Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حراك 23 أغسطس" في ليبيا: مستمرون لكننا نخشى الممارسات العنيفة

المحتجون في حالة ترقب لنتائج الانقسام الحاصل بين قيادات حكومة الوفاق وكتائبها المسلحة

إحدى تظاهرات الحراك الشعبي في طرابلس (غيتي)

بعد مضي أسبوع على خروج التظاهرات الشعبية في العاصمة الليبية طرابلس ومدن أخرى عدة، بدأت تظهر نتائج هذا الحراك الذي أطلق عليه منسقوه اسم "حراك 23 أغسطس" (آب)، بخاصة في المشهدين السياسي والأمني في طرابلس، حيث أحدث أو كشف عن انقسامات واسعة وصراع كبير بين قيادات "حكومة الوفاق" وأذرعها العسكرية.
حدث ذلك على الرغم من قيام "حكومة الوفاق"، بشل نشاط الحراك في شوارع طرابلس خلال الأيام الماضية، عبر فرض حظر كامل للتجوال، والتعامل بيد من حديد مع المخالفين، مما أثار أسئلة حول مستقبل الاحتجاجات المطلبية، بخاصة بعد مقتل أول متظاهر واعتقال قياديين في الحراك.

هذه الأسئلة طرحتها "اندبندنت عربية" على منسق "حراك 23 أغسطس" عبد الوهاب همة بهدف الحصول على إجابات بشأن ما يدور في العاصمة الليبية.
 

مستمرون وإن طال النضال

وقال همة في حديثه حول مستقبل الحراك، بعد الحظر الذي فرضته حكومة الوفاق في طرابلس، وتسبب في شل حركة التظاهرات، وما إذا كان سيعاود نشاطه بعد انقضاء أيام الحظر الأربعة، التي تنتهي في تمام السادسة من مساء الأحد 30 أغسطس، إن "الحراك سيستمر إلى حين تحقيق مطالبنا، لأننا نؤمن بأن إرادة الشعوب هي المنتصرة، وإن طال النضال"، إلا أنه أضاف "سنؤجل هذه الأيام خروج التظاهرات، نظراً لما شهدناه من قمع بالأسلحة الثقيلة للتظاهرات، والخطف والإخفاء القسري للمتظاهرين".

وأشار همة إلى أن الحراك في حالة ترقب حالياً لنتائج الانقسام الحاصل بين قيادات الوفاق وكتائبها المسلحة، قبل معاودة النشاط، وقال "نتابع بقلق الصراع الذي يحدث الآن بين الكتائب المسلحة، المؤيدة لرئيس مجلس الرئاسي، والكتائب المضادة المؤيدة لوزير الداخلية الموقوف عن العمل فتحي باشاغا، التي جعلت المشهد محتقناً في شوارع العاصمة، فجميعها حالياً تشهد انتشاراً مكثفاً لمسلحين ملثمين مدججين بالأسلحة الثقيلة، ونحن لا نريد أن يُزج بنا في هذا الصراع على السلطة".


مقتل أول متظاهر سلمي

وحول تفاصيل سقوط أول قتيل في صفوف متظاهري الحراك في طرابلس، روى همة أنه "بعدما مُنعنا من التظاهر في ميدان الشهداء، الجمعة، من قبل الكتائب المسلحة، قررنا أن نتظاهر داخل الأحياء، كل في منطقته، ولكننا تفاجأنا بقمع التظاهرات، حتى داخل الأزقة والشوارع، واستخدام قوات الوفاق القوة ضدنا، لمنعنا من التجمع، مما أدى إلى إصابة شخصين ومقتل آخر في منطقة غوط الشعال".

وأشار إلى أن ردهم على تصعيد الإجراءات لقمع تظاهراتهم من قبل حكومة الوفاق "هو العصيان المدني داخل المناطق في الوقت الحالي، وإغلاقها بشكل كامل كما أعلنا مسبقاً"، مطالباً بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بالخروج عن صمتها، تجاه ما يجري في طرابلس. وقال "بعد هذا القمع، وسقوط أول الضحايا المدنيين، نطالب بإحالة أسماء قادة الكتائب المتورطين في قمعنا، إلى مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية والشرطة الدولية، ومعاقبتهم على جرائمهم ضد المدنيين، وهم معروفون لدى الجميع، بعد خروجهم علناً في فيديوهات لتهديدنا بالقتل".


رفض المسكنات

وفي تعليق على بعض الإجراءات الإصلاحية، التي أعلنتها "حكومة الوفاق" في الأيام الماضية، وهل هي كافية بالنسبة للمحتجين، وهل تستجيب لمطالبهم، رأى منسق "حراك 23 أغسطس" أنها "ليست كافية بالنسبة لنا، نحن نطالب برحيل كل الأجسام السياسية الحالية، إذ لا يمكن تأسيس دولة ذات سيادة وبمؤسسات فاعلة في ظل هذا الانقسام، ولا يمكن تنظيم انتخابات برلمانية والاستفتاء على الدستور، وتنظيم انتخابات للمجالس البلدية وانتخاب رئيس للدولة لتوحيد البلاد المشتتة، في ظل وجودها وانقسامها". وأضاف أنه "في ظل الأوضاع الحالية، لا يمكن أيضاً تنفيذ أي إصلاحات اقتصادية أو خطط تنموية لحل الأزمات الأساسية التي تمس حياة المواطن، لذا نحن نرفض إجراءات حكومة الوفاق، لأنها بنظرنا مجرد مسكنات لتهدئة الغضب الشعبي، ليس أكثر، ولا يمكن تنفيذها بأي حال".


انقسام "الرئاسي"

وحول الخلاف بين رئيس "حكومة الوفاق" فايز السراج ووزير الداخلية باشاغا، على خلفية التعامل مع التظاهرات، قال همة إن "الحراك لم يكن سوى القشة التي قسمت ظهر البعير، ما يحدث من تطورات بعد حراك 23 أغسطس، يدل على شرعية خروج المتظاهرين، بعد ما شهدناه من انقسام داخل المجلس الرئاسي، وبين جميع الوزراء، وكيف أن الكتائب المسلحة هي التي تسيطر على قرار رئيس المجلس الرئاسي (السراج)، بدليل ما حدث بعد الخلافات مع وزير الداخلية، بسبب احتجاجه على قمع المتظاهرين، إذ طالبت هذه الميليشيات السراج بإقالة باشاغا، وهو ما نُفذ خلال ساعات قليلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مرحلة انتقالية

كما رد منسق الحراك على تلويح السراج بحدوث فراغ سياسي إذا استقالت الحكومة، عارضاً بدائل، وقال "لن تحدث حالة فراغ، فنحن طالبنا بتولي المجلس الأعلى للقضاء إدارة الدولة وتشكيل حكومة مصغرة، تسير شؤون البلاد لمدة 6 أشهر، وتقوم بالترتيب والإشراف على انتخاب برلمان جديد، لتوحيد البلاد، ثم الإشراف على الاستفتاء على الدستور وانتخاب رئيس دولة، وبالتالي نحن اقترحنا البدائل، التي تعبر بنا المرحلة الانتقالية، للخروج من المأزق الحالي".

ولدى سؤاله عن "التظاهرة المليونية"، التي دعا إليها الحراك في طرابلس، الجمعة الماضي، ولم تتم بسبب فرض السلطات حظر التجوال، وهل ستُجدد الدعوة في موعد جديد، أكد همة أن "الحراك مستمر في كل الأيام، لكننا لم نحدد موعداً جديداً للتظاهرة المليونية، بسبب القبضة الأمنية القوية في طرابلس حالياً، والمفروضة من قبل الكتائب المسلحة، والقمع الذي تنفذه، وحتى تنجلي الصورة كاملة، بعد التطورات الأخيرة في العاصمة. ونحن هنا نجدد الدعوة إلى بعثة الأمم المتحدة في ليبيا والمجتمع الدولي، لدعم حقوقنا في التعبير السلمي عن مطالبنا".


تضامن شعبي

أما بشأن مستوى التجاوب مع الحراك في الشارع الطرابلسي، وهل ستتمدد التظاهرات لمدن أخرى، فأفاد المنسق بأن "الجميع شاهد منذ اليوم الأول للحراك، كيف خرج أغلب أهل طرابلس للتعبير عن مطالبهم وسخطهم من سوء الأحوال المعيشية، مثل عدم توفر السيولة والانقطاع المتكرر للكهرباء والماء، وارتفاع أسعار السلع، بسبب ارتفاع سعر الدولار، الذي لا يتوفر إلا في السوق الموازية، التي تدار من قبل عصابات الفساد". وأكد وجود "تجاوب وتفاعل مع الحراك وتضامن مع مطالبه في أغلب المدن، لأن كل الليبيين يريدون رحيل هذه الأجسام السياسية الفاشلة والمهترئة، لأنها سبب هذه السنين العجاف التي نمر بها والمعاناة التي نعيشها يومياً".

المزيد من العالم العربي