Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وعود أميركية برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب 

تفاهمات مشتركة بين واشنطن والخرطوم حول التطبيع والإرهاب 

توقعت أوساط سياسية سودانية أن تشهد العلاقات السودانية الأميركية نمواً وازدهاراً مطردين، نتيجة لما حدث من تفاهمات مشتركة في كثير من القضايا الاستراتيجية محلياً وإقليمياً ودولياً، في ضوء المباحثات التي أجراها اليوم الثلاثاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع كل من رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، ورئيس مجلس وزراء الحكومة الانتقالية السودانية عبدالله حمدوك، والتي تركزت حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. 

وأشار المتحدث الرسمي باسم التجمع الاتحادي السوداني جعفر حسن في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، إلى أن السودان حقق من زيارة بومبيو للبلاد مكاسب كبيرة، بخاصة وأنه يمثل الرجل الثاني في الإدارة الأميركية، من أهمها توقيتها الجديّ الذي يقترب من الانتخابات الأميركية، وإسهامها في كسر العزلة التي كانت مفروضة على السودان بدرجة كبيرة، وهو مؤشر لعودة علاقات التعاون مع دول العالم أجمع، فضلاً عن أنها رسالة داخلية بأن الحكومة الأميركية داعم لحكومة الفترة الانتقالية واستقرار البلاد. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ما يتعلق بما جرت مناقشته في شأن التطبيع بين السودان وإسرائيل، أجاب حسن "في هذه المسألة نجحت الحكومة في الفصل بين مسألتين مهمتين وهما التطبيع ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لأن قرار مقاطعة إسرائيل قرار قديم اتخذ عام 1967 بواسطة البرلمان السوداني، ولم تستطع كثير من الحكومات المتعاقبة البت فيه لأنه قرار شعبي يحتاج إلى تفويض أكبر من مجلس تشريعي، بالرغم من أن مياهاً كثيرة جرت تحت الجسر، لكن بشكل عام من المهم أن يكون هناك تشاور أعمق، وقد يصل الطرفان السوداني والإسرائيلي لعلاقات تسمح لتبادل المصالح بينهما دون إقامة تطبيع كامل". 

ولفت أن السودان انتقل إلى موقعه الطبيعي الذي كان معروفاً به، بعد فترة طويلة من العزلة الخارجية بسبب أجندة الإسلام السياسي، متوقعاً أن يتم قريباً رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعد أن أوفت الحكومة السودانية بالالتزامات والشروط المفروضة عليها في ضوء التسوية التي تمت مع ضحايا المدمرة كول، وسعيها أيضاً في السير قدماً لتسوية قضية تفجير سفارتي واشنطن بتنزانيا وكينيا، وهو ما سينعكس إيجاباً على الاقتصاد والوضع الأمني في البلاد. 

التحول الديمقراطي 

بحث لقاء بومبيو وبرهان الذي عقد في القصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم تطور العلاقات بين البلدين في ظل التغيير الذي شهده السودان بعد ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018 التي أطاحت بنظام الرئيس عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019. 

ونوّه البرهان بما حدث من تقدم في العلاقات بين السودان والولايات المتحدة بعد انقطاع دام 23 عاماً، فضلاً عن سعادته بدعم واشنطن لثورة ديسمبر وحكومتها الانتقالية، ما يسّرع عملية التحول الديمقراطي بالبلاد.

وطالب خلال اللقاء بضرورة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في ظل التحول الديمقراطي والانفتاح على العالم الخارجي. 

في المقابل، وصف وزير الخارجية الأميركي زيارته للخرطوم بالمهمة، مؤكداً وقوف بلاده مع السودان في القضايا كافة، واندماجه مع المحيط الإقليمي والدولي. 

خطوات إيجابية 

التقى بومبيو برئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، وأجريا حواراً مباشراً وشفافاً، بحسب تغريدة لحمدوك عن اللقاء عبر حسابه على "تويتر"، إذ أكد أنه ناقش مع وزير الخارجية حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والعلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى دعم الحكومة الأميركية للحكومة السودانية المدنية، معرباً عن تطلعه إلى خطوات إيجابية ملموسة تدعم ثورة ديسمبر المجيدة. 

ونقل المتحدث الرسمي باسم الحكومة وزير الإعلام فيصل محمد صالح عن حمدوك قوله رداً على الطلب الأميركي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، إن المرحلة الانتقالية في السودان يقودها تحالف عريض بأجندة محددة لاستكمال عملية الانتقال، وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد وصولاً إلى قيام انتخابات حرة، مبيناً أن الحكومة الانتقالية لا تملك تفويضاً يتعدى هذه المهمات، للتقرير في شأن التطبيع مع إسرائيل. 

ودعا رئيس الوزراء السوداني الإدارة الأميركية إلى ضرورة الفصل بين عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومسألة التطبيع مع إسرائيل.

الانفتاح الإقليمي 

من جهة ثانية، رحبت قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية السودانية، بزيارة وزير الخارجية الأميركي، باعتبارها خطوة في طريق بناء علاقات خارجية متوازنة تحقق المصلحة الوطنية، مؤكدة على أهمية مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة حول العلاقات المشتركة، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ورفع العقوبات التي تحرُم السودان من استحقاقاته الدولية. 

واعتبرت قوى الحرية والتغيير أن قضية التطبيع مع إسرائيل ليست من قضايا حكومة الفترة الانتقالية المحكومة بوثيقة دستورية محددة المهمات، فيما أمّنت على حق الشعب الفلسطيني في أراضيه وحق الحياة الحرة الكريمة، مثمنة الدور الذي تقوم به الحكومة الانتقالية في الانفتاح الإقليمي والدولي.

تدهور العلاقات 

وعلقت واشنطن مساعداتها للسودان في أعقاب الانقلاب العسكري الذي قاده عمر البشير بالتعاون مع الجبهة الإسلامية بقيادة حسن الترابي عام 1989، وزاد تدهور العلاقات مطلع التسعينيات إثر دعم السودان لجماعات إسلامية متشددة، وإعلان وقوفه مع العراق في غزوه الكويت، ومعارضته التدخل الأمريكي في المنطقة. 

وفي عام 1993 صنّفت الولايات المتحدة السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب، وظلت البلاد على هذه القائمة الأميركية حتى يومنا هذا.

فيما علّقت واشنطن في 1996 عمل سفارتها في الخرطوم، وفي عام 1997، أصدر الرئيس بيل كلينتون، أمراً تنفيذياً بفرض عقوبات اقتصادية ومالية وتجارية شاملة على السودان أثّرت كثيراً على الاقتصاد والبيئة الاستثمارية في السودان. 

وفي أغسطس (آب) 1998 ضربت الولايات المتحدة بصواريخ كروز منشآت في العاصمة السودانية الخرطوم في أعقاب تفجير السفارتين الأميركيتين في تنزانيا وكينيا. وكان سفير واشنطن توم كارني غادر الخرطوم قبيل هذا القصف، ولم يعد أي سفير أميركي إليها منذ ذلك الوقت، إذ ظل التمثيل الديبلوماسي الأميركي على مستوى القائم بالأعمال منذ ذلك الوقت. 

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي