Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الاقتصاد" لا "الدين" هو ما وضع النساء المسلمات في مقدمة صفوف التحصيل العلمي

الشابات السعوديات لديهن متوسط 11.5 عاماً من التعليم مقارنة بـ 11.8 عاماً للشباب

طالبات المرحلة الابتدائية يجرين الامتحانات في مدينة جدة السعودية (رويترز)

أصبح التعليم اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، كما أن الدراسة الجامعية شرط مسبق للنجاح، فبينما يكسب الرجال الحاصلون على الشهادة الثانوية "الآن " دخلاً معيشياً يبلغ خمس ما كان يتحصل عليه حاملو الشهادة ذاتها قبل 35 عاماً، أصبحت الفجوة بين مكاسب الطلاب الحاصلين على شهادة جامعية، وأولئك الذين ليس لديهم شهادة جامعية، أكبر من أي وقت مضى.

وبحسب دراسة أجراها مركز "بيو" للأبحاث في واشنطن، فإن معدل تعليم النساء في بعض المجتمعات المسلمة ارتفع خلال السنوات الأخيرة بنسب كبيرة، قياساً إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وليس اعتباراً للعوامل الدينية.

وصحيح أن النساء المسلمات تلقين في الماضي تعليماً أقل من نظيراتهن بين الديانات الرئيسة الأخرى، كما أنهن تخلّفن عن الرجال المسلمين في التحصيل العلمي، غير أنهن التحقن في الآونة الأخيرة بالركب، ليس فقط مع الرجال المسلمين، ولكن أيضاً مع النساء الأخريات في جميع أنحاء العالم.

ومع تقدم النساء المسلمات في السلّم التعليمي، يتضاءل دور "الدين" كمؤشر للتحصيل الدراسي. فقد أظهرت الدراسة أن هناك صداماً ثقافياً بين المجتمعات الإسلامية والغربية، حول المساواة بين الجنسين في التعليم.

ووفقاً لتحليل سابق أجراه مركز بيو، فقد أظهرت الدراسات أن ثروة الدولة وأداءها الاقتصادي "وليس قوانينها أو ثقافتها أو ديانتها" عوامل أكثر أهمية في تحديد المصير التعليمي للمرأة، إذ حققت النساء في دول الخليج الغنية بالنفط قفزات تعليمية وأكاديمية خلال العقود الأخيرة.

فعلى سبيل المثال، فإن الشابات المسلمات اللاتي ولدن بين السنوات 1976 و1985 في السعودية، لديهن متوسط ​​11.5 عاماً من التعليم، مقارنة بـ 11.8 عاماً للشباب، وسنتين فقط من التعليم للأكبر سنّاً، أي مواليد الفترة بين السنوات 1935 و1955.

وتشير الأرقام إلى أن السعودية زادت من فرص حصول النساء على التعليم، واقتربت من سد الفجوة التعليمية بين الجنسين.

يُذكر أن الدراسة قاست تعليم المواطنين السعوديين فقط بين عدد كبير من العمال المهاجرين غير المواطنين. وبالمقارنة، فإن متوسط ​​مدة الدراسة بين الرجال والنساء الأميركيين، عبر مختلف الديانات، تقدر بـ 13 سنة.

ومع ذلك، فإن خمسة في المئة فقط من الأميركيين الذين تراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً، والذين لم يكمل آباؤهم المرحلة الثانوية، لديهم شهادة جامعية، وذلك وفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ولذلك أصبح التعليم العالي الأميركي "وفي شكل متزايد" حكراً على النخب. وأثبتت الدراسة أن احتمال أن يذهب أبناء وبنات الآباء الجامعيين إلى الكلية، أكثر من ضعف احتمال التحاق نظرائهم من خريجي المدارس الثانوية، وتزيد النسبة لتصل إلى سبعة أضعاف عند الشبان الذين تركوا الدراسة الثانوية.

وعلى النقيض من ذلك، ففي مالي ذات الأغلبية المسلمة والفقيرة اقتصادياً، تتمتع الشابات المسلمات بمتوسط ​​1.4 سنة فقط من التعليم، مقارنة بـ 2.7 سنة للشباب. والنساء المسلمات الأكبر سناً في مالي (المواليد بين الأعوام 1935 و1955) لديهن متوسط نصف عام من الدراسة. وتظهر هذه الأرقام أن مالي لم تشهد سوى مكاسب متواضعة في تعليم المرأة المسلمة. وتكشّف النمط نفسه في دول جنوب الصحراء الأفريقية بشكل عام، إذ يبلغ متوسط سنوات التعليم لدى ​​الفتيات المسلمات 2.5 سنة دراسية، بعد أن كان 0.8 سنة بين الجيل الأكبر سناً.

ولاختبار مدى تأثير الإسلام نفسه على التحصيل العلمي للمرأة، قام باحثون بفحص العوامل التي قد تلعب دوراً في المجتمعات الإسلامية، مثل درجة التمييز بين الجنسين في قوانين الأسرة في بلد ما، والنسبة المئوية للسكان المسلمين، ولأن نسبة المسلمين الذين أبلغوا عن ديانتهم مهمة جدًا في درس العوامل، فقد وجدت الدراسة أنه لم يكن لأي من هذه العناصر تأثير كبير في النتائج.

المزيد من اقتصاد