Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القيادة الفلسطينية متمسكة بمبادرة السلام العربية

إقامة دولة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية

 الملك سلمان بن عبد العزيز أثناء لقاء مع الرئيس محمود عباس (وفا)

يرى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس والذي يعد نفسه المخوّل إقامة دولة على حدود 1967 بعد التفاوض مع إسرائيل من خلال مباحثات السلام، أنّه من المبكر بناء علاقات إستراتيجية مع إسرائيل، سواءً كانت من خلال التطبيع، وأشكاله من تنفيذ مشاريع مشتركة، أو عقد اتفاقيات ومبادرات مع تل أبيب، أو عبر تبادل جهود ثقافية وفنية وعلمية وإنسانية معها.

حل القضية أولاً

ومن وجهة نظر عبّاس، والقيادات الفلسطينية الأخرى المحيطة به، فإنّه من الأولى أن يُتَوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ومن ثمّ الذهاب إلى التطبيع وبناء العلاقات بشكلٍ مباشر.

عدا ذلك، يعتبر عبّاس أنّ جميع العلاقات مع إسرائيل، فيها انتهاك للقضية الفلسطينية، وتنساق مع المشروع الإسرائيلي الأميركي الذي يرمي إلى نسف الثوابت الوطنية التي أجمعت عليها الدول العربية، في مبادرتها للسلام التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، وأقرتها القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002 بالإجماع.

غضب عباس

وفقاً لمراقبين للساحة الفلسطينية ما أغضب عبّاس، عدم حصوله على أيّ نتائج من مباحثات السلام والمفاوضات المباشرة مع إسرائيل طوال السنوات الماضية، وما زاد غضبه أكثر، تغيير ملامح عملية السلام والخريطة السياسية في خطة ترمب، بما ينسجم مع أهواء إسرائيل، وتجاهل القرارات الدولية بشأن فلسطين.

فعلياً، بدا عبّاس غاضباً جداً بعد إعلان الإمارات عقد اتفاق سلام مع إسرائيل، والذهاب إلى اتفاقيات مشتركة، وصب جام غضبه على أبوظبي واعتبر أنها طعنت القضية الفلسطينية في الظهر باتفاق التطبيع مع إسرائيل.

في المقابل، يقول الباحث في الشأن الفلسطيني عمرو الربيعي إنّه "من الغريب أن يستنكر عبّاس بناء علاقات عربية مع إسرائيل، وهو يقوم بذلك منذ عام 1993، ويظهر هذا واضحاً في التنسيق الأمني والمدني، فالأولى أن يوقف علاقته مع تل أبيب، ومن ثمّ يتحدث عن ذلك، من دون أن ينسى التاريخ".

اتصالات فلسطينية سعودية

وحصلت "اندبندنت عربية" على معلومات من مصادر مقربة من عبّاس، تشير إلى أنّ مراسلات جرت بين قيادات فلسطينية وسعودية، حصل عبّاس فيها على تأييد سعودي لإقامة دولة فلسطينية على أساس المبادرة العربية للسلام.

وهذا ما أكّده مسؤولان سعوديان، إذ قال وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان إنّ "المملكة ترفض إجراءات ضم الأراضي الفلسطينية، وتلتزم الرياض بالسلام على أساس خطة السلام العربية، والقرارات الدولية التي تسمح للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة واتخاذ القدس الشرقية عاصمة لها، ونرحب بأي مبادرة تمنع الإجراءات أحادية الجانب".

في المقابل، أوضح الأمير السعودي تركي الفيصل أن بلاده "وضعت ثمن إتمام السلام بين إسرائيل والعرب قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس".

مبادرة السلام العربية

في عام 2002 أطلق الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز مبادرة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في مؤتمر القمة العربية في بيروت وأقرت المبادرة آنذاك بالإجماع.

وورد فيها أنّ على إسرائيل الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين بما ينسجم مع القرار الأممي 194، وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

ووفقاً للمبادرة، على الدول العربية اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهياً، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.

حركة فتح

من جهة ثانية، يقول عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد "تصريحات وزير الخارجية السعودي هي رسالة للعرب والإقليم تؤكد فيها الالتزام بمبادرة السلام العربية، وأنه لا تطبيع مع إسرائيل قبل حصول شعبنا على حقوقه كاملة".

ويضيف الأحمد في حديث لـ"اندبندنت عربية" "تؤكد رسالة السعودية أنها لن تخون العهد مع الشعب الفلسطيني ولن تطبع علاقاتها مع تل أبيب لأنها دولة مركزية على الأصعدة العربية والإقليمية والدولية، خاصة وأنّها اقترحت وصاغت مبادرة السلام العربية، وهذه الخطوة ستلزم أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط بإعلان التمسك بمبادرة السلام العربية".

اجتماع يرأسه عباس

بعد التصريحات السعودية، طلب رئيس السلطة الفلسطينية من أبو الغيط عقد اجتماع طارئ، لكن الأخير تواصل معه هاتفياً وأكّد له أنّ الجامعة متمسكة بمبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية، وستناقش ذلك في اجتماعها العادي المزعم عقده في التاسع من سبتمبر (أيلول) المقبل والذي ستترأسه فلسطين.

في سياق متصل، يقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف "من جملة الاتصالات العربية التي أجراها عبّاس الأيام الماضية، حديثه مع الملك السعودي، واستخلص أنّ المستقبل لخطة السلام، المبادرة العربية المعتمدة في 2002، وتقوم على مفاهيم متفق عليها عربياً، ولا تزال هي الخطة الأساس".

عباس قد يطلب من الفلسطينيين التروي

أمّا حول الانتقادات من نشطاء مواقع التواصل حول بناء علاقات مع إسرائيل، تفيد مصادر سياسية مقربة من عبّاس، بأنّه خلال الأسبوع الحالي، ينوي أبو مازن أن يطل على شاشة التلفزيون الرسمي، ويوجّه خطاباً للفلسطينيين والعالم، ويوضح فيه المواقف العربية، ويحثّ المواطنين على التروي حتى صدور بيان جامعة الدول العربية، والذي سيشارك فيه وزير الخارجية السعودي إلى جانب الإمارات والبحرين والسودان.

وتؤكّد المعلومات الواردة أنّ عبّاس يرى المبادرة العربية هي أثمن وأهم مبادرة للسلام منذ عام 1948 حتى اليوم، وأن على العالم بما فيه إسرائيل أن يفهموا ما هي الجائزة التي سيحصلون عليها في حال طبقت المبادرة، التي ينتج عنها سلام شامل وعلاقات جيدة مع إسرائيل. ويقول عبّاس "أريد أن ألتقي بالجميع لأشرح لهم وجهة نظري من مبادرة السلام العربية وفوائد تطبيقها".

المزيد من متابعات