Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 الشابات عرضة أكثر من غيرهن للوحدة والكآبة والقلق خلال الإغلاق

تقول كاتبة التّقرير "تُبيّن استنتاجاتنا بوضوح أنّ الأشخاص الذين تترواح أعمارهم بين 19 و30 عاماً، لاسيما الشّابات منهم، يُواجهون مستويات عالية من الصّعوبات"

الفئات العمرية للشابات بين سن 19-30 عاما كانت الأكثر تأثرا جراء إغلاق كورونا في بريطانيا (غيتي)

كشفت دراسة جديدة أنّ الشابات أكثر عرضةً للمعاناة من مستويات عالية من الشعور بالوحدة والكآبة والقلق أثناء الإغلاق بسبب تفشّي فيروس كورونا.

وأضاف تقرير مهم لـ"كلية لندن الجامعيّة" (UCL) أنّ من هم في سنّ الـ19، يتصدرون الأشخاص المعرّضين لتردي صحتهم النفسية خلال الإقفال، يليهم أولئك البالغون ثلاثين عاماً.

واتّضح للباحثين الذين عاينوا الحالة الذّهنية لأكثر من 18 ألف شخص، تتراوح أعمارهم بين 19 و62 عاماً أنّ النّساء من مختلف الفئات العمريّة معرّضات أكثر من الرّجال لمواجهة اضطرابات ومشاكل نفسيّة. وتبين أن ما يزيد على ثلث النساء في سنّ الـ19، كنّ يعانين من أعراض الاكتئاب، مقابل ربع الرّجال في العمر نفسه.

واستطلع الباحثون في إطار هذه الدّراسة رأي أشخاص من أربعة أجيال، من مواليد عام 1958 ويبلغون من العمر 62 سنة، وعام 1970 ولهم من العمر 50 سنة، ومواليد 1989-1990 وعمرهم 30 سنة، إضافة إلى آخرين بلغوا 19 سنة.

وقالت الدّكتورة برافيتا باتالاي التي كتبت التّقرير، "تُبيّن استنتاجاتنا بوضوح أنّ الأشخاص الذين تترواح أعمارهم بين 19، و30 عاماً، لاسيما الشّابات منهم، يُواجهون مستويات عالية من الصّعوبات. ولا بدّ من بذل مزيد من الجهود لدعم هذه الفئات العمرية والحدّ من تأثير الجائحة مستقبلاً في صحّتهم النّفسية ورفاههم".

ووجد الباحثون أنّ 20 في المئة من نساء جيل الألفية، و14 في المئة من رجاله يعانون من أعراض الاكتئاب، فيما يشعر ما يربو على ثلث نسائه وربع رجاله بالوحدة. وعلى النّقيض من ذلك، لا تتخطّى نسبة المصابين بالاكتئاب في صفوف الكبار الذين يبلغون 62 عاماً 7 في المئة عند الرجال، و10 في المئة عند النّساء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتـأتي هذه النّتائج في أعقاب الدّراسة التي صدرت عن "معهد الدّراسات المالية" وكشفت عن أن فوضى فيروس كورونا قد زادت حدّة التّفاوت بين الذّكور والإناث على مستوى الصّحة النفسية، مع تأثر رفاه النّساء بالجائحة على نحوٍ غير متناسب.

وأظهر التقرير الذي صدر في يونيو (حزيران) الماضي، أنّ الشابات هنّ الأكثر تضرراً فيما كان الرّجال الأكبر سناً هم الأقلّ تأثراً، مع تفاقم الحالة النفسية للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 16 و24 عاماً بنسبة 11 في المئة مقارنةً عن ما كانت عليه قبل جائحة فيروس كورونا.

لكنّ رأى الباحثون أن تداعيات أزمة الصّحة العامة المستجدّة قد أضرت بالصّحة النفسية لجميع السّكان على اختلافهم، والدّليل على ذلك ارتفاع عدد المصابين بمشاكل نفسية "أكثر من المعتاد" بواقع 7.2 مليون مصاباً.

فقبل حالة الطّوارئ التي فرضها فيروس كورونا حول العالم، كان احتمال تشخيص الاكتئاب والسّلوك الانتحاري لدى النّساء أكبر منه لدى الرّجال. وعلى الرّغم من ارتفاع المعدل الإجمالي لحالات الانتحار في أوساط الرّجال عنه بين النساء، تبقى محاولات الانتحار أكثر تواتراً بالنّسبة إلى النّساء. وتشير تقارير إلى أنّ معدل محاولات الانتحار بين النّساء البالغات في أميركا يزيد بواقع 1.2 مرة عنه لدى الرّجال.

ويتزامن صدور الدّراسة الجديدة مع تحذير المجالس البلدية في إنجلترا من أن يؤدي العجز عن الاستثمار بشكلٍ عاجل في الصّحة النّفسية وسواها من الخدمات المحليّة الأساسيّة، إلى إضعاف المحاولات الرّامية إلى مساعدة المملكة المتّحدة على النّهوض والوقوف على قدميها من جديد بعد كورونا.

وترى "جمعية الحكم المحليّ" Local Government Association LGA  (وهي هيئة ناظمة لعمل البلديات) أنّ الصّحة النفسية للأفراد عاملٌ حاسم في التّخطيط للتعافي وعودة الحياة إلى طبيعتها، بما في ذلك إعادة فتح المدارس، وعودة الموظفين المسرحين موقتاً إلى أعمالهم والتّصدّي للتبعات الثّانوية للوباء.

وفي تقريرٍ مشترك أصدرته بالتعاون مع "مركز الصّحة النّفسية"، ذكرت الجمعية أنّ المشاكل النّفسية تُكلّف أرباب العمل في المملكة المتّحدة 35 مليار جنيه إسترليني سنوياً بسبب حالات الغياب لأسباب مرضيّة، وتراجع الإنتاجية وتناقص حجم الأعمال.

واعتبر إيان هودسبيث، رئيس مجلس الرّفاه المجتمعيّ لدى الجمعيّة أنّ "الصّحة النّفسية المستقرّة تصبّ في مصلحة الجميع فيما نتطلّع إلى المرحلة التّالية من الجائحة... كان للإغلاق تأثير عميق على الجميع، وأجبر العديد منّا على المكوث في المنزل وعدم الذّهاب إلى العمل، أو المدرسة، ولقاء العائلة والأصدقاء، والتّوجه إلى المتاجر، أو المشاركة في النّشاطات الثّقافية والتّرفيهية. هكذا حُرمنا بشكل مفاجئ من الأشياء نفسها التي تعزز رفاهنا النفسي، واعتبرناها غالباً من المسلمات".

إلى ذلك، شدّد هودسبيث على أنّ الصّحة النّفسية "مرتبطة بشكلٍ وثيق" بالإسكان والتوظيف والاندماج الاجتماعي والنّمو الاقتصادي.

وبدورها، لفتت ساره هيوز، الرّئيسة التّنفيذية لـ"مركز الصّحة النفسية" إلى أنّ "مرحلة تفشي الجائحة كانت فترة صعبة بالنسبة إلى كثيرين. ومع بروز دليل على احتمال تزايد مشاكل الصّحة النّفسية، من المهم أن نضطلع بدورٍ استباقي في دعم المجتمعات، وتحسين صحة أفرداها النفسيّة أكثر من أيّ وقتٍ مضى".

(يمكنكم التّواصل مع جمعية "السّامريين" (Samaritans) عبر الهاتف المجانيّ: 116 123    أو عبر البريد الإلكتروني:[email protected] ، كما يُمكنكم زيارة موقع www.samaritans.org للحصول على معلومات وتفاصيل عن أقرب فرع.)

© The Independent

المزيد من صحة