Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية تنهي جدل "الطائرة الإسرائيلية" بإعلان فتح الأجواء لجميع الرحلات الإماراتية

فيصل بن فرحان: نقدر جميع الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم وفق مبادرة السلام العربية

رحلات طيران بين إسرائيل والإمارات بعد اتفاق تطبيع العلاقات (رويترز) 

بعد التصريحات المتداولة لكبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، حول آلية عبور أول رحلة طيران تجارية من إسرائيل متجهةً إلى أبو ظبي الاثنين الماضي، أعلنت السعودية، اليوم الأربعاء، الموافقة على طلب إماراتي تلقته الهيئة العامة للطيران المدني، للسماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إلى الإمارات العربية المتحدة والمغادرة منها إلى كافة الدول.

وجاء في بيان صادر عن وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، "صرح مصدر مسؤول في الهيئة العامة للطيران المدني، بأنه صدرت موافقة الهيئة على الطلب الوارد من الهيئة العامة للطيران المدني بدولة الإمارات العربية المتحدة، والمتضمن الرغبة في السماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والمغادرة منها إلى كافة الدول". 

 يأتي القرار السعودي بعد أكثر من أسبوعين على إعلان في البيت الأبيض اتفاقاً إماراتياً إسرائيلياً لتطبيع العلاقات، مقابل إيقاف ضم الضفة الغربية، وهو ما عدته سياسة أبو ظبي إنجازاً دبلوماسياً، واعتبرته الإدارة الأميركية خطوة نحو مزيد من السلام في المنطقة، في حين جاء موقف الحكومة الفلسطينية معارضاً.

وبينما اُنتقد الرئيس ترمب لدفعه هذا التحول لرفع حظوظه في الانتخابات، أكد مسؤولون أميركيون في وقت سابق أن هذه المتغيرات الأخيرة جاءت ثمرة مساع قديمة للصلح بين تل أبيب ودول المنطقة، في حين تكهن كوشنر الذي يقود جهود بلاده للتوصل لحل دائم ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات.

وبعد دقائق من قرار هيئة الطيران المدني السعودية، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، أن مواقف المملكة الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لن تتغير بالسماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمغادرة منها إلى كافة الدول.

وقال الأمير فيصل بن فرحان في تصريحات على حسابه الرسمي في تويتر، "مواقف المملكة الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لن تتغير بالسماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمغادرة منها إلى كافة الدول". مضيفاً أن بلاده تقدر جميع الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم وفق مبادرة السلام العربية.

"الرحلات الإسرائيلية إلى الإمارات متواصلة"

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء أن أول رحلة تجارية بين إسرائيل والإمارات لن تكون الأخيرة، في إشارة إلى أن الرحلات بين البلدين عبر الأجواء السعودية ستتواصل.

وقال نتنياهو في بيان نقلته وكالة الأنباء الفرنسية بعد إعلان السعودية عن سماحها لكافة الرحلات الجوية القادمة لدولة الإمارات والمغادرة منها بعبور أجوائها، "هناك الآن انفراج كبير آخر". مشيراً إلى أن "الطائرات الإسرائيلية وتلك القادمة من جميع دول العالم ستكون قادرة على الطيران مباشرة من إسرائيل إلى أبو ظبي ودبي والعودة" من دون الإعلان عن أي جدول زمني لذلك.

يأتي ذلك بعد أيام على وصول وفد إسرائيلي أميركي إلى أبو ظبي على متن أول رحلة تجارية بين إسرائيل والإمارات انطلقت من مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، وذلك على متن طائرة إسرائيلية غادرت الثلاثاء.

لقاءات أميركية خليجية

 في سياق متصل، التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أمس الثلاثاء، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، وناقشا بحسب وكالة الأنباء الرسمية "واس"، آفاق عملية السلام في المنطقة وضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق السلام العادل والدائم."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما جرى خلال لقاء ولي العهد مع كوشنر والوفد المرافق له، "بحث الشراكة بين البلدين الصديقين وأهمية تعزيزها في المجالات كافة خصوصاً ما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة وما يضمن تعزيز الأمن والسلم الدوليين".

وتأتي زيارة كوشنر إلى الرياض ضمن سلسلة زيارات شملت دولاً خليجية منها البحرين، حيث بحث العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي، مجالات التعاون الثنائي بين البحرين والولايات المتحدة.

وقال الملك حمد خلال استقباله المسؤول الأميركي إن الاستقرار والتضامن الخليجي يعتمد في جميع المواقف على السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، مؤكداً "إننا معها في السراء والضراء بما يحقق الاستقرار والازدهار في المنطقة".

ولم يغفل موقف المنامة عن الإشادة بالمواقف التاريخية الثابتة لدولة الإمارات في الدفاع عن قضايا ومصالح الأمة العربية والإسلامية، ومساعيها الحثيثة للوصول إلى حل عادل وشامل يضمن نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ويحقق السلام الدائم في المنطقة".

التزام المبادرة العربية

 ظلت الرياض على مستوى دبلوماسيتها وتصريحات مسؤوليها ملتزمة السلام على أساس المبادرة العربية التي أطلقها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز عام 2002، وفي أول ردة فعل تجاه المتغيرات المصاحبة للاتفاق الإسرائيلي الإماراتي، أعلنت السعودية في 19 أغسطس (آب)، موقفها من السلام مع تل أبيب، على لسان وزير خارجيتها، الذي قال من برلين إن "المملكة ملتزمة السلام على أساس خطة السلام العربية".

ولفت الأمير فيصل بن فرحان، الشهر الماضي، إلى أن بلاده عندما دعمت مبادرة السلام في 2002 كانت لديها رؤية بأن تكون هناك علاقات بين جميع الدول العربية وإسرائيل، ومن ضمنها السعودية"، مضيفاً بأنه "يرى أن الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب" عرقلت "فرص السلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتنص مبادرة السلام التي تدعو السعودية إليها على انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، والتوصل إلى حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وورد في المبادرة التي أُقرت بالإجماع في مؤتمر القمة العربية في بيروت، أن يؤدي تنفيذ هذه الاشتراطات إلى إنهاء الدول العربية نزاعها مع إسرائيل، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين تل أبيب مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.

أسابيع قليلة تفصل عن توقيع الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل

 كانت أبو ظبي وتل أبيب أعلنتا، الشهر الماضي، عن اتفاق بوساطة أميركية لتطبيع العلاقات، لتصبح الإمارات بذلك أول دولة خليجية، وثالث دولة عربية تقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد مصر عام 1979، والأردن عام 1994، في حين يعتبر الفلسطينيون الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي المفترض أن يُوقع عليه في البيت الابيض خلال أسابيع قليلة "خيانة" لقضيتهم.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط