Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استنكار يمني واسع لإعدام وحرق أسير من الجيش الوطني

وزير الإعلام دعا الأمم المتحدة للتدخل السريع لحماية وتأمين سلامة كافة الأسرى والمختطفين من قبل الحوثي

عناصر مسلحة تابعة للحوثي في صنعاء (فرانس برس) 

لقيت حادثة تعذيب أحد الأسرى من قوات الجيش الوطني لدى الحوثيين عبد الحافظ الطاهري، بطريقة بشعة ومروعة حتى الموت في محافظة البيضاء، ردود فعل غاضبة في عموم المحافظات اليمنية.

واعترت الشارع اليمني الرسمي والشعبي، حالةً من الغضب الشديد وتوجهت أصابع الاتهام إلى مليشيا الحوثية، وعبرت مجموعة من الجهات الرسمية والمدنية عن إدانتها واستنكارها لهذا العمل ووصفته بـ"الإجرامي".

وأظهرت صورٌ، الأسيرَ الطاهري محروق الوجه، مفقوء العينين، ومقطوع اللسان ومجدوع الأنف والشفتين، إضافة إلى آثار التعذيب الوحشي التي تعرض لها. وتشير المعلومات إلى أن مليشيا الحوثي قامت بتعذيبه، وقطع أجزاء من جسده، وهو لا يزال على قيد الحياة.

وحشية وإجرام

 في ردة فعل حكومية غاضبة، استنكر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني "الجريمة البشعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي، بإعدام الأسير البطل عبد الحافظ عبدالرب الطاهري من أبناء مديرية الطفة بمحافظة ‎البيضاء".

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" عن الوزير الإرياني قوله "إن المليشيا الحوثية أعدمت الأسير عبد الحافظ الطاهري بعد أن قامت بتعذيبه بشكل وحشي، وقطع لسانه، وأذنيه وجدع أنفه، وفقء عينيه، وإحراق جثته قبل تسليمها لأسرته".

‏وأضاف، "أن هذه الجريمة البشعة التي هزت الرأي العام اليمني، تؤكد وحشية وإجرام مليشيا الحوثي الإرهابية، وتنصلها عن كل القوانين والأعراف، والقيم والعادات والتقاليد، وتعاليم ديننا الإسلامي السمحة، وهي تكرار لمشاهد التعذيب الوحشي التي مارستها التنظيمات "القاعدة، وداعش" بحق الأسرى."

نداء للأمم المتحدة

‏وزير الإعلام دعا الأمم المتحدة، ومبعوثها الخاص لليمن، وكافة منظمات حقوق الإنسان ومناهضة العنف والتعذيب، إلى مغادرة مربع الصمت، وإدانة جرائم مليشيا الحوثي، وسرعة التدخل لحماية وتأمين سلامة كافة الأسرى، والمختطفين في معتقلاتها غير القانونية، والضغط لإطلاقهم فوراً دون قيد أو شرط تنفيذاً لبنود اتفاق السويد .

وبرر الحوثيون جريمتهم، بكون الأسير "داعشي" بحسب الصفة المكتوبة التي وضعوها على جثة الطاهري.

إدانات واسعة

و أدانت عدد من المنظمات المحلية والدولية الحادثة واعتبرتها "عملاً إجرامياً".

واستنكرت منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري، ما وصفته بـ"العمل الإجرامي"، الذي ارتكبته ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران بحق الأسير الطاهري.

وناشدت كافة المنظمات المحلية، والدولية للقيام بواجبها الإنساني، والتحرك بمحاسبة مليشيا الحوثي، ووقف مثل هذه الجرائم بحق اليمنيين.

جريمة هزت الوجدان

الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، عبده مجلّي، وصف الحادثة بـ"الجريمة الإرهابية".

‏ونقل موقع "سبتمبر نت" عن مجلّي قوله إن "هذه الجريمة البشعة هزت وجدان وضمير شعبنا اليمني، وأكدت للعالم وحشية وإجرام مليشيا الحوثي الإرهابية ومخالفتها لديننا الإسلامي، والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية بحق الأسرى والمختطفين والمُخفَين قسراً."

‏ودعا الناطق الرسمي للقوات المسلحة، الشعب اليمني إلى "عدم السماح للمليشيا الحوثية بالزج بأبنائهم في حروبها، وأن يقفوا صفاً واحداً مع  الجيش الوطني لاستكمال تحرير الوطن من المليشيا، وتجنيب شعبنا مزيداً من الانتهاكات والجرائم الحوثية".

كما وجًه نداءً إلى الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن، وكافة منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني لإدانة العنف والتعذيب والانتهاكات والجرائم التي تقوم بها مليشيا الحوثي المتمردة والعمل الجاد لتأمين سلامة الأسرى والمختطفين في سجونها، وكذلك تأمين شعبنا اليمني من خطر الألغام التي زرعتها.

وأكد مجلّي أن هذه الجريمة البشعة لن تسقط بالتقادم، ولن تمر دون عقاب من قبل أبطال القوات المسلحة والمقاومة الشعبية، الذين يحققون التقدم والانتصارات ويكبدون المليشيات الحوثية الخسائر المادية والبشرية في محافظات صنعاء والجوف وصرواح والبيضاء وجميع  الجبهات القتالية.

رؤية وطنية انتصاراً للضحايا

الناشط السياسي اليمني، محمد المقبلي، اعتبر عملية قتل الطاهري، "امتداداً للفاشية الإمامية الهاشمية، التي تترتب على ضوئها كافة الانتهاكات الحوثية".

وأضاف المقبلي لـ"اندبندنت عربية"، أن "المأمول من الجيش الوطني، والقوى الوطنية صياغة الرؤية الجمهورية كاملة فكرياً وسياسياً واجتماعياً، للانتصار لدماء الطاهري وغيره من الذين قضوا على يد المليشيا الإرهابية بهذا الشكل المروع".

 بحسب وزارة حقوق الإنسان اليمنية، فإن عدد المختطفين والمحتجزين قسراً في سجون الحوثيين بلغ 14 ألف شخص، بينهم سياسيون، وكتاب صحفيون، ومدونون في شبكات التواصل.

ولم يتسن لـ"اندبندنت عربية" الحصول على تعليق حوثي حول الاتهام الموجه لهم، كما لم يصدر بيان نفي أو توضيح من قبلهم.

المزيد من تقارير