Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"فتح" تتقرب من "حماس" لكن ماذا عن العلاقة مع دحلان؟

الحركة الحاكمة في غزة تعتمد لغة حيادية في تعاطيها مع "التيار الإصلاحي"

سمحت "حماس" لمناصري "فتح" بتنظيم وقفة تضامنية مع عباس في غزة بعدما منعت ذلك مراراً (مريم أبو دقة)

يبدو أن التقارب بين حركتَي "فتح" و"حماس" يقابله فتور في علاقة الأخيرة مع "التيار الإصلاحي" في "فتح" بزعامة محمد دحلان، الذي أبدى غضباً حيال عقد الفصيلين اجتماعاً علنياً في 2 يوليو (تموز) المنصرم، إذ إنه يطمح إلى المشاركة في العملية السياسية ضمن إطار القوى والفصائل.
وزاد الطين بلّة بالنسبة إلى دحلان، موافقة "حماس" على المشاركة في اجتماع القيادة الفلسطينية في مدينة رام الله برئاسة رئيس السلطة الوطنية محمود عبّاس، لبحث آخر تطورات القضية الفلسطينية، الذي عُقد في 18 أغسطس (آب) الحالي. "هذه المشاركة أغضبت دحلان أكثر وجعلته يعتبر أن حماس والفصائل غير آبهة لعلاقتها معه، وتنسّق معه للاستفادة من أمواله فقط"، على حد قول مصدر داخل تيار دحلان.


تقارب

منذ بدء التقارب بين الحركتين وانطلاق الاتصالات المتبادلة المباشرة بينهما في يونيو (حزيران) الماضي، لوحظ فتور في علاقة "حماس" بالتيار الإصلاحي لدحلان، على الرغم من أن العلاقة بينهما كانت توصف بالجيدة، وعناصره يتمتعون بحرية العمل السياسي داخل قطاع غزّة. وبات التقارب بين "فتح" و"حماس" في أفضل حالته، إذ اتصل رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة إسماعيل هنية بعبّاس أكثر من مرة، ودارت بينهما حوارات عدة. كما اجتمعت قيادتا الحركتين داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها مرات عدة.
وقال الناطق باسم "فتح" حسين حمايل "أكثر من مرة وجهنا دعوة لحماس إلى حضور اجتماعات القيادة، وتلقينا تعليمات من عبّاس بضرورة التقرب من حماس، في ظلّ الغطرسة الأميركية، ودفع عجلة السلام، الذي كان حجة عدم تطبيقه هي أن الشعب الفلسطيني منقسم، إضافة إلى حمايتها من التصنيف بالإرهاب".


عباس يرغب في تهميش دحلان

وبالفعل استجابت حماس لدعوات عبّاس، وشاركت أخيراً في اجتماع القيادة الفلسطينية للوقوف ضد بناء علاقات مع إسرائيل، وأكد حمايل أنّهم تلقوا مواقف مؤيدة لحراك فتح، في مواجهة إسرائيل بجميع الوسائل المتاحة، لافتاً إلى أن "حماس" وضعت نفسها تحت تعليمات الرئيس أخيراً.
وفي ظلّ التقرب، كشف مصدر يعمل في مكتب الرئيس، أن عبّاس اتفق مع "حماس" على تهميش دحلان، وتضييق الخناق على طبيعة عمل تياره داخل القطاع. وعقّب حمايل قائلاً "دحلان مجرد فرد ولا صفة فصائلية له، وعليه أن يدرك أن عبّاس فقط هو الذي يمثل فلسطين أمام المحافل الدولية".
في المقابل، تثمّن "حماس" تقاربها مع "فتح"، وقال القيادي الحمساوي حماد الرقب إن "التقارب مع فتح يجري في الاتجاه الصحيح، ويحمل مصالح سياسية مشتركة، ونلتقي معهم كثيراً"، الأمر الذي عبّر عنه حمايل أيضاً حين اعتبر أن "برنامج "حماس" ليس بعيداً من برنامج منظمة التحرير لإقامة الدولة الفلسطينية".
 

لغة حيادية

لكن على الرغم من التقارب بين الفصيلين، تحدث الرقب بلغة حيادية حين تناول مسألة علاقة "حماس" بالتيار الإصلاحي في "فتح"، إذ قال "علاقتنا مع دحلان لا تبتعد كثيراً عن عبّاس، وكلاهما يتعامل بالتفكير ذاته، ويخطئان كثيراً في البرنامج السياسي".
في المقابل، يرفض الرقب أن يكون التقارب مع فتح، جاء لتحقيق مصالح ضيقة، في ظلّ ما تشهده القضية الفلسطينية من قرار ضم للمستوطنات، ومعاناة القدس والتهجير. وأضاف "ما نريده هو أن يكون بيننا وبين فتح، بناء مصالح وطنية".
وعلى الرغم من توازن خطاب "حماس"، إلا أن مصادر "اندبندنت عربية" من داخل تيار دحلان، تؤكّد أن علاقتهم مع "حماس" ليست كما كانت سابقاً بل تشهد توتراً شديداً. وظهر ذلك واضحاً في التقارير الإعلامية التي نشرتها مواقع إلكترونية  تتبع تيار دحلان، واتسمت بلهجة شديدة منتقدة لـ "حماس".
وما يؤكد ذلك هو أن دحلان طلب المشاركة في العملية السياسية لكنه حصل على ردٍ بأن هذا ممكن إذا شكّل حالة مستقلة لأنّه يصعب التعامل معه بصفته يمثل تياراً داخل تنظيم، بخاصة أن فتح بقيادة عباس تعتبر ذلك تدخلاً في شؤونها وانحيازاً إلى طرف على حساب آخر، ما يلقي بتداعيات على بعض الفصائل التي تتلقّى أموالاً من منظمة التحرير".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تفضيل المصالحة

ولدى سؤال جودت أبو رمضان، مسؤول العلاقات العامة في "التيار الإصلاحي" عن علاقتهم بـ "حماس"، أجاب "تربطنا علاقة جيدة بكل الفصائل، لتكوين جبهة وطنية موحدة، ولن تتأثر علاقتنا مع أيّ فصيل على الساحة السياسة".
وحول الحديث الذي يدور عن تكوين جبهة بين "حماس" و"فتح" من دون دحلان، أشار أبو رمضان إلى أنّهم وجهوا رسالة إلى الفصيلين بضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني حتى لو حساب مصالح التيار الإصلاحي، ولو كان ذلك يؤدي بهم السجن، على حد تعبيره.


حماس ليست قاصرة

ورأى الباحث في الشؤون السياسية الفلسطينية حسام الدجني أن "التقارب بين أكبر فصيلين جاء بسبب المخاطر التي تهدد القضية"، وفي ما يتعلق بملف دحلان، "فهو مسألة داخل فتح، وعبّاس غير معني في هذا التوقيت بمناوشات داخلية".
أما حول الكلام عن أن عبّاس طلب من حماس تهميش دحلان، أوضح الدجني أن "حماس ليست قاصرة، ولا يمكن لعباس أن يتحدث معها بهذه الطريقة، وعلاقتها بتيار دحلان هي خاصة بها، ولا دخل لفتح فيها".
ولفت الدجني إلى أن "حماس تربطها تفاهمات واتفاقيات عدة مع تيار دحلان الذي له وزنه في غزة"، مشيراً إلى أنه "يجب استغلال علاقة الأخير بالإمارات للتخفيف من تأثيرات موقف عباس الحاد في الجالية الفلسطينية هناك. لذلك من الضروري الحفاظ على العلاقة مع تيار دحلان".

المزيد من الشرق الأوسط