Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخطر يحدق بأوروبا بأشكال متعددة بعد 5 سنوات من هجوم "شارلي إيبدو"

لا يستبعد المحللون استهداف المصالح الفرنسية خارج البلاد مع انحسار أعمال المتطرفين في مناطق السلام

زهور أمام مقرّ صحيفة "شارلي إيبدو" في باريس في الذكرى الخامسة للاعتداءات في يناير 2020 (رويترز) 

تطرح محاكمة منفذي الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" عام 2015، التي تنطلق الأسبوع المقبل في باريس، مسألة استمرار خطر المجموعات المتطرفة ماثلاً بأشكال عدة في فرنسا وأوروبا، ولو أن القدرات العملانية لهذه المجموعات تبدو في الوقت الراهن كأنها تراجعت.

فبعد خمس سنوات من الهجوم على الصحيفة الأسبوعية الساخرة، الذي كان باكورة سلسلة هجمات أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا في فرنسا، لا تزال أجهزة الشرطة والاستخبارات في حال تأهب، لقطع الطريق أمام أي محاولات لإحياء هذه المجموعات، نظراً إلى ما يتمتع به تنظيما "داعش" و"القاعدة" من قدرات على إعادة تنظيم نفسيهما. فلهاتين الشبكتين عدد كبير من "الفروع" المحلية الناشطة جداً.

لكنّ مسؤولين ومتخصصين يرون أن لا إمكانية كبيرة لتنفيذ عمليات في فرنسا مُعدّة تخطيطاً وتمويلاً في الخارج، على غرار هجمات الـ13 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 الدامية في باريس. وتتحدث أجهزة الاستخبارات الفرنسية عن "محدودية" قدرات هذه المجموعات على التحرك في أوروبا وعلى إقامة صلات مع مؤيديها.

وقال المتخصص في شؤون الإرهاب بمركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية الدولية سيث جونز، لوكالة الصحافة الفرنسية، "الولايات المتحدة ودول أخرى نجحت، قبل انتهاء سيطرة تنظيم داعش على مناطق بالعراق وسوريا، في القضاء على شبكة عملياته الخارجية، بقتل عدد كبير من مسؤوليه العملانيين أو اعتقالهم".

وأضاف، "أما (القاعدة) فلم يعد موجوداً تقريباً كتنظيم مركزي عالمي، لكن المجموعات المحلية التي تنسب نفسها إليه ناشطة بقدر المجموعات المرتبطة بـ(داعش)، من اليمن إلى الساحل الأفريقي، مروراً بسوريا وليبيا".

"انحسار الخطر الإرهابي في مناطق السلام"

وأدت جائحة فيروس كورونا المستجد إلى إلهاء قوات الأمن وصرف انتباهها، لكنها عقّدت في الوقت نفسه مهمة التنظيمات المتطرفة التي بقيت ناشطة جداً محلياً، لكنها التزمت الحذر على نطاق أبعد.

ولاحظ تقرير للأمم المتحدة في منتصف يوليو (تموز) الماضي، أن "الخطر الإرهابي على المدى القصير زاد في مناطق النزاعات وانحسر في مناطق السلام".

ومع ذلك، لا يدّعي أحد أن الخطر زال عن أوروبا. فعلى سبيل التذكير، أحبطت السلطات الألمانية في أبريل (نيسان) الماضي خططاً لاعتداءات تستهدف منشآت عسكرية أميركية، وأوقفت خمسة طاجكستانيين يُشتبه بأنهم تحرّكوا باسم "داعش".

وتراقب السلطات في كل دول العالم المنتمين إلى هذه المجموعات، وكذلك الخارجين من السجن بعد تنفيذهم أحكامهم، والأفراد الذين التحقوا حديثاً بالتوجهات المتطرفة. ويضاف إلى هؤلاء، المقاتلون الذين بقوا في سوريا والمعتقلون بالسجون الكردية والفارون.

خطر الشخصيات المنعزلة

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشارت النيابة العامة لمكافحة الإرهاب في باريس، إلى أن "الخطر الإرهابي تجسّد هذه السنة بشخصيات منعزلة، لم ترصدها أجهزة الاستخبارات بسبب آليات حركتها ومحدودية اتصالاتها شبه المعدومة مع الشبكات المتطرفة المعروفة".

وحسب إحصاء رسمي، شهدت فرنسا 17 اعتداءً صغيراً منذ عام 2015، بينها ثلاثة في عام 2020 لم تتبنَها المجموعات نفسها، بل جاءت من أفراد تصرّفوا بشكل منعزل، يعانون مشكلات نفسية، ومن الصعب عملياً استباق مثل هذه الاعتداءات.

لكن، النيابة العامة لاحظت أيضاً "تفكيك مجموعات منظّمة أكثر، إضافة إلى شبكات مختصة بتزوير الوثائق وبالتمويل، وهما عنصران يعتبران دائماً التمهيد اللازم لتشكيل مجموعات عملانية".

وفي مايو (أيار) الماضي، أعلنت السلطات القبرصية ترحيل 17 مهاجراً، يشتبه بمشاركتهم في أعمال إرهابية، أو انتموا إلى "داعش" أو "القاعدة". ويلخص هذا المثل "استخدام طرق الهجرة غير الشرعية للوصول إلى أوروبا"، وفق ما أفادت الأمم المتحدة.

استهدافات خارج أوروبا

ولا يستبعد مدير مركز تحليل الإرهاب، جان شارل بريزار، عملاً مخططاً له من "داعش"، مشيراً إلى "إحباط خطط اعتداءات أخيراً في أوروبا". لكنه رأى أن "الحلقة المقبلة ستكون حلقة الخارجين".

ولاحظ المركز ومقرّه باريس، أن 60 في المئة من السجناء المحكوم عليهم في فرنسا لأعمال في البوسنة والعراق وأفغانستان، عاودوا المشاركة في عمليات عنفية بعد انتهاء فترة حبسهم. وتضم لوائح المشتبه باعتناقهم التوجّهات المتطرفة في فرنسا تسعة آلاف اسم، لكن الأجهزة المختصة تضع أولويات.

وتبقى فرضية تنفيذ هجمات ضد فرنسا في الخارج. وحسب مصدر أمني مطلع على الملف، تشكّل منطقة غرب أفريقيا إحدى مناطق الخطر الرئيسة منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، عبد المالك دروكدال، خلال عملية عسكرية فرنسية بشمال مالي في يونيو (حزيران) الماضي.

وقد تشكّل السفارات والشركات والمواطنون الفرنسيون أهدافاً لعمليات انتقامية.

وقال سيث جونز، نهاية الشهر الماضي، "أرى أن تنفيذ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب هجوماً انتقامياً ضدّ القوات الفرنسية أو أهداف فرنسية أخرى في أفريقيا، في غرب القارة أو شمالها، مرجّح أكثر من حصول ذلك في فرنسا نفسها. من الأسهل للتنظيم العمل في أفريقيا".

وبعدها، قُتل ستة فرنسيين عاملين في الحقل الإنساني في التاسع من أغسطس (آب) مع سائقهم ومرشدهم النيجرييْن في جنوب شرقي نيامي، في هجوم نفّذه مسلحون على دراجة نارية، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه.

المزيد من دوليات