Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفاة "دوتش" جلاد نظام الخمير الحمر في كمبوديا

كان يدير أسوأ مركز اعتقال في ذلك العهد ويقضي حكما بالسجن المؤبد

صورة لكاينغ غويك إياف الملقّب بـ"دوتش" في متحف الإبادة الجماعية في بنوم بنه (أ ف ب)

توفي، الأربعاء الثاني من سبتمبر (أيلول) عن 77 عاماً، الجلاد السابق لنظام الخمير الحمر في كمبوديا دوتش، الذي كان يدير أسوأ مركز اعتقال في عهد نظام الخمير الحمر ويمضي حكماً بالسجن المؤبد.

وقال متحدث باسم محكمة جرائم الحرب التي ترعاها الأمم المتحدة ومقرها في بنوم بنه، إن كاينغ غويك إياف الملقب بـ"دوتش" توفي "في مستشفى الصداقة الخميرية- السوفياتية".

وكان دوتش يعاني من عوارض "قصور تنفسي حاد"، كما ورد في رسالة طبيب أكد الوفاة، حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منها.

وقد نقل جثمانه إلى معبد تشاك أنغراي كروم في بنوم بنه لإحراقه.

نحو 15 ألف شخص قضوا تحت التعذيب

وكان دوتش يدير في العاصمة الكمبودية سجن تول سلينغ الشهير باسم سجن "إس-21"، حيث قضى نحو 15 ألف شخص تحت التعذيب في عهد نظام الخمير الحمر في كمبوديا (1975-1979) من دون مزيد من التفاصيل.

وهذا الحكم الديكتاتوري الماوي الذي أقيم في 17 أبريل (نيسان) 1975، سقط في السابع من يناير (كانون ثاني) أمام دبابات فيتنام الاشتراكية التي كان "الشقيق العدو". وبين 1975 و1979، لقي مليونا شخص تقريباً يشكلون ربع السكان، حتفهم بسبب الإنهاك والجوع والمرض والتعذيب والإعدام.

وقال نورنغ شان فال (51 عاماً) أحد الناجين من السجن لوكالة الصحافة الفرنسية، "توفي دوتش الآن وأرواح الضحايا وأقربائي حصلوا على العدالة الآن".

ودوتش كان أول متهم تدينه محكمة جرائم الحرب التي أنشئت في بنوم بنه برعاية الأمم المتحدة لمحاكمة مرتكبي الفظاعات خلال حكم النظام الماوي المتطرف.

وفي 2010 حكمت عليه محكمة الدرجة الأولى بالسجن لمدة 30 عاماً، قبل أن تشدد محكمة الاستئناف العقوبة بعد ذلك بعامين لتصبح السجن بمدى الحياة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد ما نجح مدرس الرياضيات السابق في الاختباء لسنوات عدة، فضح أمره المصور الإيرلندي في 1999، حين وجده يعمل في منظمة مسيحية غير حكومية.

حقول القتل

وأشرف دوتش على استجواب آلاف الرجال والنساء والأطفال وتعذيبهم في سجن "إس-21" قبل أن يرسلوا إلى "حقول القتل" القريبة حيث تم إعدام نحو 15 ألف شخص.

أمام القضاة وخلال محاكمته، شرح دوتش مضمون الوثائق التي عثر عليها في مكب للنفايات في السجن عند سقوط النظام، والعملية التي كان يتم خلالها نقل الذين تعرضوا للتعذيب إلى موقع إعدام على بعد بضعة كيلومترات من السجن.

وقال الأطباء النفسيون إن "الرجل كان يهتم بالتفاصيل في عمله ويعمل بضمير وحريصاً على أن يحظى باحترام رؤسائه".

وهو شخصياً اعترف خلال المحاكمة بأنه "مسؤول عاطفياً وقانونياً".

وفي تسعينيات القرن الماضي اعتنق المسيحية وطلب العفو من الناجين وأسر الضحايا القلائل، ووافق على أن يُحكم عليه "بأقصى عقوبة".

سكرتير في النظام الشيوعي

لكن المتهم تراجع عن استراتيجية الاعتراف والتعاون مع القضاء ليطالب بالإفراج عنه، ويصف نفسه بأنه مجرد سكرتير في النظام الشيوعي.

وتحدث الاتهام عن "حماسه ودقته في القيام بكل مهمة أوكلت إليه"، ولكن كذلك عن "اعتزازه" بإدارة مركز التعذيب و"استهتاره بمعاناة" الآخرين.

وتحدث عالم الإتنولوجيا الفرنسي فرانسوا بيزو الذي سجنه "دوتش" ثلاثة أشهر في الأدغال عام 1971، عن "رجل جدي في إخلاصه ومستعد للتضحية بحياته من أجل الثورة" و"ينجز المهمة الموكلة إليه".

وقال يوك تشانغ رئيس مركز التوثيق الكمبودي، وهو منظمة بحثية قدمت أدلة كثيرة في المحكمة، إنه "لم يشعر بالندم في النهاية".

وأضاف آمل أن تجلب وفاته "بعض الراحة للأحياء وأن يرقد الموتى في النهاية بسلام".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات