Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون يشك في إمكانية التوصل إلى صفقة مع أوروبا

لندن متشائمة وتقول إن اتفاقا على مرحلة ما بعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي "لن يكون سهل التحقيق"

يسود الشعور بأن المحادثات الجارية ستؤول إلى الإخفاق مع استمرار التصلب في المواقف (رويترز)

أقر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأن المملكة المتحدة تتجه في الوقت الراهن نحو خروج بريطاني من الاتحاد الأوروبي من دون صفقة، لأن الاتفاق مع بروكسل أصبح الآن "صعباً للغاية" مع تشبث كل فريق بموقفه، ورفضهما القيام بتسويات.

في تقرير ملخص حول وضع المفاوضات، طغى عليه التشائم، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية إنه على الرغم من أن الاتفاق "لا يزال ممكناً" ، فإنه انتقد بقوة "رفض الاتحاد الأوروبي تقديم تنازلات".

وأكد بهذا الخصوص أن "الاتفاق مع الجانب الأوروبي لا يزال ممكناً ولا يزال يشكل هدفنا، لكن من الواضح أنه لن يكون سهل التحقيق". وأوضح كذلك أن بروكسل ترفض مناقشة المقترحات البريطانية بشأن الحصص المستقبلية لصيد الأسماك في مياه المملكة المتحدة، إلى أن تتلقى من لندن خطتها للمساعدات الحكومية التي تنوي تقديمها في إطار الدعم المحلي للشركات بعد الخروج من الكتلة الأوروبية، وهو أمر ترفض بريطانيا تحديده حتى الآن.

وحذر الناطق الرسمي البريطاني من أن هذا الموقف قد "صعب إلى حد كبير إمكانية إحراز أي تقدم"، خصوصاً أنه لم تتبق سوى أسابيع قليلة للتوصل إلى حل يجنب حصول انهيارٍ لعملية الخروج البريطاني (المنظم) من الاتحاد الأوروبي في مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل، ويتفادى حدوث ارتباكات كبيرة.

وفي الوقت الذي تقلل فيه مصادر الحكومة البريطانية من خطورة مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي دون تحقيق تقدم، إلا أنها تقر بوجوب التوصل إلى اتفاق خلال قمة "المجلس الأوروبي" المقرر عقدها في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وكان كل من ديفيد فروست كبير المفاوضين البريطانيين ونظيره الأوروبي ميشال بارنييه، قد أجريا محادثاتٍ غير رسمية في لندن، الثلاثاء الفائت، لكن بدا خلالها الأمل ضئيلاً بشأن إمكانية إعطاء دفعة جديدة للمفاوضات.

وأكد الجانب الأوروبي في هذا الإطار استبعاد بروكسل الدخول في محادثاتٍ مفصلة بشأن ملف صيد الأسماك، من دون الحصول على تنازلاتٍ بريطانية تتعلق بتقاسم الحصص بين الطرفين، بما يمكن قوارب دول الاتحاد الأوروبي من مواصلة الصيد في المياه الإقليمية البريطانية.

ولفت المتحدث باسم "داونينغ ستريت" إلى موقف الاتحاد الأوروبي المصر على اعتبار "مواصلة المساعدات الحكومية البريطانية" حجر عثرة رئيس في المفاوضات، مضيفاً أن الكشف عن مقترحات المملكة المتحدة سيتم بالضبط "في الوقت المناسب".

وأضاف الناطق الرسمي "يواصل الاتحاد الأوروبي إصراره على وجوب الاتفاق على النقاط الصعبة في المفاوضات، مثل الدعم المادي الذي تقدمه الدولة، قبل الدخول في مناقشة المسائل العالقة الأخرى بين الجانبين".

واعترف بأنه قبل أسابيع قليلة من انعقاد قمة "المجلس الأوروبي" فإن "الوقت أصبح ضيقاً بالنسبة للجانبين". واستبعد في المقابل تدخلاً دراماتيكياً لرئيس الوزراء البريطاني، قائلاً إن "ديفيد فروست وميشال بارنييه هما من يديران دفة المفاوضات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورداً على سؤالٍ عما إذا كانت هناك أي إمكانية لتمديد الفترة الانتقالية تجنباً للضرر الذي قد ينجم عن عدم التوصل إلى صفقة، أجاب "كلا".

وكان إد ديفي الزعيم الجديد لحزب "الديمقراطيين الأحرار" قد اتهم رئيس الوزراء البريطاني بالإصرار على "مواقفه المتعنتة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". وأشار السير إد ديفي إلى أن رئيس الوزراء بوريس جونسون غير موقفه منذ وقت ليس ببعيد بخصوص ضرورة التوصل إلى صفقة للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي مع حلول نهاية يوليو (تموز). والآن عليه أن يدرك حجم الفوضى التي أحدثها في عرقلة هذه المحادثات.

أما بول بلومفيلد وزير حكومة الظل "العمالية" المكلف بملف بريكست، فأشار هو الآخر إلى أن رئيس الوزراء وعد بوضع صفقةٍ "جاهزة" من شأنها أن تحمي حقوق العمال والبيئة، وتضمن مواصلة المملكة المتحدة القيام بتعاملات تجارية خالية من العوائق والرسوم الجمركية.

ورأى بلومفيلد أنه "من واجب بوريس جونسون أن يفي بوعده، وألا يخذل الشعب البريطاني مرةً أخرى بعدم كفاءته وتبجحه. فالشركات التجارية والوظائف وسبل العيش في البلاد باتت كلها على المحك".

وفي المقابل، صوبت نيكولا ستيرجن، الوزيرة الأولى لاسكتلندا على موضوع الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، بإعلانها عن إصدار تشريع يحدد مواعيد إجراء استفتاءٍ ثانٍ حول استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة وشروطه مع برنامجها الحكومي. ووصفت المسؤولة الاسكتلندية الأولى الموقف البريطاني في المفاوضات بمثابة "تخريب ذاتي لا نقوى على فهمه".

أما نعومي سميث الناشطة في مجموعة "الأفضل لبريطانيا" Best for Britain (تضم ناشطين من المجتمع المدني، وتنظم منذ عام 2017 حملةً لوقف الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي)، فقد رأت أن جونسون يدفع ثمن "الموعد النهائي المصطنع للخروج من الاتحاد الأوروبي الذي حددت بريطانيا أن يكون في الحادي والثلاثين من ديسمبر (كانون الثاني)".

وقالت سميث "لدينا فرصة للتوصل إلى صفقةٍ تجارية تاريخية شاملة كان قد وُعد بها الناخبون في بيان حزب المحافظين لعام 2019، والتي من شأنها أن تمهد الطريق لمستقبل تتصرف فيه بريطانيا والاتحاد الأوروبي كحليفين وليس كمنافسين. لكن على الرغم من ذلك الوعد، فإن الإشارات من جانب بلادنا باتت مصدر قلق عميق".

ويتشاطر كثير من المراقبين على جانبي القناة وجهات نظر متشائمة بشكل متزايد، بأن المحادثات الجارية بين لندن وبروكسل ستؤول إلى الفشل، مع استمرار التصلب في المواقف. وفي هذا الصدد أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الإثنين، أن "المفاوضات لا تحقق تقدماً نتيجة الموقف المتعنت وغير الواقعي بصراحة، من جانب مسؤولي المملكة المتحدة".

وأضاف الوزير الفرنسي "لقد تمسكنا دائماً بوحدتنا في ما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأثبتنا لأولئك الذين توقعوا انهياراً كاملاً لأوروبا أنهم على خطأ. ومن خلال بقائنا متحدين، يمكننا الحفاظ على موقفنا بشأن التوصل إلى اتفاق شامل".

الموقف الفرنسي يعكس اعتقاداً بأن رئيس الوزراء البريطاني بوريس سيذعن في نهاية الأمر، لتجنب تراكم المزيد من الفوضى في ظل حكومته، والمرتبطة بالمشكلات الحدودية والتجارية والأمنية، إضافةً إلى الأزمة الاقتصادية التي تسبب بها وباء فيروس "كوفيد".

ويمكن أن يشمل ذلك كذلك احتمال حدوث صداماتٍ بين صيادي الأسماك من دول الاتحاد الأوروبي والبحرية الملكية البريطانية، خصوصاً مع البدء في تكثيف الدوريات في المياه البريطانية.

© The Independent

المزيد من دوليات