Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أحمد الجسمي: نجوم السوشيال ميديا أشهر من نجوم الدراما

يعتبر أن الشراكة بين الدراما العربية والخليجية تجمع أواصر الهوية الفنية والحاجة هي إلى نصوص

الفنان الإماراتي احمد الجسمي (صفحة الفنان)

في تجربة فنية جديدة، يطل الفنان الإماراتي أحمد الجسمي في مسلسل "المنصة"، وفي حوار مع "اندبندنت عربية"، يتحدث عن الأسباب التي دفعته إلى المشاركة فيه قائلاً إن "الفنان يبحث عن التطوير والتجديد، وما يرضي غروره على الأقل عند قراءة نص جديد في طرحه وفكرته، للخروج من التقليدية وتقديم الجديد. شعرت أن "المنصة" هو ما أبحث عنه، وفي منطقة مختلفة تماماً. التجربة جديدة وجميلة، خصوصاً بمشاركة فنانين من مختلف الجنسيات في العالم العربي والخليج، ومنذ البداية شعرت أنني مقبل على تجربة مهمة ورغبت في المشاركة.

"يا مالكاً قلبي"

ويؤكد الجسمي أن الشراكة بين الدراما العربية والخليجية ليست جديدة، بل موجودة سواء كانت في طرح الفكرة أو مع الفنانين والنجوم، ويوضح: "هناك أعمال خليجية كثيرة، جزء منها تم تصويره في مصر، وجزء آخر في الخليج أو في سوريا وسواها من الدول العربية. مثلاً "دفعة بيروت" تم تصويره في بيروت، وفي العام الماضي "دفعة القاهرة" في مصر، وغيرهما من الأعمال الكثيرة التي سبقتهما. والتصوير في بلد ما يعني الشراكة مع فناني تلك الدول، لكونهم جزءاً من الأحداث، عدا الأعمال الأخرى التي تصور في الخليج. فمثلاً أنتجت مسلسل "يا مالكاً قلبي" وهو عبارة عن حكاية إماراتية وأخرى خليجية وثالثة عربية، حصلت كلها في دبي، لكونها تجمع جنسيات من مختلف أنحاء العالم، وشارك فيه ممثلون من الجنسيات التي تدور حولهم الحكايات. الفائدة من هذه الشراكات هو تبادل الخبرات والعمل مع فنانين لهم تجاربهم وأساليبهم الخاصة في الأداء والتمثيل، ومن حيث الشكل هناك اختلاف بين أن تكون خصوصية العمل محلية، وبين أن تكون أكثر شمولية. نحن نحتاج فعلاً لأن نتعامل في ما بيننا كنجوم، سواء كنا خليجيين أو عرب، ولكن أين هي الحكاية أو الورق أو النص! النص هو الذي يفرض نفسه في كيفية تناولنا لشكل هذا المضمون".

وعما إذا كان الفنان الخليجي تهمه المشاركة في الدراما المشتركة لكي ينتشر خارج الخليج، يقول الجسمي: "الانطلاق نحو العالمية يبدأ من المحلية، من خلال طرح قضايا إنسانية تخص العالم بشكل عام، ولكوني فناناً إماراتياً فإن طموحي بعد الانتشار محلياً هو الوصول إلى الجمهور الخليجي، ومن بعدها إلى الجمهور العربي. مسلسل "أم هارون" عرض على شاشة "أم بي سي" وحظي بمشاهدة كل العالم العربي، وهذا الأمر جعلني أشعر بالنشوة كفنان خليجي، لكن الموضوع هو الذي يفرض نفسه قبل مشاركات النجوم العرب والخليجيين، مع التأكيد على أن الوقوف أمام نجم عربي يملك جماهيرية عربية، يسهم في انتشار العمل أكثر. أنا أصرّ وأردد دائماً أن القضية الإنسانية ترتبط بالنص المطروح وشكله والحبكة الدرامية والمعالجة القيّمة، وإذا توفرت هذه الشروط فسينتشر شئنا أم أبينا، لأننا بحاجة إلى نصوص درامية تلفزيونية جديدة. ومع ذلك يجب أن نقر ونعترف، وهذا قدرنا، بأن مصر هي هوليوود العرب، تماماً كما أن الكويت هي هوليوود الخليج، بمعنى أن نجوم سوريا الكبار انتشروا أكثر على مستوى العالم العربي عندما شاركوا في أعمال مصرية، والأمر نفسه ينطبق على الممثلين الخليجيين عندما يشاركون في أعمال كويتية، وهذا الأمر لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة العمر الفني لهاتين الدولتين".

إبن المسرح

من ناحية أخرى، يوضح الجسمي المعروف بنشاطه الفني وقدرته على تنويع الأدوار والشخصيات، بأن كل فنان له قدرة وطاقة وإمكانات، ويضيف: "الأهم من كل هذا إصرار الممثل على تطوير أدواته وإمكاناته. أنا ابن مسرح وأخرجت أعمالاً تلفزيونية، وهذا الأمر أضاف الكثير إلى ثقافتي الداخلية عند البحث عن نصوص وأدوار، ولا شك أيضاً في أن هناك اجتهاداً شخصياً. وبما أنني منتج فلهذا الأمر دوره أيضاً، ولكن أكثر ما يهمني هو أن يلمس الجمهور بأنني كممثل لي مكانة، وقادر على التنوّع والعطاء والتغيير، وهذا ما أثر عليّ في المسرح والتلفزيون، وظهرت أمام الجمهور في أدوار مغايرة. أيضاً يمكن التوقف عند مسألة الحاجة إلى الممثلين الذين هم في مثل سني، لأن الساحة الفنية تفتقد لبعض الأعمار، خاصة في الخليج".

متى يشعر الجسمي الذي يجمع بين التمثيل والتأليف والإخراج والإنتاج، بأنه مجبر على ممارسة الأعمال الأخرى إلى جانب مجاله الأساسي كممثل؟ يجيب: "في الأساس أنا ممثل وأعتز بأني فنان وممثل مسرح وتلفزيون وإذاعة، وقمت ببعض التجارب السينمائية البسيطة، كما أنني منتج أيضاً. وإلى جانب التمثيل فأنا أحقق نفسي في التأليف أيضاً. في المسرح، نحن تعلمنا "الدراماتورجيا" على أيدي كبار المبدعين العرب، وفي بعض الورش والتدريبات، ونفعتني في مراجعة نصوصي الدرامية، فقبل الإقدام على إنتاج أي عمل أقوم بقراءة النص مرتين أو ثلاث مرات، وأجري بعض التعديلات في حال تطلب العمل ذلك، في منطق الأحداث أو التوجه العام أو فرضية أين تتجه الأحداث، وأجد نفسي كمؤلف أكثر وأكتب أحياناً، مع أنني أعدّل في النصوص، ولديّ تجارب إخراجية في المسرح".

يتحدث الجسمي عن الحركة المسرحية  في الخليج، وعما إذا كان يوافق بأن الكويت هي الرائدة في المسرح والتلفزيون، قائلاً: "التجربة المسرحية في الإمارات جميلة وجيدة، ولا بد من أن أقول ليس كمسرحي خليجي وحسب، بل كمسرحي عربي، بأن المسرح بدأ يحتضر في بعض الدول العربية بسبب الظروف السياسية وما يسمى بالربيع العربي، فما كان من عاشق الثقافة والمسرح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إلا أن وقف وقفة كبيرة لدعم المسرح الإماراتي والخليجي والعربي، جعلت المسرحيين العرب يذكرون اسمه بالخير، لأن دعمه للمسرح لم يكن معنوياً وبالكلام فقط، بل مادياً أيضاً، فهو من أنشأ "الهيئة العربية للمسرح"، وتم تخصيص العاشر من يناير (كانون الثاني) من كل عام يوماً للمسرح العربي تُلقى خلاله كلمة المسرح العربي. هذا المسرح اليوم في دورته الـ 11 ويقام كل عام في عاصمة عربية، ويستضيف كل الفرق المسرحية والمشاركين على نفقة الشيخ سلطان، ويفوز خلاله العرض الأفضل بجائزة سلطان القاسمي، إضافة إلى جائزة مادية مهمة، كما يؤتى به إلى الشارقة لافتتاح مهرجان "أيام الشارقة المسرحية" الذي أصبح عمره 30 عاماً. وقبل أربعة أعوام أعطى التوجيهات لإقامة "مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي" وتحصل كل فرقة خليجية مشاركة على 100 ألف دولار بفضل هذا الرجل. المسرح متطور محلياً وخليجياً وعربيا بقدر الإمكان، ونحن أبناء الشارقة محظوظون ونواكب هذا الدعم والرعاية الكبيرين، و"مسرح الإمارات" يفوز في معظم المهرجانات، سواء كانت خليجية أم عربية، ويقدم أعمالاً تتناول قضايا عميقة تخصّ الإنسان. صحيح أن المسرح الكويتي فرض نفسه لأنه بدأ منذ نحو 70 عاماً، ومن حق الكويت أن يكون لديها نجوم كبار يحققون انتشاراً جماهيرياً، وأنا أتحدث هنا عن المسرح الكويتي في زمن عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وغيرهما. أما اليوم فهناك تجارب شبابية جميلة تحقق المسرح الجماهيري في الخليج بشكل عام". يقول الجسمي "المسرح مهم عندي لتقديم ما يرضي غروري ولتطوير الذات والفكر، ولكني لا أستغني عن التلفزيون لأنه يحقق النجومية والانتشار".

شعرة واحدة

أما عن موقفه من استعانة الدراما بالمشاهير من مختلف المجالات، كما حصل مثلاً في تجربة المطرب خالد عبد الرحمن فيقول، "نحن في زمن أصبح فيه نجوم السوشيال ميديا أكثر شهرة من نجوم الدراما، وبعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي ومحتواها، فإن بعض نجومها يستحقون المتابعة والتقدير، لأنهم يقدمون محتوى جميلاً وجيداً، ويملكون فكراً وطروحات، وكثير غيرهم يستغلونها لـ "البزنس". وأنا لا أبرئ نفسي لأنني استعنت ببعض المشاهير في بعض التجارب، كما كانت لي تجربة مع المطرب فايز المالكي في "يا مالكاً قلبي"، وأقول لا ضير من الاستعانة بمن يملكون جرأة في "السوشيال ميديا" لأنهم سيكونون كذلك أمام الكاميرا، بشرط أن تكون لديهم موهبة حقيقية في الدراما يمكن صقلها وتطويرها، ولكن يصبح الأمر مشكلة عند الاستعانة بمطرب يملك قاعدة شعبية عريضة، ولكنه لا يجيد التمثيل. هناك شعرة واحدة تفصل بين أذيّته وبين رفع مستواه، لأنه إذا فشل في الدراما فسيقول الناس ليتك بقيت مطرباً ولم تعتد على مجال التمثيل، فيخسر من رصيده في المجالين، بينما إذا هو أدى المطلوب منه فسيكون نصيبه التشجيع".

المزيد من فنون