Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ابن علوي خارج تشكيل حكومة عُمان للمرة الأولى منذ 23 عاما

السلطان هيثم أعاد هيكلة مجلس الوزراء في أوسع تغيير يجريه بعد وصوله الحكم خلفاً لقابوس

السلطان هيثم بن طارق أصدر 28 مرسوماً اليوم (رويترز)

شهدت سلطنة عُمان أوسع تشكيل حكومي في البلاد بعد رحيل مؤسسها الحديث السلطان قابوس بن سعيد في يناير (كانون الثاني) الماضي، تضمن استحداث هيئات ودمج وزارات وتغييرات، أبرزها تعيين أحد أفراد الأسرة الحاكمة على رأس الديبلوماسية العمانية، وهو بدر بن حمد البوسعيدي، بدلاً من يوسف بن علوي الذي ظل في المنصب طوال 23 عاماً.

ووفقاً لوكالة الأنباء العمانية الرسمية، فإن السلطان هيثم بن طارق أصدر 28 مرسوماً، بينها "إعادة تشكيل مجلس الوزراء، وإنشاء وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ودمج وزارتي العدل والشؤون القانونية بمسمى وزارة العدل والشؤون القانونية، وإنشاء وزارة للعمل، ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات".

وقضت المراسيم السلطانية باستحداث وزارة للاقتصاد مع تحديد اختصاصاتها، وهيئة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب تحديد اختصاصات وزارة الإعلام، واعتماد هياكل تنظيمية للوزارات الجديدة التي جرى دمجها مع إضافة مهمات جديدة إليها.

وقرأ مراقبون خليجيون التشكيل العماني الجديد المضمّن وجوهاً شابة ونسائية على أنه يهتم بالحلول الاقتصادية، ومزيد من التقارب مع جيران السلطنة الخليجيين مثل السعودية والإمارات.

ولأن ابن علوي ظل لعقود أحد أركان الحكم في البلاد، فقد لفت خروجه من الحكومة المعلقين، فيما أطلق العمانيون "وسماً"، خصصوه لشكر الوزير السابق على ما وصفوه بالنجاحات التي قاد ديبلوماسية السلطنة إلى تحقيقها إبان فترته. فيما عدّه نظيره الإماراتي أنور قرقاش "مدرسة ديبلوماسية". وقال "كل التقدير للأخ يوسف بن علوي الذي كان بحق مدرسة ديبلوماسية بارزة خلال عقود طويلة من عمر المنطقة".

ولم ينس خلفه في الخارجية العمانية بدر بن حمد البوسعيدي، الذي تمنى له قرقاش التوفيق في مهمته الجديد، "فقد عرفناه بأدبه الجمّ واطلاعه الواسع". كما هنأ وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود زميله العماني في تغريدة على حسابه في "تويتر" متمنياً له "التوفيق والسداد بمهامه في سلطنة عمان الشقيقة". وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير تغريدة مماثلة، هنأ فيها أيضاً زميله في مسقط من دون الاشارة إلى سلفه بن علوي، مما يعطي مزيداً من الانطباع بارتياح الرياض للوزير الجديد.
 

 

وكان البوسعيدي تدرج في خارجية بلاده حتى شغل منصب الرجل الثاني فيها، بوصفه الأمين العام ووكيل الوزارة، ونقلت عنه وسائل إعلام السلطنة أنه من المناصرين لنهجها في "أسلوب الحوار وتحقيق التفاهم وبناء العلاقات المتبادلة، انطلاقًا من القناعة بأن هذا الأسلوب هو أقوى أساس للسلام والأمن والاستقرار".

لكن هذا ليس العامل الوحيد في تقدير المراقبين لاستبعاد سلفه ابن علوي، الذي كان الناشط الأكثر شهرة بين العواصم الخليجية في الحماسة لعلاقات من نوع خاص بين العرب والجمهورية الإسلامية الإيرانية، حتى غدا حضوره في طهران مع أي أزمة تكون إيران طرفاً فيها أمراً مشهوداً، وخصوصاً بعد صفقة البرنامج النووي في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، التي تمت بوساطة عمانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان الوزير المخضرم ابن علوي اتهم بالميل للرؤية الإيرانية في المنطقة، سواء أكان في الملف السوري أم الخليجي واليمني، عكس الملف الإسرائيلي الذي كان آخر الملفات التي عمل عليها قبل يوم واحد من إقالته، وذلك وفقاً لوزارته التي قالت أمس (الإثنين) إن ابن علوي "تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الإسرائيلي جابي اشكنازي، تم خلاله التطرق إلى التطورات الأخيرة في المنطقة، والتأكيد بوضوح على موقف السلطنة الثابت والداعم لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط، وضرورة استئناف مفاوضات عملية السلام، وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يتوافق في الوقت ذاته مع الموقف العربي".

 كما تلقى في وقت لاحق اتصالاً هاتفياً من اللواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، أعرب فيه المسؤول الفلسطيني عن تقديره واطمئنانه لدور السلطنة وسياستها المتوازنة والحكيمة إزاء القضايا العربية وفي مقدمها القضية الفلسطينية.

وفي حواراته الصحافية، اعتاد يوسف بن علوي أن يدافع عن نهج بلاده السياسي في العلاقة مع الإيرانيين بأنه ميزة تنافسية للعرب وليس العكس، داعياً إلى الواقعية في التعامل مع المتغيرات السياسية بشجاعة، من دون الارتهان إلى العواطف والأماني.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي