Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسرار مائدة ملكة بريطانيا وفقا لطباخ العائلة  

"الملكة إليزابيت تأكل كي تحيا بينما الأمير فيليب يحيا ليأكل" بحسب دارين ماك غرايدي

العائلة المالكة البريطانية في صورة من الأرشيف (غيتي)

مع وجود فريق من الطباخين العالميين وتوفّر أفضل الأطعمة التي يمكن شراؤها وغرف الطعام في القصور المنتشرة على كافة أراضي المملكة المتحدة، يخيّل للمرء أنّ تناول الطعام في قصر ويندسور يشكّل مناسبة رفيعة المستوى في كافة الأوقات.

لكن طبّاخ الملكة السابق دارين ماك غرايدي أماط اللثام، أخيراً، عن عادات الأكل الخاصة بجلالتها.

وتركّزت مهمة الرجل، البالغ من العمر 58 عاماً، طوال 15 سنة قضاها في قصر باكينغهام على عمله طباخاً شخصياً للملكة إليزابيث الثانية التي رافقها في زيارتين رسميتين إلى أستراليا. كما أعد الطعام لخمسة رؤساء أميركيين –هم: فورد، وريغان، وبوش الأب، وكلينتون، وبوش الابن- أثناء زياراتهم الرسمية إلى المملكة المتحدة.

وعمل ماك غرايدي كذلك لدى أفراد آخرين من العائلة الملكية - ومنهم الأميرة ديانا وولداها ويليام وهاري في قصر كينزنغتون. وحضّر الطعام لديانا ليلة وفاتها في 31 أغسطس (آب) 1997. وكانت وجبة العشاء التي حضّرها ماك غرايدي جاهزة بانتظار عودتها. 

والآن يكشف ماك غرايدي في كتابه "طعام الملوك: وصفات وذكريات من مطبخ القصر" كيف تحب الملكة تناول الطعام ووجباتها المفضّلة والأمور التي لا تحبّذها على طاولة العشاء. 

كم وجبة تتناول الملكة في اليوم الواحد؟

وفقاً لماك غرايدي، تتناول الملكة أربع وجبات يومياً صغيرة. وفي سلسلة من الفيديوهات المنشورة على يوتيوب، يجيب عن عدة أسئلة ويقول إنه "أثناء عمله طباخاً شخصياً للملكة بين عامي 1982 و1993، كانت جلالتها تتناول وجبة الفطور والغداء والشاي بعد الظهر والعشاء".

وبالنسبة لوجبة الفطور، فتفضّلها بسيطة. وقالت كاتبة السيرة الذاتية للعائلة الملكية كايتي نيكول سابقاً "عادة ما تبدأ جلالة الملكة نهارها باحتساء كوب من الشاي مع بعض البسكويت فقط، تتناول بعده كاسة من حبوب الفطور" (أفادت صحيفة الغارديان في وقت سابق أنها تحبّ وضع الحبوب في وعاء تابروير المخصص لحفظ الطعام كي تظل طازجة).   

ثم تتناول وجبة غداء مؤلفة من سمك مشوي إلى جانبه بعض السبانخ أو الكوسة المطبوخة قليلاً، حسب قول ماك غرايدي. كما تحبّ الدجاج المشوي مع السلطة، وهو خيار فيه قليل من الكربوهيدرات.

وعصراً، تشرب الملكة الشاي بعد الظهر حسب ماك غرايدي. (تتناول العاهلة البريطانية دائماً الكعك والمربّات مع القشطة، وتضع طبقة المربّى أولاً). 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشرح "تتناول شاي العصر حيثما حلّت في العالم. سافرنا إلى أستراليا مرّةً وكنّا على متن اليخت الملكي. دقّت الساعة الخامسة صباحاً هناك، لكن بالنسبة للملكة كانت الخامسة عصراً لذا تركّزت مهمتي الأولى على صنع الكعك".

عمل لدى الملكة 20 طباخاً في المطبخ الملكي أثناء تولّي ماك غرايدي منصبه. وقيل سابقاً إنّ كبير الطباخين يعرض قائمة الطعام على الملكة مرّتين أسبوعياً، وهكذا تختار الوجبات التي تفضّلها. وأكّد ماك غرايدي أنّ القصر يتّبع هذا النظام. 

ويقول ماك غرايدي إنه "فيما لم تعبّر الملكة يوماً عن عدم استمتاعها بوجبة من الوجبات، اعتادت أن تترك ملاحظة للموظفين في دفترٍ". ويوضح "وضعت كتيباً صغيراً على مكتبها، وكانت تدوّن ملاحظات فيه من قبيل لا أريد تناول هذه الوجبة مجدداً، أو عبارة مشابهة".

ما الوجبات التي تفضّلها الملكة؟

يبدو أنّ الملكة تستسيغ بشكل خاص روبيان خليج موركامب مع الخبز المحمّص. وفي أحد الفيديوهات التي أجاب ماك غرايدي عن الأسئلة فيها، قال "يُطبخ الروبيان ويُنقع في وصفة سريّة من الزبدة الحارّة. ثم تتناوله الملكة مع الخبز المحمّص الساخن وعندما تمسح الخليط على الخبز الساخن، تذوب الزبدة".

وقد تستمتع الملكة بكميّات قليلة فقط من الأطعمة المالحة لكن ماك غرايدي يشير إلى أن شهيتها مفتوحة على الحلويات. وتحظى الشوكولاتة التي تنتجها شركات شاربونيل إي والكر (Charbonnel et Walker)، وبنديكس (Bendicks)، وبريستات (Prestat) بإقبال الأسرة المالكة عليها، لكنك قد تجد في القصر الملكي أيضاً أصناف الشوكولاتة التي تُباع في المتاجر العادية مثل كادبوري ونستله. 

وأضاف ماك غرايدي "أنها مدمنة للشوكولاتة. ويقع اختيارها على أي صنف في قائمة الطعام فيه شوكولاتة، ولا سيما فطيرة الشوكولاتة (وهي فطيرة من عدة طبقات فيها شوكولاتة داكنة وبيضاء وبرش الشوكولاتة)".

وتابع أنّ إحدى "اللذات الآثمة" guilty pleasures بالنسبة للملكة خلال عمله طباخاً كان سندويتش كروك مسيو الفرنسي الذي توضع فيه طبقات من جبنة غرويير الذائبة وشرائح لحم الخنزير والبيض المخفوق.

ومن الوجبات المفضّلة بالنسبة للأمير فيليب كما يُقال، فطيرة الكوليبياك بحشوة سمك السلمون، ويشرح ماك غرايدي أنّ السلمون توفّر بكثرة أثناء إقامة العائلة المالكة في بالمورال ( في شمال اسكتلندا)، لأن أفراد العائلة غالباً ما كانوا يصطادون السمك. "بعض الأطعمة محببة للملكة وأفراد العائلة على حدّ سواء، وهي كل الأطعمة التي تنتجها أراضيها وملكياتها ولا سيما في قصر بالمورال".

وإلى جانب استمتاعها بتناول أربع وجبات، تحب الملكة ارتشاف الخمر وفقاً لقريبتها، مارغريت رودز التي قالت إن شرابها المفضّل هو كأس جين، أو كوكتيل دوبونيه (Dubonnet)، أو كأس شمبانيا. 

ما أهم وجبة في القصر؟

يروي ماك غرايدي أنّ أكثر الوجبات شعبية خلال الأسبوع كانت دائماً طبق السمك والبطاطا المقلية، الجمعة.

وشرح أن "الجميع أحب السمك والبطاطا المقلية. كان كل الموظفين، 300 موظف في قصر باكنغهام، وكل الطباخين يتناولون السمك والبطاطا المقلية على الغداء. لكن إنسوا صلصة التارتار أو الكاتشاب، لأننا أحببنا تناول هذه الوجبة مع صلصة كريمة السلطة الشبيهة بالمايونيز. كنا نضعها على تلك البطاطا المقلية".  

لكن يُزعم أنّ الملكة فضلت تناول السمك والبطاطا المقلية المغطاة بطبقة من فتات الخبز من نوع بانكو الياباني بدل الخلطة العادية. وبالنسبة لما تفضّله من صلصات- فهناك لي آند بيرينز(Lea & Perrins)، وصلصة إتش بي (HP Sauce)، وكاتشاب من ماركة هاينز.

لكن الوجبة الأخرى الأحبّ إلى الملكة ليست للبشر. وأخبر ماك غرايدي مجلة هيللو (Hello) "أحد الأمور التي صدمتني فعلاً عندما حصلت على وظيفة طباخ الملكة هي أنني لم أعمل مباشرة على تحضير الولائم للملوك والملكات والرؤساء. بل عملت فعلياً على تقطيع لحم البقر والكبدة والدجاج لكلاب الملكة الـ12 من فصيلة كورغي. وعلمت لاحقاً أنّ هذه الوجبة من أهم الوجبات اليومية بالنسبة للملكة".

ومن المهمات الأولى التي أُوكلت إليه باعتباره طباخ الملكة تقشير الجزر لأحصنتها في بالمورال. 

هل من أطعمة لا تحبها الملكة؟

 لا تستسيغ الملكة النكهات القوية مثل الثوم والبصل، كما يقول ماك غرايدي. "لا تحب الملكة الثوم... ولم يُسمح لنا باستخدامه في قصر باكينغهام".

وأشار ماك غرايدي إلى أن أهم ما يجب تذكّره هو أنه، وخلافاً للعمل في فندق أو مطعم، يعد الطباخ الشخصي الوجبات لشخص واحد، لذلك ما يهمّ هو ذوق هذا الشخص في الطعام. "كان العمل يتلخّص في صنع الأطباق التي تحبها الملكة، قد تطبخ طبق ستروغونوف باللحم مثلاً، لكن إن لم تحب هي بهار البابريكا، لن تضع بابريكا في الطبق لأنك تطبخ لهذا الشخص بالتحديد".

وتُطبَّق هذه القاعدة أيضاً إن كان الأمير فيليب يتناول الطعام مع زوجته، "الملكة تأكل لتحيا، بينما الأمير فيليب يحيا ليأكل"، وحسب تعبير ماك غرايدي "هو يحب أطباق الكاري مع الكثير من الثوم والبهارات، وهو ذواقة محبّ للأكل حقاً. لكن لم يكن باستطاعتنا أبداً أن نقدم [طبقين ونقول] (وضعنا في طبقكَ الكثير من الثوم، أما طبقكِ، فخالٍ من الثوم). فالكلمة الفصل دائماً هي ذوق الملكة، وعليك أن تحضّر كل شيء كما تحبّه هي".

وتتفادى العائلة المالكة كل ثمار البحر واللحوم النيئة أثناء الزيارات أو الجولات الرسمية - وهي أوقات لا يمكنها فيها أن توقف نشاطاتها بسبب التسمم الغذائي. وأكّد كبير الخدم لدى العائلة المالكة غرانت هارولد أن هذه القاعدة منطقية حين يعمل أفراد العائلة المالكة.

هل تطبخ الملكة لنفسها على الإطلاق؟

يقول ماك غرايدي، إنه فيما يُعدّ الأمير فيليب "طباخاً ممتازاً" يستمتع بصناعة الأكلات المشوية وتنظيم حفلات الشواء العائلية على الدوام في قصر بالمورال، كما يستمتع أفراد العائلة الملكية الأصغر سناً مثل ويليام وكايت وميغان وهاري بالطبخ، فإن الملكة نفسها لا تدخل المطبخ.

كما أن الملكة لم تحب يوماً طلب وجبات ماكدونالدز. ويشرح ماك غرايدي أنّ "الملكة لم تطلب يوماً الوجبات السريعة. عندما يعمل في مطبخك 20 طباخاً ما الداعي لطلبها؟ تستطيع الاتصال بالمطبخ وطلب كل ما تشتهيه".

ماذا عن المناسبات الخاصة؟

أخبر ماك غرايدي مجلة هالو أنّ أكبر مناسبة تتعلق بالطعام في القصر هي عيد الميلاد. مع أنهم يعتمدون الخيارات التقليدية في هذه المناسبة. وقال "قدّمنا الوجبة نفسها كل عام. في الحقيقة، هم مملّون في ما يتعلّق بالاحتفالات. لم يقدموا لحم الخنزير أو ما شابه بل التزموا بالديك الرومي التقليدي". 

"كنا نحضّر ثلاثة ديَكة روميّة للملكة وأفراد العائلة في غرفة الطعام وواحداً لحضانة الأطفال ومزيداً منها كذلك للموظفين، الذين يبلغ عددهم مئة تقريباً كي يتناول الجميع غداء عيد الميلاد".

ولم يبخلوا بطبق التحلية أبداً- كان حلو الميلاد "مزيناً بنبات البهشية (Holly) ومشبعاً بشراب البراندي يحمله مشرف القصر ليُدخله وهو يشتعل إلى غرفة الطعام". 

وفي عيد الأم "لم تحتفل" الملكة فعلياً كما نقل ماك برايدي، بل غالباً ما كانت تقصد قصر ويندسور خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتطلب بيضاً مصنوعاً بطريقة مميّزة على طعام الفطور.

وأكّد ماك غرايدي أنّ العائلة المالكة لا تحتفل فعلياً بعيد هالويين كذلك.

© The Independent

المزيد من منوعات