Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سهى عرفات تتهم مقربين من الرئيس عباس بالتشهير بها

حركة فتح تطالبها بالابتعاد عن الخوض في تفاصيل السياسة عقب اعتذارها لدولة الإمارات

سهى أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (غيتي)

موجة من ردود الفعل بين مؤيد معارض، فجرها اعتذار سهى أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن "إساءة" السلطة الفلسطينية وفلسطينيين لدولة الإمارات، على خلفية إعلان اتفاقها مع إسرائيل.

بدأت القصة مع نشر سهى عرفات المعروفة بابتعادها على المشهد السياسي، وإحجامها عن إعطاء مواقف سياسية، منشوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبّرت فيه عن اعتذارها "باسم الشرفاء من الشعب الفلسطيني إلى الشعب الإماراتي وقيادته عن تدنيس وحرق علم الإمارات في القدس وفلسطين، وشتم رموز دولة الإمارات الحبيبة".

في المقابل، لاقى منشورها هجوماً من مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي، مع مطالبات لها بالابتعاد وعدم الدخول في متاهات لا تخدم الشعب الفلسطيني.

واتهمت سهى عرفات رئيسة ديوان الرئاسة انتصار أبو عمارة بقيادة حملة للتشهير بها، وطلبت من الرئيس عباس التدخل لوقف ذلك.

فتح أبواب جهنم

وهددت أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي "بفتح أبواب جهنم على بعض قيادات السلطة الفلسطينية"، مضيفة أن لديها "كل ما كتب ياسر عرفات عنهم"، متوعدة بأن "نشر أي قصاصة عنهم سترهقهم أمام شعبهم".

ووصفت عرفات الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية إزاء الاتفاق الإماراتي - الإسرائيلي "بالعصبي والمتسرع"، مشيرة إلى أنها لم تحبّ "التهجم المتفلت على الإمارات، واستخدام نعوت قديمة مثل خيانة القدس وطعن الشعب الفلسطيني، وإحراق علم الإمارات وصور ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد".

وقالت سهى إنها بسبب هذا "الموقف الوطني والقومي تتعرض لهجوم قاسٍ عبر الشبكات الاجتماعية، وتتلقى تهديدات".

في المقابل، أوضح مسؤول فلسطييني لـ "اندبندنت عربية" أن توقيت تصريحات سهى ومضمونها، يشيران إلى أن أطرافاً خارجية دفعتها للقيام بذلك، مستعينة بإرث الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وقال "نطالب السيدة سهى الطويل بالابتعاد عن الخوض في تفاصيل السياسة ومتغيراتها، وأن تنأى باسم الشهيد القائد وعائلته عن متاهات لا تخدم شعبنا".

احترام تاريخ أبو عمار

من جهة ثانية، دعا رئيس المكتب الإعلامي لمفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح منير الجاغوب سهى إلى احترام تاريخ أبو عمار"وكل ما يمثّله لشعبنا من إرث نضالي نستظل به في اللحظات الصعبة".

وفي سياق متصل، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد هواش إن سهى عرفات ليس لها أي منصب سياسي سوى أنها أرملة عرفات، مضيفاً أن "الراحل وإرثه السياسي والوطني ملك للشعب الفلسطيني، وليس من حق أحد احتكاره".

ويرى هواش أن توقيت تصريحات سهى "مرتبط بصفقة وإغراء مالي لتشهّر بالسلطة الفلسطينية من مواقع مهتمة بالتشويش على الرئيس محمود عباس، بسبب تمكسه بالثوابت الوطنية"، مضيفاً أن "سهى استخدمت زوجها الراحل وإرثه السياسي، وأن الإمارات دفعتها للقيام بذلك عبر القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان".

ويشير هواش إلى أن "هناك مسافة كبيرة بين موقف السلطة الرافض للاتفاق الإماراتي - الإسرائيلي، وبين احترام السلطة الفلسطينية لدولة الإمارات كدولة عربية شقيقة، وثمة مصالح مشتركة بين البلدين بالرغم من وجود اختلافات سياسية".

وأوضح أن "الإساءة للإمارات تصرف قام به بعض الفلسطينيين كرد فعل شعبي، ولا علاقة له بالموقف الرسمي الفلسطيني"، متابعاً أنه "ليس من حق سهى عرفات أن تحاسب الفلسطييين على تغريدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

في المقابل، نشر الخبير في الشؤون القانونية عصام عابدين عبر صفحته على "فيسبوك" أن "ما يثير الاهتمام في الاشتباك الدائر بين سهى عرفات وانتصار أبو عمارة أن القضاء ومنظومة العدالة وأجهزة الرقابة والمحاسبة وقوى الأمن والحكومة والمنظمة لا يستطيعون مجتمعين التدخل أو الاقتراب خطوة واحدة من حرب بسوس، إن أردنا لها أن تكون كذلك، وهذا نهج طبيعي في أنظمة تدار بطريقة المزرعة البائسة، التي لا تعرف معنى دولة القانون والقيم، ولا احترام كرامة وتضحيات شعوبها وتقرير المصير".

المزيد من العالم العربي