Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دير شبيغل تكشف خيوطا بين "حزب الله" وسفينة الموت في انفجار بيروت

مصرف تنزاني يمارس ضغوطاً على المقترضين المتعثرين لتقديم خدمات مشبوهة للتنظيم المدعوم من طهران

كشف تحقيق أجرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية بالتعاون مع "مشروع التغطية الصحافية لأخبار الجريمة المنظمة والفساد"، ومقره سراييفو، عن وجود علاقة بين مالك السفينة التي جلبت شحنة نيترات الأمونيوم إلى ميناء بيروت، و"حزب الله" اللبناني المدعوم من طهران، كما أشار إلى أن كمية كبيرة من نيترات الأمونيوم المخزنة في الميناء اختفت قبل الانفجار الذي هزّ العاصمة اللبنانية مطلع هذا الشهر.

 

المالك الحقيقي للسفينة

 

بحسب المجلة، إن مالك السفينة "روسوس" يدعى شارالامبوس مانولي، وهو رجل أعمال قبرصي، وليس الروسي إيغور غريتشوشكين كما كان يُعتقد في السابق.

ووفقاً للتحقيق، فقد حافظ مانولي على علاقة مع بنك FBME في تنزانيا المرتبط بـ"حزب الله"، ويقول محققون أميركيون إن لهذا المصرف تاريخاً في عمليات غسيل أموال لصالح الحزب. هذا المصرف كان يملكه اللبنانيان فادي وفريد صعب، وتقول منظمة OCCRP على موقعها أن الشقيق فادي توفي في أبريل (نيسان) الماضي. وفي موقع للوفيات، تبين لـ"اندبندنت عربية" أن فادي صعب دُفن في قبرص. كذلك اتّضح أن "مصرف "بنك فيدرال لبنان" ومصرف FBME تملكهما "مجموعة أيوب صعب وفادي صعب"، ما دفع لجنة الرقابة على المصارف في مصرف لبنان المركزي إلى إجراء عمليات تدقيق في "بنك فيدرال لبنان"، بعد الاتهامات التي طالت مصرف FBME بتهمة تبييض أموال لصالح "حزب الله"، عام 2014.

كما تشير التحقيقات إلى أن "شركة واجهة" سورية، يشتبه في صلتها ببرنامج الأسلحة الكيماوية لنظام الرئيس الأسد، كانت أحد عملاء هذا البنك.

وتقول "دير شبيغل" إن "مانولي بذل قصارى جهده لإخفاء ملكية السفينة عندما سُئل عن ذلك، إذ ادّعى في البداية أن السفينة بيعت إلى غريتشوشكين، وبعدها اعترف أن الرجل الروسي حاول فقط شراءها، ثم رفض بعدها تقديم أي معلومات أخرى".

وتضيف "دير شبيغل"، "تبين في النهاية أن غريتشوشكين كان قد استأجر السفينة من مانولي، لكن التحقيق توصل أيضاً إلى أن رجل الأعمال القبرصي، استمر بإعطاء الأوامر لطاقم السفينة، وهو من طلب منها بشكل مفاجئ الرسو في ميناء بيروت، عندما كانت في طريقها من جورجيا إلى موزمبيق".

خيط "القرض"

وأظهرت بعض السجلات القضائية أن مانولي حصل على قرض عام 2011 بمبلغ 4 ملايين دولار من بنك "أف بي أم إي" التنزاني، لشراء سفينة أخرى باسم "سخالين"، ليتّضح أن هذا المصرف ليس كغيره من المصارف، إذ اتهمه محققون أميركيون بالعمل كواجهة من أجل غسل أموال لصالح "حزب الله". وكان مانولي مديناً لهذا المصرف بالمال، ما يثير آلاف الأسئلة والاحتمالات.

وبعد شهر واحد فقط من حصوله على القرض، تخلّفت شركة "سي فورس مارين ليميتد" Seaforce Marine Limited التابعة لمانولي، ومقرها في أميركا الوسطى، عن سداد الدفعة الأولى. فعرض مانولي "روسوس" كضمان، لكن المصرف اشتبه في أن مالك السفينة يريد بيعها، لذلك عمد إلى مصادرة ممتلكات عقارية يملكها في قبرص.
وأظهرت وثائق داخلية من المصرف التنزاني أن مانولي كان لا يزال مديناً للبنك بمبلغ، بعملة اليورو، يناهز المليون دولار أميركي في أكتوبر (تشرين الأول) 2014.
وفي حين ينفي مانولي أي صلة بين ديونه ومسألة توقف سفينة الشحن في بيروت، كشف أحد المحققين عن أن مصرف "أف بي أم إي" يُشتهر بالضغط على المقترضين المتخلفين عن السداد من أجل تقديم خدمات لعملاء مشكوك فيهم مثل "حزب الله".

وفي 4 أغسطس (آب) الحالي، أسفر انفجار هائل في ميناء بيروت عن تدمير أحياء بأكملها، وسقوط 181 قتيلاً على الأقل وآلاف الجرحى. وأعقبت الانفجار احتجاجات شعبية ضدّ الطبقة الحاكمة أدّت إلى استقالة الحكومة.

المزيد من تقارير