Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البرلمان الأوروبي يرسم خطا أحمر في محادثات بريكست

ممثلو الاتحاد يقطعون الطريق أمام الآمال بتمديد الوقت لعقد اتفاق في آخر لحظة

الأوروبيون يحذرون من نفاد وقت المفاوضات من دون بلوغ اتفاق ناظم للعلاقات التجارية والقضائية مع بريطانيا (رويترز)

بدد البرلمان الأوروبي الآمال بإعطاء مفاوضي بريكست مزيداً من الوقت من أجل تلافي الانسحاب من دون اتفاق [الخروج من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي]، راسمين بذلك خطاً أحمر لتمديد فترة المفاوضات.

ونبه بيرند لانغ، النائب الألماني الذي يترأس لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي، إلى "ضرورة التوصل إلى اتفاق قبل 31 أكتوبر (تشرين الأول)".

ويعد هذا الإعلان ضربة للآمال بالتوصل إلى اتفاق متأخر يكسر جمود المفاوضات.

من المزمع أن يلتقي المفاوضون في لندن الأسبوع المقبل لإجراء الجولة الثامنة من المفاوضات لكن الطرفين لمحا إلى أن احتمال حصول أي تحرك جدي أمر بعيد المنال.

وحذرت شركات الشحن الحكومة هذا الأسبوع من احتمال حدوث فوضى على الحدود في يناير (كانون الثاني)، حيث يُتوقع أن تتلقى سلاسل المتاجر الكبرى ضربة إن لم تُحل المشاكل العالقة في غضون أربعة أشهر. 

وقال السيد لانغ خلال مؤتمر نظمه البرلمان الأوروبي "هذه الجولة من المفاوضات حاسمة. من الواضح للغاية أن الوقت ينفد، سيكون لدينا حتى آخر أكتوبر، وعندها يجب أن يكون النص جاهزاً". 

"ومن الجلي جداً أن أي اتفاق، إن حصل، يجب إبرامه قبل 31 أكتوبر على أبعد تقدير، ولذلك يجب إحراز تقدم في هذه الجولة من المفاوضات لأن التقدم المحرز إلى الآن ضئيل جداً، وفي الموضوع الأساسي، معدوم". 

"هذا ليس نصاً بسيطاً، فالاتفاق التجاري الشامل يوضع في نحو 500 صفحة، ويجب أن يكون نصاً قانونياً وأن يُترجم، ثم يجب طبعاً أن يخضع لتمحيص البرلمان الأوروبي. وهذا ما يتطلب وقتاً كذلك".

وحذر السيد لانغ من أن ضغط الوقت كبير بشكل خاص لأن المفاوضات لم تبلغ حتى مرحلة يملك فيها الطرفان نصيهما القانونيين الخاصين اللذين يمكن دمجهما في نص "موحد" والتوصل إلى حل وسطي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال "عادة في المفاوضات التجارية، خطوة بخطوة ومرة بعد مرة، لدينا ما يقال له النصوص الموحدة التي نتوصل إليها بعد دمجنا اقتراحات الطرفين في نص واحد. هذه العملية غير متوفرة حالياً. أمامنا فرصة واحدة من أجل إنجاز كل هذا العمل المهم جداً وبالتالي، سوف يحسم الأسبوع المقبل نوعاً ما القرارات بشأن مستقبل العلاقات التجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي".

وتابع السيد لانغ "بالنسبة لنا، المهلة النهائية في البرلمان هي 31 أكتوبر. يجب أن يكون النص جاهزاً، وإلا لن تسمح لنا فرصة المضي قدماً إلى المصادقة عليه. لذا الأسبوع المقبل، بدءاً من يوم الثامن من سبتمبر (أيلول) [حاسمة]، كما سوف يكون لدينا على الأرجح جولة مفاوضات ثانية في أكتوبر، لكنه جدول زمني صعب للغاية ولا أتوقع أن التزامه ممكن فعلياً".

وسبق أن أصدرت تحذيرات مماثلة بشأن نفاد الوقت حين [البحث في] اتفاق الانسحاب، ويشير المسؤولون القريبون من العملية إلى أنه فيما جرى التوصل إلى الاتفاق في منتصف أكتوبر 2019، لم تترك المملكة المتحدة الاتحاد قبل بداية شهر فبراير (شباط) 2020، بسبب طول عملية المصادقة عليه.

وقال أحد المصادر الأوروبية القريبة من العملية لـ"اندبندنت "يحتاجون إلى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وأول أسبوعين من شهر ديسمبر (كانون الأول) من أجل تمحيص النص وتنقيحه قانونياً، وترجمته وكتابة تقارير اللجان".

"ربما يمكن تمديد العملية حتى مطلع نوفمبر لكن ذلك يعني وضع نظام التصديق تحت ضغط شديد".

وأضاف المصدر "إن كان بوريس جونسون يحلم بقطف اتفاق بشأن بريكست خلال مفاوضات أخر لحظة مع القادة الأوروبيين، فسوف يشعر بخيبة أمل كبيرة على الأرجح. تزداد مخاطر الفشل مع مرور كل يوم". 

لم يُحزر أي تقدم يُذكر منذ انطلاق المفاوضات التجارية في فصل الربيع. ويقول المسؤولون من الطرفين إن أزمة فيروس كورونا استقطبت الانتباه السياسي وحولته إلى مسائل أخرى، وفاقمت صعوبة اتخاذ القرارات السياسية الكبيرة الضرورية من أجل التوصل إلى حل وسط.

وتشمل أهم النقاط العالقة مسألة وصول أسطول صيد الأسماك الأوروبي إلى المياه البريطانية، ومدى التزام المملكة المتحدة بالمعايير والقوانين الأوروبية، والحوكمة القانونية على الاتفاق ككل.

لكن أكثر المسائل الشائكة بالتحديد هي ما إذا كانت بريطانيا ستتبع  القوانين الأوروبية في ما يتعلق بالمساعدات الحكومية، وسط تقارير تفيد أن بوريس جونسون يريد للمملكة المتحدة أن تتمكن من تمويل قطاعاتها الصناعية الأساسية.

ونهاية أكتوبر هي موعد المهلة النهائية، لذا فإن آخر مشهد رئيس في إطار دراما بريكست في بروكسيل هو اجتماع المجلس الأوروبي المزمع انعقاده يومي 15 و16 أكتوبر بمشاركة قادة الاتحاد الـ27.

وقد يوفر الاجتماع فسحة للاتحاد الأوروبي كي يعيد تقييم مواقفه الخاصة، مع أن المصادر الأوروبية تقول إن التدخل في العملية قد لا يكون وارداً، بوجود مسائل أخرى تستدعي النقاش مثل التعافي من فيروس كورونا.

وقال كبير المفاوضين البريطانيين، ديفيد فروست، إن فريقه "سيُفاوض بشكل بناء" لكن "موقف الاتحاد الأوروبي قد يحد، واقعياً من التقدم الذي يمكننا إحرازه الأسبوع المقبل".

ومن جهته، صرح متحدث باسم رئاسة الوزراء بقوله "يبقى هدفنا التوصل إلى اتفاق وسوف نواصل العمل الحثيث لإنجازه. نعلم جيداً أنه ما زال أمامنا كثير من العمل. ونحن نحتاج أن يتحلى الاتحاد الأوروبي بمزيد من الواقعية، وأن يبرهن أنه يفهم أسس موقفنا باعتبارنا بلداً مستقلاً".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة