Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اليونسكو تسابق الزمن وتحشد الدعم لحماية تراث اليمن

أكدت أنها حافظت على 40 مبنى تاريخي وتعمل على ترميم وتأهيل أخرى

منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو  (رويترز)

قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم الـ"يونسكو"، إنها قامت بحماية 40 مبنىً تاريخياً في مدينة صنعاء القديمة من الانهيار، مؤكدةً استعدادها أيضاً لإعادة تأهيل 40 مبنىً إضافياً خلال الأيام المقبلة.

يأتي ذلك في أعقاب ما خلفته أضرار السيول والأمطار الغزيرة، التي شهدتها اليمن على مدى الأسابيع الماضية وراح ضحيتها العشرات، فضلاً عن الخسائر الكبيرة في الممتلكات العامة والخاصة وتهدم آلاف المنازل، من بينها مبانٍ تاريخية مصنفة ضمن قوائم التراث العالمي.

 أضافت المنظمة الأممية، في بيان، أنه "في بداية مشروع النقد مقابل العمل الممول من قبل الاتحاد الأوروبي، حُدِّد 129 مبنى للتدخل في مدينة صنعاء القديمة".

حماية

 في خطوة عملية لحماية المدينة من تداعيات الأمطار أكدت الـ"يونسكو" أنها "تقوم وشركاؤها المحليون، باستكمال الاستعدادات لبدء أنشطة إعادة التأهيل في 40 مبنى إضافياً في الأيام القليلة المقبلة، إضافة إلى أنشطة إعادة التأهيل في الأجزاء المعرّضة للخطر من سور المدينة".

مشيرة إلى أنه "تم بنجاح قبل عطلة عيد الأضحى الانتهاء من حماية 40 مبنى من الانهيار"، مشيرة إلى أنه "من دون مثل هذه التدخلات، كانت هذه المباني معرضة  بشدة لظروف الطقس القاسية".

حشد الدعم

 كانت الـ"يونسكو" قد أعلنت الثلاثاء الماضي، "حشد الدعم لحماية التراث الثقافي في اليمن"، في أعقاب الظروف الجوية والأمطار الغزيرة.

وأكدت في بيان لها حشد الدعم من صندوق التراث للطوارئ لحماية مدن التراث العالمي الثلاث في اليمن (صنعاء القديمة، وشبام حضرموت، وزبيد، وهي مواقع مصنفة ضمن التراث العالمي) من الانهيار جراء السيول الناتجة من الأمطار الغريزة.

ظروف تهدد التراث

المنظمة الأممية عبّرت "عن أسفها الشديد للخسائر في الأرواح والممتلكات في عدد من المراكز التاريخية في اليمن، بما في ذلك مواقع التراث العالمي في زبيد، وشبام وصنعاء، بخاصة في الأيام الأخيرة في أعقاب الظروف الجوية القاسية التي اكتسحت البلاد، إذ عرضت الأضرار الناجمة من ذلك، حياة سكان هذه المراكز التاريخية للخطر، تاركة البعض دون مأوى ملائم، مع تفاقم الوضع المتردي بالفعل بالنسبة إلى عدد آخر من السكان".

ضعف البنية

 قبل نحو أسبوعين، تعرضت أجزاء من سور صنعاء القديمة للهدم جراء الأمطار، إضافة لتضرر نحو 111 مبنى في المدينة القديمة، بشكل جزئي وكلي، ووفاة أكثر من 130 شخصاً، بحسب إحصائية صادرة عن هيئة المباني التاريخية الخاضعة لسلطة الحوثيين.

وبحسب مهتمين ومراقبين، فقد كشفت الأمطار والسيول عن الضعف الشديد في البنية التحتية ما جعل تأثيراتها تضيف معاناة أخرى للسكان فوق ما خلفه القتال الذي يشهده البلد منذ نحو ست سنوات.

استغاثة

 في أعقاب السيول الغزيرة التي شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء في أبريل (نيسان) الماضي، وجّه قطاع الأدباء والمثقفين في اليمن مناشدة للأمين العام للأمم المتحدة والمدير العام لـ"يونسكو" بسرعة إطلاق نداء لحماية صنعاء، وزبيد، والمدن التاريخية من الانهيار وسرعة إعلان اليمن دولة منكوبة بسبب الأمطار.

 إثر ذلك، أعلنت الـ"يونسكو" "المرحلة الثانية من التدخل بدراسات فنية للمناطق السكنية الواقعة بشكل رئيس على الضفة الغربية من السايلة (مجرى السيول)، التي ستتبعها أنشطة إعادة التأهيل المقرر إطلاقها بالشراكة مع مشروع الأشغال العامة والهيئة العامة لحماية المدن التاريخية".

تراث يتهدده الاندثار

نبهت الـ"يونسكو" إلى أن الظروف المناخية تهدد "بقاء التراث الثقافي الفريد لليمن، الذي يعدّ شهادة على الإبداع البشري" والقدرة على التكيف مع التضاريس الطبيعية والظروف البيئية المتنوعة في البلاد، ونوهت إلى الحاجة لبذل جهود جماعية لتجنب مزيد من الخسائر، وتنفيذ آليات تخفيف المخاطر، لضمان تمكين سكان هذه المراكز التاريخية من الاستمرار في العيش، والحفاظ على تراثهم كما فعلوا لعدة قرون.

 تحمي أنشطة المشروع بشكل فعال المنازل الخاصة، والأماكن العامة في المدن الأربع وتخلق فرص دخل لـ4000 شاب من السكان، في أكثر من 30 موقع عمل مستمر في مدينة صنعاء القديمة وحدها. كما يتكيف المشروع الذي يستغرق ثلاث سنوات باستمرار مع الاحتياجات المتغيرة للمدن المُستهدفة. بحسب ما جاء في البيان.

إنقاذ

 تعليقاً على ذلك، قال سفير اليمن لدى "يونسكو"، محمد جميح، إن بعثة الجمهورية اليمنية في الـ"يونسكو" على تواصل يومي مع المنظمة الدولية، ومكتبها لدول الخليج واليمن، من أجل إنقاذ مواقع التراث العالمي في البلاد من الأمطار والسيول.

وفي إشارة لمساعي ترميم وحماية المدن والمواقع المتضررة، كشف جميح عن أن "هناك صندوقاً للطوارئ نعمل على تحركه سريعاً بهذا الخصوص".

 في ذات السياق، ثمّن وزير الإعلام اليمني، معمر الأرياني، في تغريدة له، دعوة منظمة الـ"يونسكو" لحشد التمويل والخبرات لإنقاذ مواقع التراث العالمي في اليمن المتضررة.

نزوح 29 ألفاً

 علاوة على ما سببته الحرب التي دفعت بمئات الآلاف نحو النزوح القسري، قال المتحدث باسم الأمين للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدتها اليمن خلال الأيام الماضية تسببت بنزوح متكرر لنحو 29 ألف شخص في المناطق المتضررة.

وفاة 130 شخصاً

وأضاف دوجاريك، في بيان نشره موقع "أخبار الأمم المتحدة"، أن السلطات المحلية في اليمن تقدِّر وفاة 130 شخصاً، وإصابة أكثر من 120 آخرين، في جميع أنحاء المحافظات الشمالية للبلاد.

 أشار المسؤول الأممي، إلى أن 16 محافظة على الأقل، تأثرت بالأمطار الغزيرة. لافتاً إلى أن القيود المفروضة على الحركة بسبب فيروس كورونا، ومحدودية الإمدادات غير الغذائية، يشكلان تحدياً لجهود الاستجابة الإنسانية.

المزيد من متابعات