Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخرطوم مهددة بالغرق بسبب الفيضانات

سجل النيل أعلى منسوب له منذ 100 سنة وانهيار كلي لـ19723 منزلا

أعلن النيل ثورته، وسجّل أعلى منسوب له منذ مئة سنة، خصوصاً في العاصمة السودانية الخرطوم، إذ وصل منسوب المياه في محطة مياه شندي إلى 18.08 متر، أمّا في الخرطوم فاستقر عند 17.48.

في المقابل، أصدرت لجنة الفيضانات في الخرطوم بياناً قالت فيه إن صور الأقمار الصناعية بالهضبة الإثيوبية والسودان أوضحت هطول أمطار في أعلى النيل الأزرق.

وهددت الفيضانات الولاية الشمالية وولاية نهر النيل والخرطوم، وأدّى ارتفاع منسوب النيل إلى انهيار كلي لـ19723 منزلاً، و36412 منزلاً تعرّضت لانهيار جزئي.

من جهة ثانية، غرّد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، عبر حسابه على "تويتر"، قائلاً "مناسب النيل وروافده هذا العام، وحسب وزارة الري والموارد المائية غير مسبوقة منذ عام 1912، فيضان هذا العام أدى إلى خسائر مُفجعة وموجعة في الأرواح والممتلكات".

ونشر حمدوك إحصاءات عن الأضرار التي لحقت بولايات السودان منذ أشهر، إذ خسر فيها الأهالي 88 شخصاً من ذويهم.

توتي

هي الجزيرة التي كتب فيها الشاعر التجاني يوسف بشير "يا درة حفها النيل واحتواها البر"، وتقع عند مُلتقى النيل الأزرق والأبيض. وجعلها موقعها الجغرافي المميز محط أنظار.

وقبل وقوع الكارثة عمل شباب المنطقة على وضع التروس لإيقاف تدفق الماء، وكوّنوا دروعاً بشرية، وعملوا بشكل طوال اليوم لجعل الجزيرة الأكثر عرضة للفيضانات في مأمن، لأن أهالي المنطقة معروفون بخبرتهم الطويلة للتصدي للفيضان، وهي خبرة متوارثة من الأجداد والآباء.

"اندبندنت عربية"، قضت يوماً كاملاً في جزيرة توتي، إذ أجمع أهل المنطقة على أنهم في أمان، عكس ما يُشاع على مواقع التواصل الاجتماعي أن المنطقة أخليت من السكان، إذ يتعامل الشبان هناك بحكمة، ولهم مقدرة كبيرة على وضع حواجز بين البيوت والنيل.

المناطق الأكثر تضرراً

مناطق كثيرة في مدينة الخرطوم بحري وأم درمان تأثرت بالفيضانات بشكل كبير، الكدرو وود رملي، ومنطقة الكلاكلة بالخرطوم والشقلة بأم درمان، كلها مناطق في حالة استنفار منذ أيام، إذ دخلت مياه النيل إلى المنازل، ما خلّف خسائر مادية وجسدية.

فقد الحاج شريف في مدينة بحري منزله جراء الفيضانات التي غمرت أجزاء كبيرة من المدينة. ويقول لـ"اندبندنت عربية"، "لم نتوقع أن تصل المياه إلى المنطقة التي نسكن فيها في الكدرو، وهذه هي المرة الأولى التي نفقد فيها منزلنا بسبب الفيضانات، ورثت المنزل من والدي، وعشت فيه منذ طفولتي، جرفت المياه ذكريات عظيمة لا تُعوّض".

يتابع الحاج شريف "أخلينا المنطقة منذ أول يوم في الفيضان، وعمل الشباب بجد لحماية المنزل، لكن المياه تغلبت عليهم، وغمرت جزءاً كبيراً من المنطقة".

جدل واسع

أثار الارتفاع التاريخي لمنسوب مياه النيل، الذي تزامن مع إنشاء سد النهضة الإثيوبي، لغطاً بين الخبراء والمواطنين، وانتشرت الأخبار بين الناس أن الفيضان ربما له أسباب سياسية متعلقة بملء سد النهضة. المعلومة أكدها البعض بينما آخرون يرون أن السد لا علاقة له بما يجري، وأن الفيضانات طبيعية، وتحدث دائماً في السودان قبل السد.

في سياق متصل، يقول المحلل السياسي أحمد عبد الغني لـ"اندبندنت عربية"، "رُبطت الفيضانات التي ضربت مناطق عديدة في السودان بأبعاد سياسية، ومعظم الوسائط تنقل أن سد النهضة له علاقة بما يجري في السودان، ويرى البعض أن مصر أغلقت أبوابها لإغراق السودان، بينما يقول البعض إن إثيوبيا فتحت السد لإغراق السودان، لكن تقارير الخبراء ووزير الري والموارد المائية السوداني قال بنفسه إن الفيضانات ليس لها أبعاد سياسية كما تروّج الوسائط".

وتتوقع السلطات انخفاض مناسيب المياه في العاصمة، لكن الأثر الذي يتركه الفيضان من خسائر مادية وأمراض تأتي مع كل خريف، جعلت المواطنين يخافون الآثار التي تخلفها أكثر من لحظة وقوعه، إذ اشتكى عديد من تكاثر البعوض الذي من خلاله زادت نسبة مرض الملاريا خلال الفترة الماضية.

وترى نعمات حامد، في حديث إلى "اندبندنت عربية"، أن "مرض الملاريا يجب مكافحته عن طريق ردم المياه الراكدة واستعمال الناموسيات وعدم النوم في المناطق المكشوفة، وهو من الأمراض الفتاكة التي تُخلف آلاف الوفيات سنوياً، وتنتشر في فصل الخريف".

الجهات المختصة

في المقابل، يبذل المسؤولون جهوداً كبيرة للتغلب على الفيضان، إذ تعمل السلطات المختلفة على ردم البرك وإرسال شوالات فارغة لتعبئتها بالرمال، لتصبح تروساً تمنع وصول الماء إلى المنازل.

ومنذ ارتفاع منسوب النيل، نزل الجيش إلى الشارع، للمشاركة في تأمين المناطق المتضررة، والعمل إلى جانب المواطنين. 

المزيد من متابعات