Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترتيب أفلام كريستوفر نولن من "تينت" إلى "بداية باتمان"

تزامناً مع إصدار أحدث أعمال هذا الممثل التي تجبرنا على الإمعان في التفكير نورد في ما يلي عرضاً لأفلامه الـ 11 لتحديد أيها يتصدر القائمة

المخرج كريستوفر نولن لا يواجه مشكلات في استدراج التمويل لأفلامه (وارنر بروز، باتمن-نيوز. كوم)

يعد كريستوفر نولن أحد آخر المخرجين الذين يتمتعون برؤيا حقيقية، فقد بات هذا التعبير مستهلكاً في السنوات الأخيرة، إذ تبشر مقاطع الفيديو الترويجية بامتلاك أي عمل رخيص "رؤى" مزعومة، كتلك التي كانت لدى الأخوين روسّ. لكن نولن من نوع مختلف. ومع وجود وضع يواجه فيه مارتن سكورسيزي نفسه صعوبات من أجل الحصول على تمويل لأعماله الملحمية الباهظة، تعتبر أفلام مثل "حدث ذات مرة في هوليوود" لكوينتين تارانتينو" مشروعاً محفوفاً بالمخاطر بالنسبة لنظام شركات الإنتاج المتقلب، ولذلك فإن نولن هو حقاً آخر الرجال الصامدين.

وبفضل ثلاثية أفلام "باتمان" التي أخرجها، والنجاح المستمر لفيلم "استهلال" Inception الذي أكمل سنته العاشرة الشهر الماضي، وفيلم "دنكيرك" Dunkirk الحربي، بات اسم نولن يتيح له الحصول على الضوء الأخضر لإنجاز روائع ضخمة وأصلية ومدمرة بشكل مبهم، وما زالت موازناته مرتفعة جداً.

ولهذا أيضاً أصبح فيلمه الجديد، "تينت" Tenet الذي يبعث على الذهول بسبب تركيبته الزمنية المحيرة، عملاً سينمائياً بهذه الدرجة من الأهمية في عصر فيروس كورونا. ويكاد يكون موجوداً كاختبار حقيقي، إذ إنه فيلم من المحتمل أن يلعب دور المخلص ليس للسينما كفن وحسب، بل كوسيلة ربحية أيضاً. إذا كان الناس خائفين من ارتياد الصالات لمشاهدة "تينت"، فهل هناك أمل لدى أي عمل آخر بعد تأجيل إصداره مرتين؟ ها هو يخرج للنور أخيراً في بعض البلدان، لكن سيتعين على دول عدة أخرى الانتظار بعض الوقت، وبإمكانكم معرفة تقويمنا للفيلم ضمن المقالة أدناها.

واحتفاء بإصدار الشريط في المملكة المتحدة، قمنا بجولة على رصيد المخرج من الأعمال السابقة، ورتبنا أفلامه الـ 11 بشكل تنازلي، مع التنبيه إلى أن أسوأ إنجازات نولن تعد آسرة بشكل فريد، بطريقة أو أخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

11- تتبّع Following) 1998)

من المريب أن يكون "تتبع" الفيلم الذي تعرف من خلاله كثيرون على نولن، لكنه شكّل بداية لكل ما سيأتي لاحقاً. في أول عمل له، وهو فيلم بالأبيض والأسود من إنتاج مستقل يدور حول كاتب شاب يجد نفسه منساقاً إلى درك عالم الجريمة، نجد المثابرة والتفاني اللذين سيستمران في رسم معالم حرفة نولن، حتى إنه قام بدس شعار باتمان على مرأى من الجميع، و يبدو أنه كان سيتردد في صنع هذا الفيلم اليوم، فتلك الموازنة الضئيلة (6 آلاف جنيه استرليني) واستخدام المعدات الاحترافية بأقل قدر ممكن، يجعله بعيداً كل البعد عن تسلسل مشاهد دراجة باتمانBatpod) ) في فيلم "فارس الظلام" The Dark Knight)) أو مشهد الممر الدوار في فيلم "استهلال".

 

جاكوب ستولورثي

10. فارس الظلام ينهض The Dark Knight Rises (2012)

قيل إن نولن كان بحاجة إلى التسلح بعتاد قوي ليتمكن من إنهاء ثلاثية "فارس الظلام "الخاصة به، إذ إنه لم يكن واثقاً من قدرته على النجاح في مواصلة ما قدمه في الجزء الذي سبق مباشرة، وظهرت تلك الحيرة واضحة على الشاشة. كان العمل خاتمة لائقة، واحتوى على عدد من العناصر القوية، إذ يمكننا القول إنه أفضل أفلام باتمان من حيث الشكل، في حين شهد الامتياز في هذا العمل أول مشاركة للممثلين الرائعين آن هاثاوي في دور كاتوومان، وجوزيف غوردن ليفيت في دور روبن، لكن كان الفيلم أيضاً بمثابة مزيج مبالغ فيه من الأفكار والتغييرات الغريبة في الحبكة الدرامية. الحكاية المستوحاة من حركة "احتلوا وول ستريت" غير متماسكة أبداً، بينما يستحق نولن تكريماً من نوع ما لكونه المخرج الوحيد الذي استطاع إقناع الممثلة ماريون كوتيار بأداء شخصية سيئة.

آدم وايت

9. أرق Insomnia) 2002)

هذا فيلم كريستوفر نولن الذي لا يشبه أعماله من حيث الشكل أو الشعور أو الأثر، ففي "أرق" الذي يعد محاكاة للمعالجة السينمائية التي ندم المخرج ديفيد لينش على تقديمها لرواية "كثيب" Dune)) للمؤلف فرانك هربرت، نجد أن نولن يجسد مثالاً حياً لمخرج أفلام مستقلة مستجد، أذهلته الإنتاجات الكبيرة والموازنات الضخمة، حتى لو لم يكن ذلك العمل الذي كُلف بإخراجه ضمن مجال اهتمامه. وعلى عكس "كثيب" لم يكن "أرق" كارثة، لكنه فيلم لا يعلق في الذاكرة. إلا أن أداء آل باتشينو وروبن ويليامز في دوري محقق شرطة لوس أنجلس، ومشتبه فيه بجريمة قتل كان رائعاً، ويتمتع الفيلم نفسه بأجواء لافتة، لكنه ما عدا ذلك، لم يكن عملاً متقناً بما فيه الكفاية.

آدم وايت

 

8. دنكيرك Dunkirk 

لا يشبه "دنكيرك" أي فيلم حربي آخر، فبدلاً من الاكتفاء باستعراض إجلاء القوات المقاتلة في الحرب العالمية الثانية من المنطقة الفرنسية، يروي نولن القصة بشكل متزامن من ثلاثة منظورات، الأرض والجو والبحر، والتي تتطور جميعها عبر فترات زمنية مختلفة، ويمكنكم أن تشعروا بحضور المخرج مع ممثليه وهم يركضون بحثاً عن ساتر، ويقاتلون بعنف ويهربون من السفن الحربية الغارقة في مشاهد تنعدم فيها الحوارات أو تقتصر على النزر اليسير منها. إذا دققتم أيضاً النظر ما وراء الاستعراض المثير للإعجاب، فستكتشفون أهوالاً صغيرة، فالمشهد الذي يراقب فيه الجنود البريطانيون الشباب مغادرة جندي زميل لهم نحو البحر بصمت، هو ببساطة أكثر اللحظات التي قدمها نولان وتقشعر لها الأبدان.

جاكوب ستولورثي

7. تينت Tenet 2020

قبل إطلاق فيلم "تينت"، قال كريستوفر نولن بأسلوبه النموذجي، إن العمل لا يدور حول السفر عبر الزمن بل حول " الزمن معكوساً". فقد يظل معنى ذلك لغزاً بالنسبة لأولئك الذين يأملون في خوض تجربة مشاهدة فيلم صيفي سطحي رائج. ومع ذلك، فبالنسبة إلى جمهور نولان، هذه العبارة هي مقدمة لعمل من الواضح أنه أكثر أفلام المخرج تعقيداً حتى الآن، إذ يهتم نولن بالأفكار العظيمة، ويتمكن بطريقة ما في فيلم "تينت" من نسجها في قصة مثيرة تدوخ المشاهد، وتشده بشكل مدهش مدة 150 دقيقة. فكرة الفيلم على مستوى عال جداً لدرجة أنكم تعانون من رهاب المرتفعات، لكن إذا تمكنتم من مجاراته، فستُدهشون من هذا القدر من الذكاء الذي يتجلى أمامكم على الشاشة. جاكوب ستولويرذي

6. العظمة  The Prestige ) 2006)

"أنت لا تريد حقاً أن تعرف السر، أنت تريد أن تُخدع". هذا ما ورد في افتتاحية فيلم "العظمة"، وهي الدراما المشوقة التي يقدمها نولن حول سحرة متنافسين في أواخر القرن الـ 19، وتضع الممثلين هيو جاكمان وكريستيان بيل في صراع مميت للتفوق الفردي. قصة الفيلم تروى بأسلوب مراوغ، وتترابط من خلال تقلبات وانعطافات غير متوقعة، تجعل الفيلم نموذجاً سينمائياً قوياً بشكل مرضٍ، وآخر أفلامه التي تقل كلفتها عن 100 مليون دولار (إذ بلغت موازنته 40 مليون دولار فقط)، كما أنه يعد نقطة إيجابية في رصيد الممثل ديفيد بووي في دور نيكولا تيلسا الشخص المفرط في حساسيته. جاكوب ستولويرذي

5. بين النجوم Interstellar ) 2014)

تمكن نولن في ما "بين النجوم" من صنع عمل سينمائي عن الخيال العلمي يقدم تقلبات وموجات مد وجزر بحجم ناطحات السحاب، ويبدو كدراما عائلية لم تعط حقها من التقدير. الفيلم يتحدث عن طاقم فضاء يبحث عن كوكب جديد صالح للعيش، ويرتكز على الأداء الحماسي للممثل ماثيو ماكونهي، فإن لم يكن هذا أفضل أدواره فهو أحدها حتماً. يمثل "بين النجوم" صناعة الأفلام الرائجة الأكثر طموحاً، ولا يتردد نولن في الإفصاح عن فيلمي الفضاء اللذين تأثر بهما في سياق انجاز هذا العمل (2001: ملحمة الفضاء 2001: A Space Odyssey، والرجال الحقيقيون The Right Stuff).

جاكوب ستولورثي

 

4.  باتمان يبدأ Batman Begins) 2005)

ربما كان هذا أول فيلم يثبت بقاء قوة نولن، إذ كان اختيار "وورنر بروز" له لإعادة إطلاق شخصية باتمان في امتياز جديد خياراً ملهماً أعاد صياغة خطط أفلام الأبطال الخارقين لحقبة جديدة. إن استعداد الشركة المنتجة لعدم التدخل وترك هذه الموهبة المزدهرة تضع بصمتها على "غوثام سيتي" مهّد الطريق لإنتاج قصة أصلية مثيرة ومتطورة، ويمكن أن تنتقص قيمة "باتمان يبدأ" بقسوة ويعتبر مجرد توطئة للأفلام التي ستأتي لاحقاً، لكن في الواقع هو بالجودة نفسها. حسناً، إنه بالجودة نفسها تقريباً.

 

جاكوب ستولورثي

3. تذكار Memento) 2000)

لم تنطو مسيرة نولن الإخراجية على قفزات نوعية كبيرة، لكنها كانت تشحذ بلطف مجموعة الأفكار نفسها، ويعتبر "تذكار" أول فيلم جيد يصنعه بعد عمله الأول "تتبع" ذي الموازنة المنخفضة، ويقدم فيه عدداً من الاستعارات نفسها التي سيعود إليها في أعماله اللاحقة.

إنه أحجية سينمائية، يتلاعب بالسرد والبنية، بينما يحاول البطل فاقد الذاكرة الذي أدى دوره الممثل غاي بيرس تجميع قطع لغز مقتل زوجته. يتطلب الفيلم بذكاء انتباهكم، لكنه لا يغالي في غموضه أبداً، كما أن تركيبته مبتكرة لكنها غير مراوغة إطلاقاً.

آدم وايت

2. استهلال Inception ) 2010)

هذا الفيلم تحفة فنية، لكنه أيضاً العمل الذي يكشف بشكل صريح أكثر المناطق الإشكالية لدى نولن. تخطر النساء أمام أعيننا في "استهلال"، كما في العديد من أفلامه، بغية توضيح ملامح شخصية أخرى أو رثائها، وهناك أيضاً برودة ملحوظة تساعد في جعل أعماله أكثر إثارة للإعجاب بدلاً من كونها مريحة، كما يعكس الفيلم وضعه الشخصي، وذلك البريطاني ابن الطبقة العليا الذي لا يحبذ وجود الناس في أماكن عمله، ويفتقر إلى الحس الفكاهي بشكل خارق للطبيعة تقريباً. على كل حال، لا يزال فيلم "استهلال" مذهلاً، ويعتمد هنا الثقل الذي تحمله كلمة "لا يزال" على رأيكم الخاص بنولان.

يمكن القول إنه الفيلم الذي كان نولن يهيئ له دائماً، وهو يسرق عناصر من الكثير من أعماله السابقة ويعبث بها بالشكل المناسب. نجد في "استهلال" افتتان نولن بعناصر الزمن والأحلام والحزن والقوة السينمائية للمشهدية الخالصة، وحماسته التي تشبه حماسة الأطفال عند رؤية رجال بالغين يقذفون بأنفسهم في مكان تنعدم فيه الجاذبية. تندمج هذه المكونات كلها معاً، من كل واحد من المؤثرات الصوتية الشبيهة ببوق إلكتروني والتي ابتكرها المؤلف الموسيقي هانز زيمر من أجل العمل، وصولاً إلى الغموض المثير الذي يحبس الأنفاس في اللقطة الختامية.

آدم وايت

1. فارس الظلام The Dark Knight  ) 2008)

لم يكن للكثير من العوامل التي جعلت "فارس الظلام" ظاهرة بحد ذاتها، علاقة بـفارس الظلام نفسه، فقد كان هناك موت الممثل هيث ليدجر الذي لعب دور الجوكر قبل الانتهاء من عمليات مونتاج الفيلم، ثم كانت تلك الحمولات الثقافية التي تحيط بشخصية الجوكر، وتأجيج الانقسامات بين الأغنياء والفقراء في الانتخابات الرئاسية لعام 2008، وكيف بدا أن الفيلم يعكس كل ذلك مجدداً أمامنا. في السنوات اللاحقة، تحول الحوار الذي قدّمه ليدجر إلى رموز أو أمثال رائجة تنتقل من شخص الى آخر بسلاسة. وأصبح الجوكر نفسه أداة يستعملها الممثلون الذين استُهلكوا كـ "طريقة " من شأنها أن تلفت انتباه مانحي الأوسكار إليهم، وفي النهاية حدثت عمليات إطلاق نار جماعية ومضايقات عبر الإنترنت باسم الجوكر، وكذلك بات من السهل أن ننسى تماماً وجود فيلم حقيقي هنا.

لكن إذا خصصتم بعض الوقت لمشاهدة العمل مرة أخرى، فمن المحتمل أنكم ستصابون بصدمة جديدة. فيلم "فارس الظلام" الذي بُني على "بداية باتمان" يقبض على المشاهد بسبب تركيزه الطاغي، إذ وازن نولن بين العناصر التي استلهمها من أسلوب المخرج مايكل مان في فيلم "حرارة" Heat)) وشخصيات الأبطال الخارقين في قصص فرانك ميللر المصورة، إضافة إلى ذلك يبدو أن عدداً من مقلدي الفيلم الكثيرين يخلطون بين ظلامية الفيلم وغضبه المتثاقل.

تدور قصة "فارس الظلام" حول الفوضى، وكيف يمكن أن يسيطر الخوف على العامة، وماذا يحدث عندما يبدو أن كل الآمال ذهبت هباء منثوراً، وإلى أية درجة نحن قريبون من شفير الهاوية. تمكن العمل من التقاط مزاج ثقافي معين، وتقديم لمحة بشعة عن المستقبل، وقد لا يكون هذا الفيلم أعظم الحكايات التي قدمها المخرج هذا، إذ هناك انعطافات فضفاضة في حبكته، لكنه بلا شك أهم أفلامه إلى جانب كونه أحد أكثر الأفلام إثارة في الذاكرة الحديثة. لا يمكنكم حقاً تخيل السينما المعاصرة بدونه.آدم وايت

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سينما