّف تعافي أسواق الخام.

وقال كيسوكي ساداموري، مدير أمن وأسواق الطاقة لدى وكالة الطاقة الدولية، إن آفاق النفط في خضم إما موجة ثانية أو موجة أولى مستقرة لفيروس كورونا. وأضاف وفق وكالة رويترز، أن "هناك قدراً هائلاً من الضبابية، لكننا لا نتوقع أي تباطؤ إضافي كبير في الأشهر المقبلة".

وأوضح "على الرغم من أن السوق لا تتوقع عودة فعلية قوية للنمو مجدداً قريباً، فإن الرؤية للطلب أنه أكثر استقراراً مقارنة مع ما كان عليه قبل ثلاثة أشهر".

وهوت أسعار النفط في الربيع إلى أدنى مستوياتها التاريخية إذ تسببت إجراءات العزل العام بسبب الجائحة في سحق الطلب، وقلصت الأسعار خسائرها لكنها تظل عالقة قرب 40 دولاراً للبرميل. وخفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب على النفط خلال 2020 في تقريرها الشهري الصادر 13 أغسطس (آب) الماضي، محذرة من أن تقلص السفر جواً سيخفض الطلب العالمي على النفط 8.1 مليون برميل يومياً.

كورونا يزيد المصاعب الاقتصادية

وخفضت الوكالة الدولية توقعاتها للمرة الأولى في ثلاثة أشهر، إذ تستمر الجائحة في التسبب بالعديد من المصاعب الاقتصادية وفقدان الوظائف عالميا. وفي ظل تسجيل خام برنت أول خسارة أسبوعية منذ يونيو (حزيران) الماضي يوم الجمعة، نما قلق الأسواق بشأن الطلب، وضعف هوامش التكرير وتباطؤ النمو الاقتصادي، مما يقلص المحفزات للسحب من المخزونات الوفيرة للخام والمنتجات.

وقال ساداموري، "لا يبدو أن هناك سحباً كبيراً من المخزونات حالياً". وأضاف، "لا نرى انتعاشاً قوياً في أنشطة التكرير، ووقود الطائرات هو المشكلة الكبيرة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأنهت الصين، وهي أكبر مستورد للنفط على مستوى العالم، إجراءات العزل العام الاقتصادية على نحو أسرع من بقية الاقتصادات الكبرى وتستخدم قوتها المالية لاستيراد كميات قياسية من النفط خلال الأشهر القليلة الماضية، وهي بقعة مضيئة نادرة في ظل انهيار الطلب العالمي.

لكن ساداموري قال، إن التوتر الجيوسياسي قد يلقي بظلال من الشك على مدى إمكانية استمرار هذا الوضع لفترة طويلة.

وقال، إن هناك الكثير من الشكوك فيما يتعلق بالاقتصاد الصيني وعلاقته مع دول صناعية أساسية، مع الولايات المتحدة الأميركية وحتى أوروبا في الوقت الحالي. إنه ليس وضعاً يدعو للتفاؤل، ذلك الذي يلقي ببعض الظلال على آفاق النمو".

الأسعار تتراجع بأكثر من 1 في المئة

في سوق النفط، انخفضت الأسعار بأكثر من 1 في المئة صباح تعاملات اليوم الاثنين، بعدما سجلت أقل مستوى منذ يوليو (تموز) الماضي، عقب إعلان السعودية أكبر خفض للسعر الشهري للإمدادات لآسيا في خمسة أشهر فيما خفت التفاؤل إزاء تعافي الطلب وسط الجائحة.

وسجل خام "برنت" مستوى 42.11 دولار للبرميل متراجعاً بنحو 55 سنتاً ما يوازي 1.3 في المئة، وكان قد تراجع في وقت سابق إلى 41.51 وهو أقل مستوى منذ 30 يوليو (حزيران) الماضي. كما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 64 سنتاً ما يوازي 1.6 في المئة إلى مستوى 39.13 دولار بعد أن نزل في وقت سابق إلى نحو 38.55 دولار هو أقل مستوى منذ العاشر من يوليو (تموز) الماضي.

وأمس، سجلت أسعار النفط الخام أكبر خسائر أسبوعية منذ الأسبوع المنتهي في الثاني عشر من شهر يونيو (حزيران) الماضي، وذلك مع نهاية جلسات التداول بالأسواق الآجلة يوم الجمعة الماضية، حيث انخفضت أنشطة عقود خام برنت تسليم شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل 5.3 في المئة، مقارنة بنهاية الأسبوع الماضي، وشهدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم شهر أكتوبر (تشرين الأول) انخفاضاً بنحو 4.7 في المئة.

وبنهاية تعاملات الجمعة الماضية، سجلت أسعار النفط مستوى 42.66 دولار للبرميل لخام القياس العالمي "برنت"، منخفضاً بمقدار 1.41 دولار أو ما يوازي 3.2 في المئة، كما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند التسوية مستوى 39.77 دولار للبرميل منخفضاً بمقدار 1.6 دولار، بما يعادل انخفاضاً 3.9 في المئة.

وفي تصريحات، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن الطلب العالمي على النفط قد ينخفض بما يتراوح بين تسعة وعشرة ملايين برميل يوميا بسبب التأثير السلبي لفيروس كورونا. وأكد في مؤتمر عبر الإنترنت، أن أسعار النفط قد ترتفع إلى نحو 65 دولاراً للبرميل في العام المقبل، لكنه توقع أن تتسم بالتقلب.

في الوقت نفسه، أظهر تقرير رسمي أميركي، انخفاض الطلب المحلي على البنزين في أحدث أسبوع، وكشفت بيانات رسمية ارتفاع مخزونات نواتج التقطير الوسيطة في سنغافورة وهى مركز لتخزين النفط في آسيا فوق أعلى مستوى في تسعة أعوام.

ويخفض تحالف "أوبك بلس"، الإنتاج حالياً بنحو 7.7 مليون برميل يومياً حتى ديسمبر (كانون الأول) لدعم الأسعار مع تقوض الطلب بفعل أزمة فيروس كورونا.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز