Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب قد يستغل لقاح كورونا وتيك توك للفوز بالانتخابات

يبدو السلوك الذي ميّز الأسبوع الماضي أقرب إلى تصرفّات العصابات التي تمارس الابتزاز بالحماية منه إلى تصرف إدارة سياسية

الرئيس دونالد ترمب وإلى جانبه مستشارته وابنته إيفانكا خلال جولة انتخابية في أحد مصانع كارولينا الشمالية (أ ف ب)

إن تأكيدات الرئيس ترمب المتكررة أن الولايات المتحدة ستحصل قريباً على لقاح لفيروس كورونا، بالإضافة إلى إصراره على أن لوزارة الخزانة الحق بالحصول على نسبة مئوية مما قد تدفعه مايكروسوفت لشراء تطبيق مشاركة الفيديوهات "تيك توك،" تقرع أجراس الإنذار لدى بعض المقربين منه وعند خبراء قانونيين ومسؤولين إداريين سابقين.

وتشير الفكرتان إلى رئيس يبدو مستميتاً بشكل متزايد لتأمين ولاية ثانية في البيت الأبيض.

ولقد طرح ترمب مقترح مايكروسوفت لأول مرة يوم الاثنين الماضي أثناء حديثه للصحافيين خلال حفل توقيع على أمر تنفيذي يفرض قيوداً على استخدام العمالة الأجنبية من قبل المتعاقدين الحكوميين.

وعندما سُئل عن فكرة إقدام شركة البرمجيات العملاقة، التي تتخذ من ريدموند بولاية واشنطن مقراً لها، على شراء التطبيق الصيني الذي هدد ترمب سابقاً بحظره في الولايات المتحدة، قال الرئيس "لأن (المالك الحالي هو) الصين، بالإساس ... قلت إن جزءاً كبيراً جداً من هذا السعر سيأتي إلى خزانة الولايات المتحدة لأننا نتيح إمكانية إجراء هذه الصفقة".

وأضاف ترمب "إنها شيء ثمين. لكنها ليست شيئاً ثميناً في الولايات المتحدة ما لم يحصلوا على موافقة الولايات المتحدة. لذا، سيُصار إلى إغلاقه (تيك توك) في 15 سبتمبر (أيلول)، ما لم تتمكن ميكروسوفت أو أي شخص ما من شرائه والتوصل إلى صفقة مناسبة. لذا فإن الخزانة، في الحقيقة، يمكن القول وزارة الخزانة الأميركية، ستحصل على الكثير من المال".

وقارن الرئيس عرضه بفرض صاحب عقار تجاري على مستأجر محتمل "مبلغ الضمان"، وهو إجراء قانوني أحياناً لفرض رسوم مقابل استخدام التركيبات والسباكة والمعدات والأسلاك الكهربائية التي ترفع من مستوى المساحة ذات العلاقة وكان مستأجر سابق قد تركها. إلا أن خبراء قانونيين يقولون إن إصراره على حصول حكومة الولايات المتحدة على حصة من مبلغ البيع، وهو ما يفتقر ترمب إلى السلطة اللازمة للمطالبة به، أقرب إلى تصرفّات العصابات التي تمارس الابتزاز بالحماية منه إلى سلوك أي سلطة حكومية شرعية.

في هذا الصدد، قال غلين كيرشنر، المحاضر في جامعة جورج واشنطن الذي قضى 30 عاماً في محاكمة جرائم القتل والقضايا المرتبطة بـ "قانون المنظمات الفاسدة والمتأثرة بالكسب غير المشروع" أمام المحاكم الفيدرالية بواشنطن دي سي إن ما قاله ترمب هو أشبه بـ "حديث عصابات منقول حرفياً من فيلم عصابات سيّء." وأضاف أنه "إذا ذهب رجل عصابات يعمل على تحديد منطقة نفوذه إلى متجر صغير ويقول "انظر، أعرف أنك تبيع بيبسي كولا والبرتقال... أريد جزءاً، أو نسبة مئوية، من كل ما تبيعه". "هذا بالضبط ما فعله دونالد ترمب للتو".

وأشار كيرشنر إلى أن الرئيس لم يحاول حتى الادعاء بأن لدى الحكومة أي حق في الحصول على نسبة مئوية من الأموال التي ستأتي من بيع تيك توك، بل قال إنها فكرة جديدة لم تخطر ببال أحد.

وتابع "بعبارة أخرى، لن يقدم الرؤساء الذين يتقيدون بالقانون طلباً كهذا، لكنه ليس رئيساً متقيداً بالقانون".

وقال نيك أكرمان، وهو مدع عام فيدرالي سابق آخر وشريكٌ لمؤسسة المحاماة دورسي وويتني، إن مطالبة ترمب بنيل وزارة الخزانة حصة من الصفقة ترقى إلى الرشوة التجارية، ومن شأنها أن تعرّضه للإدانة لو كان حاكم ولاية وليس رئيساً للولايات المتحدة الأميركية. 

وأوضح أنك بهذا الفعل "تُجبر شخصاً ما على إجراء صفقة عادية في السوق وتقول إنك تريد بعض المال أو أنك لن تسمح له بإجرائها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إن تهديد ترمب بحظر تطبيق الفيديو الشهير وادعاءه بأن لديه السلطة للمطالبة بدفع رشوة للخزانة هما المثال الأخير لأداء وصفه مساعدوه بالتأرجح حالياً من قضية إلى أخرى على أمل العثور على موضوع ساخن يتيح له حشد ما يكفي من الدعم لاستعادة مكانته في استطلاعات الرأي مقابل نائب الرئيس السابق جو بايدن.

وذكر شخص مقرب من الرئيس في اتصال مع "الاندبندنت" أن ترمب مشتت الذهن باستمرار، إذ يركز على التغطية التلفزيونية المستمرة بلا توقف لجائحة كورونا، والتي أدت إلى انزلاق الاقتصاد الأميركي ما قضى على المكاسب التي تحققت على مدار الاثني عشر عاماً الماضية.

وأوضح المصدر نفسه أن سعي ترمب إلى إلقاء اللوم على الصين في انتشار الجائحة هو ما دفعه إلى التركيز على تطبيق تيك توك، مضيفاً أن الرئيس لا يزال يأمل في إقناع عدد كافٍ من الناخبين بأن الصين مسؤولة عن المشاكل التي سببتها جائحة كورونا، وأن تلك المتاعب لا تُعزى إلى استجابة إدارته، وبذلك يضمن أنهم لن يعاقبوه بالتصويت لخصمه.

وقال أنتوني سكاراموتشي، مدير الاتصال السابق في البيت الأبيض، والذي يعرف ترمب منذ سنوات، إن هذه الخطوة هي "مجرد شكل آخر من أشكال اللاعقلانية والتهور" من جانب الرئيس، والتي تلحق الضرر بفرص الحزب الجمهوري في انتخابات 3 نوفمبر(تشرين الثاني). وأضاف أن "أي سياسي جمهوري لن يصمت لو طرح رئيس ديمقراطي مثل ذلك الرأي".

وافترض سكاراموتشي أن فعل الضغوطات العديدة التي يرزح تحتها ترمب سيصبح أكثر وضوحاً مع اقتراب الانتخابات، ولكن على الرغم من رد الفعل العنيف الذي سببته سلسلة مقابلاته الفاشلة، وأجرى آخرها معه جوناثان سوان من موقع أكسيوس، سيستمر الرئيس في الضغط، بل ومحاولة تجاوز حدود سلطته القانونية، لأنه يعتقد أنه كلما تحدثت عنه الصحافة كلما استفاد أكثر.

وتابع "هذا جزء لايتجزأ من مرضه الاجتماعي... إنه لا يميز بالضرورة بين التوتر الإيجابي والسلبي. فهو يريد أن يكون محور الحديث".

ويتفق شخص آخر على معرفة بتفكير الرئيس مع تقييم سكاراموتشي لأفعاله الأخيرة، بل وأعرب هذا الشخص عن قلقه من أنه إذا كان لقاح السارس-كوف-2 جاهزاً قبل 3 نوفمبر، فسيحاول ترمب استخدامه للتلاعب بنتائج الانتخابات المقبلة من خلال توجيه الجرعات للولايات التي يحتاج للفوز بها من أجل الاحتفاظ بالرئاسة.

ولمّح ترمب نفسه إلى مثل هذا الاحتمال صباح الخميس الماضي في إطار حديثه إلى الصحافيين في الحديقة الجنوبية في البيت الأبيض. وقبيل صعوده على متن المروحية الرئاسية "مارين ون" لحضور حدث في مدينة كلايد بولاية أوهايو، قال إنه "متفائل" بشأن جهود تطوير اللقاح، ولفت إلى أنّ هذا قد يكون متاحاً بحلول يوم الانتخابات (وهو ادعاء لم يؤيده أي خبير حتى الآن).

وأوضح الشخص الذي لفت إلى التلاعب الممكن، أن الخطة التي هي حالياً قيد التطوير تعتمد على استخدام العسكريين لتوزيع جرعات اللقاح على وجه السرعة".
وقال إن "من المفروض أن تكون هناك خطة قد أُعدت لتوزيع اللقاح، لكن ليس هناك من ضمانة بأن الرئيس لن يتدخل في المسألة ويصدر أومر باعتماد أسلوب مختلف تماماً". 

وتساءل "هل سيحاول [ترمب] فعل شيء كهذا؟ لا أعرف، لكن ما يخيفني هو أن الأشخاص الذين سيشاركون هم عسكريون وسيتبعون أوامر الرئيس إذا كانوا يحترمون القانون".

© The Independent

المزيد من آراء