Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إرث سيد قطب تناقض دائم وباب مفتوح لعودة "الحلم العثماني"

مرت حياته بثلاث مراحل رئيسة انتقل فيها من الليبرالية إلى التدين ثم التطرف وتكفير الآخر حتى أنه تبرأ من أعماله السابقة على تحوله الإسلاموي

سيد قطب بدأ أديبا وانتهى به المآل مؤسسا للتطرف  (مواقع التواصل الاجتماعي)

في 29 أغسطس (أب) الجاري، يكون قد مر 54 عاماً على إعدام سيد قطب، الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين ومؤسس منهج الجهاد العنيف، تاركاً إرثاً ضخماً من الكتابات والأفكار المتنافرة، فثمة الكثير من الأمور الجدلية التي تتعلق بقصة حياة ذلك المفكر الإسلامي الذي بدأ شاعراً وناقداً أدبياً ذا نزعة قومية، ثم سرعان ما تحول إلى النقيض مع انضمامه إلى جماعة الإخوان عام 1953، كما أن هناك جانباً آخر يتعلق بعلاقته بالقوى الغربية التي تضمنت التعاون وتلقي الأموال من بريطانيا وأميركا وفي الوقت نفسه تكفير الغرب.

أُعدم قطب قبل أكثر من خمسة عقود على خلفية اتهامه بالتخطيط لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر ومحاولة قلب نظام الحكم، لكن تظل أفكاره المتشددة التي ألهمت أجيالاً من الإرهابيين، وفق باحثين عرب وغربيين، بما في ذلك زعيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي كثيراً ما يقتبس في كتاباته من قطب، هي الأبرز من بين ما تركه ذلك المنظر الذي يُشار إليه كأحد المثقفين القلائل الذين أنتجتهم جماعة الإخوان المسلمين في مصر على مدار 85 عاماً من تاريخها. ليس ذلك فحسب، فهناك من الحكومات من يدافع عنه ويستقي من علامته التجارية المميزة للإسلاموية، التي تدعو إلى الإطاحة بحكومات غير إسلامية واستبدالها بديمقراطيات إسلامية متشددة.

العثمانية الجديدة

ففي فبراير (شباط) الماضي، أصدر ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كتاباً بعنوان "سيد قطب بين غلوّ محبيه وظلم ناقديه"، يدافع فيه عن المُنظر التكفيري ويعتبر ما خلفه من كتب وأفكار ميراثاً عالمياً وقال إنه "من الممكن النظر إلى خواطره على أنها إلهامات من الله سبحانه وتعالى." وهو ما يأتي كجزء من مساعي "العثمانيين الجدد" إلى إحياء منهج قطب وإرثه.

يعتقد مراقبون وباحثون في حركات الإسلام السياسي أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسير على منهج قطب؛ فبحسب سونر كاغابتاي، مدير برنامج البحوث التركية لدى معهد واشنطن، يعود الأمر إلى سبعينيات القرن الماضي، إذ إن توجهات أردوغان تتوافق بشكل وثيق مع أيديولوجية الإسلام السياسي كما رسخ لها منظرون مثل سيد قطب في مصر وعلي شريعتي في إيران ممن رأوا أن "العالم الإسلامي" قد اتخذ منعطفاً كارثياً عندما اعتنق الأيديولوجيات العلمانية، سواء القومية أو الماركسية، كحلٍ لمشاكل المجتمع.

ويضيف إن الإسلامويين كانوا يعتقدون أن العودة إلى الإسلام، أو بالأحرى نسخة الإسلام التي طرحها قادة هذه الحركة الجديدة آنذاك (حركة قطب)، هي الطريقة الوحيدة لانتشال الجماهير من بؤسها. وبالنسبة إلى تركيا، كان لا بد من اشتقاق خلاص البلاد من مخزون التقاليد والأفكار التي جعلت الأتراك عظماء في القرون الماضية. بالنسبة إلى المحافظين، يعني هذا فهم ضرورة التوجيه الإسلامي للسياسة، وهذه الحركة السياسية المحلية سوف تجسد جوهر الأمة التركية ضد خصومها؛ فمن وجهة نظرهم فقط مثل هذه الحركة يمكن أن تنجح في جعل تركيا عظيمة مرة أخرى.

ويقول الباحث التركي إن هذا النوع من الإسلام السياسي الذي نضج في السبعينيات في تركيا وأطلق عليه اسم حركة "النظرة الوطنية"، لم يملَّ قط من تصنيف العالم من حيث العداوات الدينية. وهذه الموضوعات القديمة نفسها شقت طريقها إلى خطاب أردوغان، وبرز ذلك عام 2012 عندما ادّعى أن المجتمع اليهودي يتآمر لإبقاء تركيا غير مستقرة اقتصادياً لمصلحتهم الخاصة. ولا يرى الرئيس التركي وكوادر حزب العدالة والتنمية الحاكم سوى أولئك الذين يعتنقون الإسلام السياسي على أنهم يمثلون إرادة الشعب، فضلاً عن كونهم الورثة الحقيقيين لتركيا، حتى أنهم يعتبرون جماعات المعارضة "وكلاء" لجهات فاعلة خارجية تتآمر لتقويض أجندة أردوغان لاسترداد مجد تركيا.

وفي حديثه إلى "اندبندنت عربية" قال سعيد شعيب، الباحث في الشأن السياسي ومؤسس المعهد الكندي للدراسات الإسلامية، إن أردوغان مثل قطب، يؤمن أنه كفرد إذا لم ينفذ دولة الخلافة على الأرض سيدخل النار ومن ثم لدخوله الجنة عليه أن يعيد إمبراطورية العثمانيين التي قامت على الإسلام الاستعماري. ويضيف "كلاهما يؤمنا بأن الإسلام استعمار. لذا ذهب أردوغان إلى ليبيا ويسعى للسيطرة على البحر المتوسط وأسس قواعد عسكرية في الصومال والسودان واحتل الشمال السوري". ويستدرك أن ضمير المسلمين أصبح رافضاً لهذا التوجه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قطب والنظرة الوطنية

وبحسب دراسة دكتوراه نشرتها جامعة فلوريدا للباحث مصطفى شاهين، فإن أفكار سيد قطب شكلت الأسس الفكرية التي استندت إليها حركة "النظرة الوطنية" في تصميمها لثورة إسلامية. وهذه الحركة اسسها السياسي التركي نجم الدين أربكان مؤسس حزب الرفاه الإسلامي الذي كان ينتمي إليه أردوغان في بداية عمله السياسي. وأدى الغزو السوفياتي لأفغانستان ونجاح الثورة الإيرانية في النهاية إلى تعميم القضايا الإسلامية ونهج الشريعة. ومن خلال الاستفادة من معاناة المسلمين في الخارج، تمكنت حركة النظرة الوطنية من توجيه أصوات المنشقين والساخطين إلى الساحة السياسية التي كانوا فيها الممثلين الأساسيين للهوية الإسلامية التركية.

ويضيف أن قيادة حركة النظرة الوطنية سعت إلى تنفيذ أساليب تذكرنا بأفكار قطب أو تلك الخاصة بالثورة الإيرانية التي تنطوي على احتجاجات الشوارع، على الرغم من أن الجناح الديني للتنظيم نأى بنفسه عنها. وفي حين فقدت الرسالة المناهضة للحداثة لقطب جاذبيتها مع التقاليد الشعبية النقشبندية والصوفية (حركتين دينيتين في تركيا). أصبحت حركة النظرة الوطنية الممثل الوحيد لنهج الشريعة في الساحة السياسية. كانت مهتمة بتطبيق الشريعة الإسلامية من خلال جهاز الدولة وحاولت إضفاء الطابع المؤسسي على الإسلام من هيكلية التشريع والإنفاذ للدولة. داخل هذه الحركة، كانت السيطرة على الدولة من خلال العملية السياسية هي الهدف الأساسي. ويؤكد هذا النهج الإسلامي أن الدولة أداة أساسية لأسلمة المجتمع، وهو ما يتفق مع ما جاء في كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" الذي يعتبر أن نظام الحكم الوحيد المشروع والصحيح هو الذي تصدر فيه الحاكمية عن الله.

 لم يكتف سيد قطب بنزع صفة الإسلام عن جميع المجتمعات الإسلامية بسبب رفضها حاكمية الله فحسب كما يدعي، بل امتدت أسباب تكفيره إلى تلك المجتمعات لتشمل عقائد الناس وتصوراتهم باعتبارها عقائد جاهلية تتنافى مع الإسلام الصحيح. كما أن نظام الحكم الوحيد المشروع والصحيح في نظر قطب هو الذي تصدر فيه الحاكمية عن الله، بحسب بابكر فيصل، الباحث السوداني في شؤون الجماعات الإسلامية.

ويوضح شعيب في هذا الصدد أن قطب وأبو الأعلى المودودي، مؤسس حركة الإسلام السياسي في الهند وباكستان خلال النصف الأول من القرن العشرين، وأبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، استقوا أفكارهم من مرويات إسلامية. ويوضح أن هناك جانبين في المرويات الإسلامية؛ جانب عنيف يحث على العنف والكراهية وجانب متسامح ومسالم يتضمن القيم الكلية للإسلام مثل الحرية والعدل والمساواة. ويشير إلى أن ذلك الجانب العنيف يستعيده كل الإرهابيين؛ المسلح وغير المسلح، لافتاً إلى أن تعبير الإسلام السياسي مخادع إذ يحمل في طياته الإرهابي المسلح والإرهابي غير المسلح.

 

 

تقلبات قطب

بالعودة إلى فصول الجدل في حياة سيد قطب، نجد له إرثاً مختلطاً من الليبرالية والتطرف الديني الشديد؛ إذ مرت حياة قطب بثلاث مراحل رئيسة انتقل فيها من الليبرالية إلى التدين ثم التطرف وتكفير الآخر حتى أنه تبرأ من أعماله السابقة على تحوله الإسلاموي.

واحدة من الأمور التي تسلط الضوء على ليبراليته الأولى هو ما يتعلق بنظرته إلى المرأة، فلقد نشر قطب مقالاً في صحيفة الأهرام، في يوليو (تموز) 1938 يدافع فيه عن حرية المصطافين في ارتداء ملابس السباحة ويقول "إن (المايوه) لا يجذب ولا يثير، وإن أثار شيئاً فهو الإعجاب الفني البعيد بقدر ما يستطاع عن النظرة المخوفة المرهوبة". لكن في إطار تحوله الفكري عاد بعد سنوات من كتابة هذا المقال ليقول إن "المرأة دورها يتلخص في الزواج ورعاية الأسرة والأبناء بسبب التكوين العاطفي والذاتي للمرأة الذي يمنعها من تولي منصب مسؤول. ولضمان سلام البيت واستقراره، يُطلب من المرأة تجنب الزينة والاختلاط بالرجال لتلافي الفتن والإغواء والفتنة"، بحسب ما جاء في دراسة عن المرأة في خطاب سيد قطب نشرتها مجلة الدراسات العربية في عدد صيف عام 2000.

ويشير نادر رزق، الباحث في الشأن الإسلامي في مقال في مجلة "حفريات" التابعة لمركز دال للأبحاث، إلى أن سيد قطب مرّ بمراحل عدة في حياته، بدأها شاعراً رومانسياً وناقداً لامعاً (أقرب إلى الليبرالية) تغلب عليه الروح الوطنية والنزعة القومية الواضحة، ثم اتجه بحكم تأثره بأستاذه العقاد إلى الكتابة في الإسلاميات، ثم ليحسم أمره إلى الإسلام الحركي (السياسي) بعد انضمامه إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1953.

ويضيف لا يمكن فهم سيد قطب، بخاصة في السنوات الأخيرة من حياته، من دون التعريج على التقلبات الفكرية التي عاشها الرجل، وانعكست على كتاب "في ظلال القرآن" نفسه، الذي مرّ بعملية تنقيح مقصودة لآرائه السابقة، بل والتبرؤ منها كما صرّح، حتى وصل بالكتاب "تقريباً" إلى الصورة التي يريدها، بعدم مجاراة الجاهلية في شيء من تصوراتها، ولا في شيء من أوضاعها، كما يقول في آخر كتبه (معالم في الطريق) الذي يعد خلاصة "ظلاله": "لا بد أن نَثبُت أولاً، ولا بد أن نستعلي ثانياً، ولا بد أن نُري الجاهلية حقيقة الدرك الذي هي فيه بالقياس إلى الآفاق العليا المشرقة للحياة الإسلامية التي نريدها".

وتشير أليسون بارجتر في كتابها "الإخوان المسلمون: من المعارضة إلى السلطة"، إلى أنه لم ينبع من "الجماعة" سوى "مفكر حقيقي" واحد وهو المُنظِّر الراديكالي سيد قطب، بينما لم يترك المرشدون الأعلى بما فيهم حسن البنا إلا قدراً ضئيلاً من الأعمال الأدبية. وهنا يوضح شعيب أن المهارات الفردية التي كانت يتمتع بها سيد قطب سمحت له بالتحول إلى زعيم روحي تستقي منه حركات الإسلام السياسي منهجها، إذ منحته البعد الفلسفي لمشروع الاستعمار القائم على الدين ومنحه الشرعية الدينية، فضلاً عما لديه من ميول زعامة.

قطب الذي ولد في أسيوط وحصل على بكالوريوس التربية حيث عمل مدرساً بين 1933 و1939، سافر إلى الولايات المتحدة ضمن بعثة دراسية عام 1948، حيث حصل على ماجستير في علوم التدريس من جامعة نورث كولورادو، لكنه عاد محملاً بأفكار وآراء مختلفة تجاه الغرب. ويعتقد بعض الباحثين، بحسب ما جاء في مجلة الدراسات العربية، أن خلال الفترة التي قضاها قطب في الولايات المتحدة بين عامي 1948 و1951 صُدم بتحيز الأميركان ضد العرب ودعمهم غير المحدود لدولة إسرائيل الوليدة ومادية الغرب والانفتاح الجنسي، ما شكل المرحلة التالية من حياته الفكرية والتي أعرب فيها عن رفضه الليبرالية العلمانية والتي رأى فيها فشل الماركسية والرأسمالية في توفير الرفاهية والكرامة الإنسانية.

هذا الإدراك لدى قطب وانطباعه تجاه الثقافة الغربية دفعه إلى البحث عن بديل أصيل في الداخل، حيث وجد ضالته في التقاليد الإسلامية وذهب للاعتقاد بتفوق الأيديولوجية الإسلامية كسبيل وحيد حقيقي للتجديد الأخلاقي والسياسي. وعقب عودته إلى مصر انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت نفسها على صلة قوية بالإنجليز والأميركان، فقد أشار مؤسس التنظيم حسن البنا في مذكراته "الدعوة والداعية" إلى أنه تلقى دعماً من هيئة قناة السويس المملوكة للحكومتين الفرنسية والبريطانية بلغ خمسمئة جنيه مصري كمساهمة في بناء مسجد الإخوان بمدينة الإسماعيلية.

 

 

التقرب مع الإنجليز والأميركان

ويشير حسام سويلم في مقال للمركز العربي للبحوث والدراسات، إلى أنه في كتابه "حقيقة الخلاف بين الإخوان المسلمين وعبدالناصر" الصادر عام 1987 ص 29-31، أدلى محمد حامد أبو النصر المرشد السابق للإخوان المسلمين باعترافات خطيرة حول اتصالات حسن البنا والإخوان المسلمين بالاستخبارات البريطانية إذ قال: "إنه كان يلتقى تعليمات ومتابعة من حسن البنا في بلدته منفلوط بضابط الاستخبارات البريطاني باتريك، والميجر لاندل"، وإن حسن البنا أرسل بنفسه رسالة باللغة الإنجليزية سلمها أبو النصر إلى الميجر (لاندل) في منفلوط، وإن الوزير البريطاني المسؤول عن الشرق الأوسط ومعه سفير بريطانيا في مصر ووفد من السفارة زاروا المركز العام للإخوان المسلمين بالقاهرة، وقابلوا الإمام حسن البنا، وعرضوا معونة مالية كبيرة وسيارات وتبرعات أخرى للجماعة"، ورحب البنا بأي دعم من الإنجليز.

وبحسب مقال بحثي نشره موقع المرجع التابع لمركز دراسات الشرق الأوسط، مركز أبحاث مقره باريس، للباحث حامد المسلمي في أغسطس 2018، فإنه في أثناء الحرب العالمية الثانية بدأت بريطانيا تموّل جماعة الإخوان وبعض الروابط والجماعات الإسلامية الأخرى لمساندتها. ووفق الوثائق الرسمية التي رفعت بريطانيا عنها السرية، فإنه حدث أول اتصال بين بريطانيا وجماعة الإخوان عام 1941، وفي 18 مايو (أيار) 1942 عقد اجتماع في السفارة البريطانية مع أمين عثمان باشا رئيس وزراء مصر ونوقشت العلاقة مع الإخوان وفيه اتفقا على أن تتولى الحكومة المصرية سراً دعم الإخوان مع الدعم البريطاني، كما أن الحكومة المصرية ستدخل عملاء موثوقاً بهم في صفوف الإخوان لتراقب الأنشطة عن كثب، كما ستتعاون الحكومة البريطانية بالمعلومات مع الحكومة المصرية في هذا الشأن.

وبحسب سويلم ففي عام 1953 (وهو العام نفسه الذي انضم فيه قطب إلى جماعة الإخوان رسمياً) وبعد ثورة الجيش في يوليو 1952 حاول المرشد الثاني للجماعة حسن الهضيبي التقرب من الأميركان، طبقاً لما تشير إليه وثائق لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس – اللجنة الفرعية الخامسة، موعزاً لهم "بقدرة الجماعة على الإطاحة بعبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر من السلطة، الا أن هذا الأمر يتطلب دعماً كبيراً"، وكان الأميركيون قد اعتقدوا آنذاك أن الإخوان يبالغون في قوتهم، وليسوا موضع ثقة.

ويقول المسلمي إنه في فبراير (شباط) وأبريل (نيسان) 1953 بدأت اللقاءات الرسمية بين حسن وتريفور إيفانز في السفارة البريطانية، في الوقت الذي كانت الحكومة المصرية تتفاوض مع بريطانيا لجلاء قواتها تماماً ونهائياً عن مصر، وقد اتهمت الحكومة المصرية جماعة الإخوان بأنها تعرقل مفاوضات الجلاء وتعطلها، وقد ألقي القبض على الإخوان متلبسين بجريمتهم، ومع اقتراب المواجهة بين عبد الناصر وبريطانيا، أشعلت جماعة الإخوان الحرب ضد عبد الناصر، وصلت إلى محاولة اغتياله في حادث المنشية 1954. 

وكشفت وثائق سرية صادرة عن الخارجية البريطانية، نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، أن بريطانيا استغلت شعبية جماعة الإخوان المسلمين وتأثيرها لشن حروب نفسية ودعائية سرية على أعدائها.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات