Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هؤلاء هم "صقور" جماعة الإخوان في قفص العدالة المصرية

القبض على محمود عزت يكمل نِصاب مكتب الإرشاد خلف الأسوار

قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر داخل قفص زجاجي أثناء محاكمتهم في 2018   (أ ف ب)

قضى القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان محمود عزت ليلته الأولى خلف الأسوار بعد أن تمكنت وزارة الداخلية المصرية من القبض عليه فجر أمس الجمعة، بعد سنوات من الملاحقة الأمنية تمكن خلالها عزت، الذي يعيش سنوات عقده الثامن من الاختفاء عن عيون الأجهزة الأمنية، لينتهي الحال بأحد أخطر صقور جماعة الإخوان في قبضة السلطات الأمنية المصرية التي عُرف عنها إطلاق لقب "الناب الأزرق" على عزت بالإضافة إلى الألقاب الإعلامية التي أطلقت عليه نظراً لخطورته مثل "الرجل السام" و"ثعلب الإخوان"، الذي أصبح أخيراً "الصيد الثمين" للأمن المصري بانضمامه إلى قائمة طويلة من كبار القيادات الإخوانية الموجودة حالياً بالسجون المصرية.

وتكشف الصورة الجماعية الشهيرة لآخر تشكيل كامل لأعضاء مكتب الإرشاد الإخواني بعد مبايعة محمد بديع مرشداً قبل عشر سنوات عن وجود أغلب من تبقى من التنظيم على قيد الحياة في السجون المصرية، لكن يرى المراقبون أن عزت يمثل أخطر عناصر التنظيم تأثيراً، حيث لم يعد داخل مصر أو خارجها أي شخصية قيادية من وزن القيادي الإخواني محمود عزت الذي أمضى نحو 6 عقود في أعماق التنظيم السري للجماعة، ما جعل المتخصصون في شؤون الإخوان يعتبرونه بمثابة "الصندوق الأسود" للجماعة.

ويستعرض هذا التقرير فيما يلي أشهر القيادات الإخوانية التي تم إلقاء القبض عليهم منذ إطاحة الجماعة في صيف 2013 وحتى كشف لغز اختفاء القائم بأعمال المرشد الإخواني بإعلان القبض عليه أخيراً.

 

 

خيرت الشاطر... مهندس الإخوان

لقب بمهندس التنظيم، ليس فقط لدراسته للهندسة، ولكن لدوره الإداري والمالي وتأثيره التنظيمي في قيادة الذراع الاقتصادية للجماعة، حيث اعتبر مراقبون الشاطر بمثابة وزير مالية الإخوان بالتعاون مع رجل الأعمال البارز حسن مالك الذي يمثل الواجهة الاقتصادية للجماعة.

والشاطر هو النائب الثاني لمرشد جماعة الإخوان، وتم إلقاء القبض عليه، وصدرت ضده أحكام قضائية عديدة متعلقة بالتحريض على العنف والقتل، بينما كان يعتبره كثيرون الحاكم الفعلي لمصر خلال العام الذي تولى فيه القيادي الراحل محمد مرسي رئاسة البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال منير أديب، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن الشاطر وعزت اللذين يمثلان أخطر رجلين في تنظيم الإخوان موجودان حالياً بالسجن، وهو ما يعتبر كارثة تنظيمية كبرى بالنسبة للإخوان بفقدان ما تبقى من الجماعة للعمودين الإداري والمالي المرتبطين بالتنظيم السري للجماعة، وليس فقط هيكلها القيادي المعلن الذي تولى فيه الرجلان منصبي نائب المرشد والقائم بأعماله، في ظل دور شكلي صبغ "مرشدية" محمد بديع منذ خروج الشاطر من السجن بعد عام 2011.

محمد خيرت سعد عبد اللطيف الشاطر، ولد في 4 مايو (آيار) 1950، وهو مهندس مدني ورجل أعمال، ترشّح كمستقل للانتخابات الرئاسة المصرية عام 2012 وتم استبعاده من الانتخابات، حيث دفعت الجماعة بمحمد مرسي بديلاً عنه، ما جعل نقاد الجماعة يطلقون عليه في ذلك الحين لقب "المرشح الاستبن (الاحتياطي)". ويرى أديب أن الشاطر يمثل أحد أبرز "الصقور القطبيين" في جماعة الإخوان، ما يجعل تأثير أشد خطورة مقارنة ببقية القيادات التنظيمية الهاربة في الخارج.

 

محمد بديع

المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان المسلمين تم انتخابه عقب استقالة مهدي عاكف من منصب مرشد الجماعة وتولى موقعه عام 2010 وحتى إطاحة الإخوان قبل 7 سنوات، وأعلنت السلطات المصرية اعتقاله في أغسطس (آب) 2013 بتهم التحريض على قتل المتظاهرين أمام مقر مكتب الإرشاد الخاص بالجماعة خلال الأحداث التي شهدها المقر في يونيو (حزيران) 2013، ثم تم اتهام وإدانة آخر مرشد منتخب في تاريخ جماعة الإخوان بالعديد من القضايا، وتم إصدار أحكام إعدام والسجن المشدد ضده.

وأوضح المحلل السياسي المصري محمود الشناوي، أن "عزت كشخصية قيادية في التنظيم لا يمكن مقارنتها بمحمد بديع أو أي شخص آخر رغم أن بديع كان المرشد العام للجماعة، لكن عزت كمسؤول عن التنظيم الدولي للجماعة وأبرز مؤسسي نظامها السري هو الآن الصندوق الأسود لكافة أسرارها، بخاصة خلال السنوات الأخيرة، لكن بصورة أو بأخرى القبض على عزت أدى إلى وجود مرشدين اثنين للجماعة في السجن للمرة الأولى بتاريخ التنظيم الذي يمتد إلى نحو 80 عاماً".

 

محمد سعد الكتاتني

هو محمد سعد توفيق مصطفى الكتاتني، ولد في 4 مارس (آذار) عام 1952، وكان رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان بعد 2011، وشغل منصب رئيس مجلس الشعب المصري في 2012 الذي تم حله بقرار لاحق من المحكمة الدستورية العليا في مصر، رغم أن الدستور وهو قانون المحكمة جاء وضعه بمعرفة الكتاتني نفسه صاحب "الرئاسات الثلاثة" بعد 2011 بتوليه أيضاً رئاسة الجمعية التأسيسية الأولى لوضع الدستور. وعرفت عنه المواقف المتناقضة خلال إدارته لجلسات عمل البرلمان المصري، واتهمه النواب المعارضون للجماعة بالتضييق عليهم، لكن الشناوي يرى أن أبرز تناقض مارسه في حياته السياسية التي قضى سنواتها الأخيرة في البرلمان كان فى فترة عضويته بمجلس الشعب خلال برلمان 2005 حيث تزعم الكتلة البرلمانية الإخوانية لرفض حالة الطوارئ، بينما رحب بإعادة فرض القانون وأقره خلال رئاسته لمجلس النواب في 2012.

وأصدرت محكمة جنايات القاهرة، في 7 سبتمبر (أيلول) 2019، حكماً بالسجن المؤبد لمحمد سعد الكتاتني ومحمد بديع و10 آخرين في القضية المعروفة إعلامياً بـ"اقتحام الحدود الشرقية". وقضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، في 11 سبتمبر 2019، بالسجن المؤبد لكل من محمد سعد الكتاتني ومحمد بديع وخيرت الشاطر و8 آخرين في قضية "التخابر" مع حركة حماس. وبلغ مجموع الأحكام الصادرة في حق محمد سعد الكتاتني، 53 سنة سجناً في 3 قضايا، وقضية واحدة ما زال الحكم النهائي لم يصدر بعد.

 

محمد البلتاجي

أحد أبرز القيادات الحركية في التنظيم، بخاصة أنه مارس الحياة النيابية منذ عام 2005 حين حصلت الجماعة على نحو 20 في المئة من مقاعد مجلس الشعب المصري للمرة الأولى في تاريخها، قبل أن يتولى إدارة اعتصامي رابعة العدوية للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث اُلتقط له مقطع مصور يربط فيه بين التوقف الفوري للهجمات الإرهابية في سيناء ومحافظات مصرية أخرى، وعودة الرئيس المعزول والجماعة للحكم.

أدين البلتاجي أمام عدة محاكم بتهمة التحريض على القتل في عدة محافظات وصدر ضده حكم بالإعدام بتهمة اقتحام سجن وادي النطرون. وبلغ عدد الأحكام الصادرة في حقه 219 سنة سجناً وإعداماً، في 12 قضية، وما زالت بعض هذه القضايا في مرحلة النقض.

وقال الشناوي، إنه على الرغم من عدم صعود البلتاجي إلى قمة الهرم التنظيمي للجماعة وعدم إمكانية اعتباره أحد القيادات التاريخية، فإنه احتل موقعاً تنفيذياً مهماً في التنظيم كقيادي حركي، مثل "الداعية" صفوت حجازي الذي كان يزعم أحياناً عدم انتمائه كلية للجماعة، لكن البلتاجي احتل موقعاً قيادياً في هرم الحزب الإخواني المنحل حزب الحرية والعدالة، نظراً لارتباطه المباشر بالمسائل الانتخابية كبرلماني إخواني "حليق الذقن" معروف باتصالاته بقوى المعارضة وغيرها من الإمكانيات القيادية التي أتاحت له موقعاً متفرداً في التنظيم.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير